ما تزال النتائج الأولية للانتخابات الأمريكية تظهر تقدم المرشح الديمقراطي في عملية فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية الأمريكية حتى صباح الأربعاء 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، إلا أن الرئيس الأمريكي والمرشح الجمهوري دونالد ترامب يصر على أن يفاجئ الجميع بتحقيق تقدم في عدد من الولايات المتأرجحة.
لكن الأزمة التي توشك على الانفجار هي تلميح ترامب المتقدم ببعض الولايات المتأرجحة بالأصوات الشعبية بعدم الاعتراف بأصوات البريد، إذ إن ما تم فرزه حتى الآن في الولايات المتأرجحة هذه كبنسلفانيا وميشيغان وغيرهما هي أصوات الذين أدلوا مباشرة يوم الثلاثاء بأصواتهم عن طريق مراكز الاقتراع، في حين لم يتم البدء بعد في فرز أصوات مراكز البريد بهذه الولايات، وهو الأمر الذي قد يمتد لأيام، بحسب خبراء.
ترامب: "يريدون سرقة الانتخابات"
وقال ترامب، الذي لا يعطيه منصبه أي سلطة على فرز الأصوات الخاضع لسلطة الولايات، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، إنه يعتقد أنه "يجب على الولايات ببساطة التوقف عن فرز الأصوات بمجرد انتهاء يوم الثلاثاء".
وقال ترامب في تغريدة صباح اليوم الأربعاء إنه يتوقع فوزه بفترة ثانية تستمر أربع سنوات، واتهم الديمقراطيين علانية بمحاولة "سرقة" الانتخابات منه دون أن يقدم أي دليل.
وأضاف ترامب: "نتقدم بفارق كبير وقد أبلينا بلاء حسناً، لكنهم يحاولون سرقة الانتخابات. لن ندعهم يفعلون ذلك أبداً"، وأضاف "فوز كبير" بفترة أخرى، قبل أن يضع تويتر إشارة تحذير على تغريدته بسبب اتهامه للديمقراطيين بسرقة الانتخابات.
بايدن: "علينا التحلي بالصبر"
ونُشرت تغريدات ترامب فور بيان صادر عن منافسه المرشح الديمقراطي جو بايدن قال فيه إنه متفائل إزاء فرصه في الفوز. وأضاف بايدن أن نتيجة الانتخابات قد لا تُعرف حتى صباح اليوم الأربعاء (بتوقيت الولايات المتحدة) أو بعد ذلك، لكنه عبر عن تفاؤله.
وأضاف بايدن: نشعر بأننا في وضع جيد في أريزونا وما زلنا في حلبة المنافسة في جورجيا، كما نشعر بالتفاؤل إزاء وضعنا الانتخابي في ويسكونسن وميشيغان وسنفوز بأصوات بنسيلفانيا.
وقال بايدن في ختام كلمته: نحن في طريقنا للفوز بالانتخابات، لكن علينا التحلي بالصبر حتى تنتهي عمليات فرز الأصوات بالكامل.
الأمريكيون قلقون من طول فترة فرز الأصوات
ورغم الاستعراض المنظم لأداء الواجب المدني خلال التصويت في يوم الثلاثاء، يخيم على الأمريكيين التوتر الشديد في واحدة من أكثر الحملات الانتخابية الرئاسية استقطاباً في تاريخ الولايات المتحدة.
وحتى بعد الانتهاء من الإدلاء بالأصوات بسلام، يشعر بعض الأمريكيين بالقلق من طول فترة فرز الأصوات في الولايات المحورية، مما يجبر البلاد على الانتظار لأيام أو أكثر قبل ظهور فائز واضح إذا كانت النتيجة متقاربة.
وحتى صباح اليوم حصل بايدن على 224 صوتاً في المجمع الانتخابي، وهو يحتاج إلى 270 صوتاً للفوز، بينما نال ترامب 213 صوتاً.
واللافت أن ترامب أظهر تفوقاً في البداية في التصويت الشعبي قبل أن يتقدم عليه بايدن، قد يرجع ذلك إلى أن بعض الولايات التي منحت أصواتها لترامب أعطته نسبة مرتفعة، وبالتالي رفعت من نسبة التصويت الشعبي وأعطت نسبة أقل إلى بايدن، عكس الولايات التي منحت أصواتها لبايدن، مما قلل من مكاسب الأخير في التصويت الشعبي.
أزمة التصويت عبر البريد
وفي ظل وجود ملايين الأصوات التي تمت عبر البريد، ولم يتم فرزها حتى الآن، تبقى هذه الأصوات هي العامل الحاسم في فوز أي من المرشحين.
وتزداد أهمية هذه الأصوات في الولايات المتأرجحة، وعلى رأسها ولاية بنسلفانيا التي تتحدث وسائل إعلام عن أكثر من مليون بطاقة اقتراع للمصوتين عبر البريد فيها لم يتم فرزها بعد.
ويبدو لهذا السبب أن نتائج الولاية ستتأخر كثيراً، وستكون محل جدل وخلاف بين المعسكرين الديمقراطي والجمهوري، وقد تصل المعركة إلى القضاء لحسم الفائز بأصواتها.
وكان بايدن قد نصح مؤيديه بالتصويت عبر البريد مبكراً بسبب انتشار جائحة فيروس كورونا، في حين ظل ترامب يشكك بهذه الأصوات ويقول إنها تفتح باباً من التزوير الكبير، داعياً مؤيديه إلى التصويت المباشر يوم الثلاثاء عبر صناديق الاقتراع.
بنسلفانيا ستحسم الأمر
هناك خلافات في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة، ورفع الجمهوريون في الولاية دعوى قضائية تطالب بعدم احتساب أصوات البريد التي تم تصحيحها بعدما أرسلت الولاية إلى الناخبين لتصحيحها.
ومع فرز نصف الأصوات في بنسلفانيا، فإن ترامب حصل على أصوات نحو 56% من أصوات الناخبين، وبايدن 42%.
ويعتقد أنه مع فرز جميع الأصوات خاصة أصوات البريد في بنسلفانيا التي سيتم التمديد لها حتى السادس من نوفمبر/تشرين الثاني، ستكون النتيجة لصالح بايدن.
وفي كل الأحوال من الواضح أن ولاية بنسلفانيا ستكون هي ساحة المعركة الرئيسية، ويعتقد أن الطريق للبيت الأبيض يجب أن يمر في هذه الانتخابات من بنسلفانيا.
وفي جميع الأحوال، مازال من المبكر الحديث عن فوز مرشح بعينه، إلا أنه من المؤكد أن أداء دونالد ترامب كان مفاجئاً للمراقبين الداخليين والخارجيين. ويطرح هذا الأداء تساؤلات حول استطلاعات الرأي التي تحدثت عن تفوق يصل إلى 8 أو 10 نقاط لصالح المرشح الديمقراطي بايدن على الجمهوري ترامب، وكذلك حول تقييمات وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث الأمريكية التي كانت تتحدث عن نصر ساحق لبايدن.