قال موقع Middle East Eye البريطاني إن المرشحة الجمهورية المعادية للمسلمين، مارجوري تايلور غرين، باتت أول شخص معروف بتبنيه لنظرية مؤامرة "كيو أنون" QAnon اليمينية المتطرفة يفوز بمقعد له في مجلس النواب الأمريكي.
وأعلنت غرين فوزها عن الدائرة الرابعة عشرة للكونغرس في ولاية جورجيا يوم الأربعاء 4 نوفمبر/تشرين الثاني بعد أن كانت كل من وكالة Associated Press وشبكة CNN أثبتت نتائج فوزها في وقت سابق من ذلك اليوم.
فيما كان كيفن فان أوسدال، الخصم الديمقراطي لغرين، قد انسحب من المنافسة على المنصب في سبتمبر/أيلول لأسباب شخصية، ما فتح لها الطريق إلى فوز مريح.
جاء إعلان غرين، البالغة من العمر 46 عاماً، عن فوزها بتغريدة نشرتها على موقع تويتر، قالت فيها: "فوز كبير الليلة! شكراً للمؤيدين في شمال غرب جورجيا على اختيارهم لي للقتال من أجلهم في العاصمة واشنطن!".
داعمة "لنظرية المؤامرة": والآن ستصبح غرين أول شخص يخدم في مجلس النواب الأمريكي وهو يدعم صراحة نظرية مؤامرة QAnon، التي تروج لأفكار لا أساس لها وتحضّ على كراهية الأجانب مثل أن شبكة من ممثلي "الدولة العميقة" تعمل خلف الستار ضد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لإنشاء نظام عالمي جديد.
كما تروج QAnon لنظرية تقول إن المسلمين الأمريكيين عملوا على التدبير لخطة سرية استغلّت القيود المفروضة بسبب جائحة كورونا وسيلة لتسريب الشريعة الإسلامية إلى البلاد.
يُذكر أنه في وقت سابق من هذا العام، كان عدد من الجمهوريين رفيعي المستوى بمجلس النواب الأمريكي قد نأوا بأنفسهم عن غرين بعد أن كشف تقرير لموقع Politico الأمريكي عن ساعات من مقاطع الفيديو المنشورة على موقع فيسبوك والتي تظهر فيها غرين وهي تصرّح بآراء عنصرية ومحملة بالكراهية للإسلام ومعادية للسامية.
في أحد مقاطع الفيديو تلك قالت غرين إن الانتخابات النصفية لعام 2018 –التي أفضت إلى صعود نائبتي الكونغرس إلهان عمر ورشيدة طليب- كانت جزءاً من "غزو إسلامي للحكومة الأمريكية"، وإن "أي شخص مسلم يؤمن بالشريعة الإسلامية يجب ألا يكون له مكان في حكم البلاد".
توجه "خطير": كما نشرت غرين صورة لنفسها على موقع فيسبوك وهي تحمل مسدساً إلى جانب صور لنائبات الكونغرس الديمقراطيات إلهان عمر ورشيدة طليب وألكساندريا أوكاسيو كورتيز، محرضةً "المسيحيين المحافظين المؤمنين حقاً على مهاجمة هؤلاء الاشتراكيين الذين يريدون تمزيق الولايات المتحدة".
من الجدير بالذكر أن النائبات الديمقراطيات الثلاث، إلهان ورشيدة وألكساندريا، قد نجحن بسهولة في تأمين فترة نيابة جديدة لهن في الكونغرس مساء الثلاثاء 3 نوفمبر/تشرين الثاني.
من جهة أخرى، كانت منظمة Media Matters، وهي منظمة غير ربحية تُعنى بتتبع المعلومات المضللة في الانتخابات، قد قالت إن استطلاعاً أجرته كشف عن أن 27 مرشحاً ممن يتنافسون في انتخابات 2020 يعتنقون أو يقبلون معتقدات تروج لها نظرية QAnon المؤامراتية.
وبحسب المنظمة، ضمت قائمة هؤلاء المرشحين 25 مرشحاً جمهورياً ومرشحين آخرين مستقلين.
وكان ترامب قد أثار جدلاً واسع النطاق الشهر الماضي عندما رفض إعلان إدانته المباشرة لمتبني نظرية QAnon، مدعياً خلال مناظرة منقولة على الهواء مباشرة أنه لا يعرف شيئاً عن QAnon، قبل أن يقول بعدها بعدة دقائق إنهم "يركزون على معارضة الاعتداء الجنسي على الأطفال".
كذلك لم يبذل الرئيس الأمريكي أي جهد لإثناء أتباع QAnon عن نظرياتهم وترويجهم لها، حتى إنه وصف مُعتنقيها –وعدد كبير منهم متهم بارتكاب جرائم قتل وإرهاب داخلي- بأنهم "أناس يحبون بلادنا".