أعلن تكتل سياسي بارز في قوى "إعلان الحرية والتغيير" بالسودان، الجمعة 23 أكتوبر/تشرين الأول 2020، رفضه التطبيع بين بلاده وإسرائيل، مضيفاً أنه سيشكل جبهة مقاومة لهذا الغرض.
تحالف "قوى الإجماع الوطني"، ثاني أبرز مكونات قوى "إعلان الحرية والتغيير" (الشق المدني المشارك في الائتلاف الحاكم)، أوضح أن الشعب الذي يتم عزله وتهميشه بطريقة منهجية عبر الصفقات السرية، غير ملزم بما ينتهي إليه التطبيعيون من اتفاقيات.
كما أكد أن الشعب سيلتزم بمواقفه التاريخية، وسيعمل من خلال جبهة عريضة على مقاومة التطبيع ودعم الشعب الفلسطيني، من أجل الحصول على حقوقه المشروعة كافة، كما اعتبر أن السلطة الانتقالية تتعمد انتهاك الوثيقة الدستورية وتمضي في اتجاه التطبيع مع "الكيان الصهيوني"، والخروج على ثوابت سودان اللاءات الثلاثة، في دعم حقوق الفلسطينيين.
كان ترامب قد أعلن، الجمعة، توصل السودان وتل أبيب إلى اتفاق من أجل تطبيع العلاقات بينهما، بعد مكالمة هاتفية جمعته برئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ورئيس وزراء السودان عبدالله حمدوك ورئيس المجلس الانتقالي عبدالفتاح البرهان.
التكتل قال أيضاً، إن تطبيع العلاقات مع إسرائيل يمثل تجاهلاً للرأي العام الشعبي واستخفافاً به، في ضوء المواقف الصادرة من العديد من القوى السياسية ضد التطبيع.
تفويض من مجلس الشعب: كما جدد الدعوة إلى الإسراع بتكوين المجلس التشريعي كجهة رقابية معنيَّة بتقرير القضايا كافةً التي نصت عليها الوثيقة الدستورية، ورفض أي قرار يُعنى بالتطبيع، من دون تفويض من مجلس تشريعي منتخب، خاصة في ظل تغييب تام للشعب وقواه الحية، داعياً السلطة الانتقالية إلى "تجميد" أي خطوات في هذا الشأن.
في وقت سابق من الجمعة، قال وزير الخارجية السوداني المكلف، عمر قمر الدين، إن الحكومة الانتقالية وافقت على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، بعد وقت قصير من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأمر.
قمر الدين أوضح أن التصديق على الاتفاق، حتى يدخل حيز التنفيذ، يظل من اختصاص الأجسام التشريعية بالبلاد، وذلك في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السودانية الرسمية.
بذلك أصبح السودان الدولة العربية الخامسة التي تبرم اتفاقية تطبيع مع إسرائيل، بعد مصر (1979)، والأردن (1994)، والإمارات والبحرين (2020).
تحالف "قوى الإجماع الوطني" تم تدشينه، في سبتمبر/أيلول 2009، بمشاركة 17 حزباً معارضاً لنظام الرئيس السوداني المعزول عمر البشير.
في تلك المرحلة ضم التحالف معظم الأحزاب المعارضة، وضمنها "المؤتمر الشعبي" بقيادة حسن الترابي، إلى جانب حزب الأمة القومي بقيادة الصادق المهدي، و"الحزب الشيوعي" بقيادة محمد إبراهيم نقد.
ووقَّعت "قوى الإجماع الوطني" على إعلان الحرية والتغيير في يناير/كانون الثاني 2019، بجانب "تجمُّع المهنيين السودانيين"، وقوى "نداء السودان" و"التجمع الاتحادي المُعارِض".
حالياً يضم التحالف عدة أحزاب سياسية، أبرزها "الحزب الشيوعي"، و"الحزب الناصري"، ومنظمات أخرى، إضافة إلى "حزب البعث" الذي أعلن في وقت سابق من الجمعة، رفضه التطبيع.