حرب بالسلاح بين عصابات المخدرات في ولاية مكسيكية

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/10/24 الساعة 11:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/10/24 الساعة 11:59 بتوقيت غرينتش
عناصر من القوة الخاصة المكسيكية/ رويترز

كشف تقرير نشرته صحيفة The Washington Post الأمريكية الخميس 22 اكتوبر إن ولاية غواناخواتو الواقعة وسط المكسيك،تواجه صراعا بين تجار المخدرات الذين يقومون ببيع عقار الميثامفيتامين المخدر حيث تسعى كل عصابة لتصبح المصدر الوحيد لتجارة هذه العقار للمدمنين الذين يبحثنون عنه.

التقرير أشار الى إن لون عقار الميثامفيتامين أو العلامات الموجودة على العبوة من الممكن إن تكون سببا في وفاة المدمن ، حيث تبيع عصابات خاليسكو كارتل الكريستال ميث الصافي بسعر 2.30 دولار أمريكي للجرعة الواحدة. بينما تبيع العصابة المحلية التي تتخذ اسم سانتا روزا دي ليما نوعاً من مخدر الميث تشوبه الزرقة بسعر أرخص يبلغ 1.40 دولار. غير أن العصابات المتصارعة لا تقبل المنافسة في ظل صراعٍ من أجل السيطرة حوّل غواناخواتو إلى واحدة من أكثر الولايات المكسيكية الملطخة بالدماء.

صراع في الولاية المسالمة 

حيث قال المحلل الأمني المقيم في غواناخواتو ديفيد ساوسيدو إن ضبط الميث باللون الخاطئ مع موزع المخدرات هو بمثابة "حكم مؤكد بالإعدام"، حيث يعتبر ذلك تعاملا مع عصابة منافسة ، وليس من الواضح ما إذا كانت الألوان المتباينة نتيجةً لاختلاف عمليات الإنتاج، أم إذا كانت مقصودة. وربما ليست مصادفةً أن يلقب زعيم عصابة سانتا روزا الذي اعتقل مؤخراً باسم "El Azul" أي "الأزرق".

كذلك تستخدم كلتا العصابتين شعارها الخاص لتمييز المغلفات المصنوعة من البلاستيسين. وقد تستخدم عصابة خاليسكو رمز "CJNG" الذي يشير إلى الأحرف الأولى من اسمها، أو "Grupo Elite"، أو رسماً لجمجمة مع مسدس وحربة. أما شعار عصابة سانتا روزا فهو مثلث بداخله جمجمة ومطرقتين، في إشارة إلى لقب زعيم آخر أُلقي القبض عليه.

قتال بين عصابات المخدرات 

قالت مفوضة الشؤون الأمنية في غواناخواتو صوفيا هويت إن هذه العلامات قد تمثل أهمية أكبر من ذلك. وقالت: "إنه مفهوم شعار يعتمد على وضع علامة، أكثر من اللون، وهذه العلامة ليست موجودة دائماً".

على أية حال، يندلع الآن قتال بين عصابتي المخدرات الأقوى في نصف الكرة الجنوبي من أجل السيطرة على الولاية التي تعتبر منطقة محورية للصناعة والزراعة، واستقطبت المنطقة العصابات للسبب ذاته الذي أغرى أصحاب مصانع السيارات: وهو شبكات الطرق والسكك الحديدية التي تؤدي مباشرة إلى الحدود مع الولايات المتحدة.

اما في الأشهر الأخيرة، وخشية صعود عصابة  كارتل "الجيل الجديد في خاليسكو" (CJNG)، تحركت كارتل سينالوا التي تتمتع بسطوة منذ وقت بعيد نحو تشكيل تحالف مع سانتا روزا دي ليما وغيرها من العصابات المحلية التي تتمتع بنفوذ أقل.

فيما شهدت ولاية غواناخواتو، التي تعتبر سادس أكبر ولاية في المكسيك من حيث عدد السكان، أكثر من 3,400 جريمة قتل في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، وهو عدد أكثر من أي ولاية أخرى في البلاد.

كذلك شهدت الولاية مقتل عدد من ضباط الشرطة أثناء أداء واجبهم يفوق العدد في أي ولاية أخرى بالمكسيك.

معركة شيكاغو

كما أصبحت المعركة شبيهة بمعركة شيكاغو في عصر حظر الكحوليات في الولايات المتحدة، إذ يطلق المسلحون الرصاص على المنازل أو المتاجر التي يمارس فيها خصومهم أعمالاً تجارية، سواء في تجارة المخدرات أو غيرها من السلع المهربة.

في حين قال ساوسيدو: "يحدث هذا النوع من المذابح في أماكن بيع المخدرات أو الوقود المسروق. سيتوجهون نحو متجر، أو مخزن أو ورشة لتصليح الإطارات ثم يقتلون الجميع ويدمرون المكان ويقذفون فيه قنبلة يدوية".

كذلك امتد النشاط الإجرامي لعصابة سانتا روزا دي ليما إلى تجارة المخدرات بعد أن بدأت بالسطو على قطارات الشحن وسرقة الوقود من خطوط الأنابيب التابعة للدولة، وهو النشاط الذي استرعى انتباهاً حاداً بشكل خاص من قِبَل الحكومة الغاضبة بسبب خسارة العائدات.

بالاضافة الى ذلك ، ومع تضييق الخناق عليه من قبل الشرطة في يوليو/تمّوز 2020 قدّم زعيم كارتل سانتا روزا خوسيه أنطونيو يبيز أورتيز -المعروف باسم "El Marro"، أو "المطرقة"- دعوةً يائسة للتحالف مع كارتل سينالوا لدرء تهديدات عصابة خاليسكو، التنظيم الإجرامي الأسرع نمواً والأشد عنفاً في المكسيك في الوقت الحالي.

في حين توغلت خاليسكو بالفعل في 20 ولاية على الأقل، وتنشر أحياناً مقاطع فيديو على الإنترنت تستعرض من خلالها صفوفاً من المقاتلين المدججين بالسلاح وعربات مدرعة محلية الصنع، وتصدر وعوداً مبهمة -لم تلتزم بها في كثير من الأحيان- بعدم اختطاف المدنيين أو ابتزازهم لدفع أموال مقابل حمايتهم.

بينما قال ساوسيدو إن عصابة سينالوا كانت مترددة بشأن مساندة سانتا روزا التى كان ينظر إلى زعمائها على أنهم رجال عصابات سُذج وغير جديرين بالثقة. غير أن "اعتقال إل مارو دفع كارتل سينالوا للتدخل في غواناخواتو من أجل منع خاليسكو من بسط سيطرتها". وقال ساوسيدو: "لقد عانينا من حرب بين عصابتين، وللأسف دخلت الآن عصابة ثالثة (سينالوا) طرفاً في الصراع".

عصابات محلية 

من جانبها قالت صوفيا إن سانتا روزا وعصابات محلية أخرى تزود المجموعة الخارجية الأكبر حجماً "بالأسلحة النارية، والرجال، وحتى المجرمين المحترفين، والقتلة من أجل مواجهة منظمة خاليسكو والحدّ قليلاً من توسعها".

كذلك ترسل العصابة أسلحة وأموالاً، فضلاً عن جواسيس لها. وقالت صوفيا إن 10 مسلحين من سينالوا قد أُلقي القبض عليهم هذا الشّهر.

وقد يكون ذلك متوافقاً مع الخطة التي تتبعها سينالوا. ففي أوائل العقد الأول من القرن الحالي، قاتلت سينالوا كارتل خواريز من أجل السيطرة على مدينة سيوداد خواريز الحدودية التي تضمن ربحاً كبيراً، وذلك من خلال دعمها عصابات محلية مثل أرتيستاس أسيسينوس وميكسيلز ضد الأذرع المسلحة لخواريز: لا لينيا وباريو أزتيكا. وحوّلت هذه العصابات الأربعة مدينة سيوداد خواريز، القريبة من مدينة إل باسو في ولاية تكساس الأمريكية، إلى ميدانٍ للقتل بين عامي 2008 و2012.

كذلك وفي غواناخواتو بلغت عمليات القتل معدلات مماثلة.

ففي يوليو/تموز، قتل مسلحون من العصابة 26 شخصاً في مركز غير مسجل لإعادة تأهيل مدمني المخدرات في مدينة إيرابواتو. حيث أطلق المهاجمون النار على جميع الرجال في المركز، وتركوا النساء فقط.

اما في أواخر سبتمبر/أيلول قتل مسلحون 11 شخصاً، بينهم أربع نساء، في حانة بمدينة خارال ديل بروغريسو. ولقي خمسة أشخاص آخرين في هذه المدينة مصرعهم في مطلع هذا الشّهر في هجومٍ مسلح على جنازة.

في المقابل اعتادت كارتل خاليسكو على تقطيع أوصال الموزعين المنافسين، وترتيب الأطراف المقطعة بدقة في كومة لكي تحمل الرأس المقطوع، الذي تعلوه في بعض الأحيان تعبيرات تُعرب عن الدهشة لأن جفون الضحية تكون مقطوعة. 

علامات:
تحميل المزيد