ظهر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وهو يتصل بعدد من الأمريكيين عبر الهاتف، ليحثهم على التصويت للمرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة جو بايدن، وذلك في تكثيف لآخر الجهود لحشد الأصوات ضد ترامب، قبل أيام من الانتخابات التي ستبدأ في 3 نوفمبر/تشرين الأول 2020.
أوباما نشر السبت (بتوقيت أمريكا) 31 أكتوبر/تشرين الأول 2020 مقطع الفيديو على حسابه الرسمي في تويتر، وحظي بملايين المشاهدات، ونحو 20 ألف مشاركة، وعشرات آلاف الإعجابات.
كان أوباما يتحدث إلى سيدة اسمها أليسا، وقد تفاجأت عندما أخبرها أوباما بأنه يتحدث إليها، وأخبرها في المكالمة بأنه يتصل بها ويريدها أن تذهب وتصوّت لصالح بايدن، ونائبته كامالا هاريس، كما عرض عليها المساعدة بشأن ما إذا كانت تحتاج لمعلومات عن مكان التصويت أو شيء آخر متعلق به.
كان صوت السيدة يشير إلى اندهاشها من كون أوباما يتكلم معها بشكل شخصي، وكان يُسمع في خلفية صوتها بكاء طفلها، الذي لفت انتباه الرئيس الأمريكي السابق وراح يسأل الأم عنه.
وسألها أوباما عما إذا كان طفلها جائعاً أم أنه يحتاج إلى تغيير الحفاضات، أم أنه لم يرغب بأن تلفت الأم انتباهها عنه، قبل أن يطلب منها التحدث معه، وقال له: "مرحباً يا رجل، افعل ما تقوله والدتك، كان بودي التحدث معك لبعض الوقت لكن عندما يكون عمرك ثمانية أشهر، لا يمكنك البقاء على الهاتف لمدة طويلة".
سباق بالولايات الحاسمة: وتأتي تحركات أوباما لدعم بايدن، في وقت اشتدت فيه المنافسة بين المرشحيْن الديمقراطي والجمهوري بالولايات الأمريكية الحاسمة.
وشارك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خمسة تجمّعات تقام في خمس ولايات تُعدّ مفصلية في الانتخابات الرئاسية قبل يوم من موعد الاستحقاق، وذلك في إطار سعيه ليثبت مجدداً عدم صحة الاستطلاعات التي ترجّح فوز المرشّح الديمقراطي بايدن.
فبعد شهر من إصابته بكوفيد-19 ومشاركته في مئات التجمّعات مع مناصريه، لا يبدو ترامب البالغ 74 عاماً متعباً، بل على العكس، سيشارك اليوم الإثنين أيضاً في خمسة تجمّعات في أربع ولايات.
في المقابل، زار خصمه الديمقراطي جو بايدن بنسلفانيا مع عدد من رجال الدين لتعبئة ناخبي هذه الولاية المفصلية، وكان ترامب قد فاز في بنسلفانيا على المرشحة الديمقراطية آنذاك هيلاري كلينتون بفارق ضئيل، في هذه الولاية الصناعية التي قد تقرر مصير الانتخابات، والتي أجرى فيها السبت الماضي أربعة تجمّعات.
وفي آخر يوم أحد من الحملة الانتخابية سعى بايدن إلى كسب تأييد الكاثوليك الذين صوّتوا لصالح ترامب في الانتخابات الماضية، وجاء في تغريدة أطلقها المرشّح الديمقراطي: "لقد كان إيماني مصدر عزاء لا يضاهى في أوقات الحزن ومصدر إلهام يومياً في التصدي لإساءة استخدام السلطة بجميع أشكالها".
يأتي ذلك، بينما اقترع ترامب وبايدن ومعهما أكثر من 93 مليون أمريكي من أصل أكثر من 230 مليون ناخب، بشكل مبكر، وهي نسبة تصويت عالية للغاية قياساً بالانتخابات السابقة.
في السياق ذاته، أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز بالاشتراك مع كلية سيينا ونُشر نهاية الشهر المنصرم، تقدّم المرشّح الديموقراطي على ترامب في أربع ولايات مفصلية كان قد فاز فيها الملياردير الجمهوري في عام 2016 هي: بنسلفانيا وأريزونا وفلوريدا وويسكونسن.
لكن المراقبين يشددون مراراً على ضرورة توخي الحذر في ما يتعلق بالاستطلاعات، محيلين في ذلك على الانتخابات الأخيرة التي فاز فيها ترامب على هيلاري كلينتون خلافاً للتوقّعات مفجّراً إحدى أكبر المفاجآت السياسية في تاريخ الولايات المتحدة.