عبرت قوى سياسية فلسطينية، الجمعة 23 أكتوبر/تشرين الأول 2020، عن رفضها التام لقرار السودان تطبيع العلاقات مع إسرائيل، معتبرة ذلك "طعنة جديدة في ظهر الشعب الفلسطيني".
وكان ترامب قد أعلن الجمعة، توصل السودان وتل أبيب إلى اتفاق من أجل تطبيع العلاقات بينهما، بعد مكالمة هاتفية جمعته برئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ورئيس وزراء السودان عبدالله حمدوك ورئيس المجلس الانتقالي عبدالفتاح البرهان.
وبذلك يصبح السودان الدولة العربية الخامسة التي تبرم اتفاقية تطبيع مع إسرائيل، بعد مصر (1979)، والأردن (1994)، والإمارات والبحرين (2020).
منظمة التحرير
إذ وصف أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، قرار السودان اتخاذ خطوات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل بأنه "طعنة جديدة في ظهر الشعب الفلسطيني".
أبو يوسف أضاف أن "انضمام السودان إلى المطبّعين مع دولة الاحتلال الإسرائيلي يشكل طعنة جديدة في ظهر الشعب الفلسطيني وخيانة لقضيته العادلة وخروجاً عن مبادرة السلام العربية".
وتابع قائلاً من رام الله بالضفة الغربية المحتلة: "هذه الخطوة وما سبقها من خطوات من الإمارات والبحرين لن تزعزع إيمان الشعب الفلسطيني بقضيته واستمرار نضاله حتى إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".
حماس
من جانبها، اعتبرت حركة "حماس"، الجمعة، أن تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل "خطيئة سياسية تضر بشعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة".
إذ قال حازم قاسم، الناطق باسم الحركة لـ"الأناضول"، إن "التطبيع بين السودان والاحتلال يضر بالمصالح الوطنية للسودان والمصالح القومية للأمة العربية".
وأضاف: "التطبيع لا يخدم إلا المشروع الصهيوني وسياسته التوسعية في المنطقة، ويستفيد منه (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب في انتخابات الرئاسة و(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو في صراعه الداخلي".
الجهاد الإسلامي
اعتبرت الحركة الفلسطينية، الجمعة، أن تطبيع النظام السوداني العلاقات مع تل أبيب "هدية مجانية لإسرائيل".
المتحدث باسم الحركة، داود شهاب، قال لوكالة الأناضول للأنباء، إن "النظام السوداني ينزلق بالسودان نحو الحضن الإسرائيلي، ويقدم هدية مجانية لإسرائيل ويدفع من قوت الفقراء والمشردين من الشعب السوداني أموالاً طائلة ثمناً لنيل الرضا الأمريكي".
وأضاف: "أنهم بذلك يسجلون كتاباً أسود في تاريخ السودان".
كما تابع: "نثق بأن الشعب السوداني والأحزاب القومية والوطنية في السودان لن تقبل، وقوى الثورة والتغيير أمام اختيار مصيري سيحدد مسار التغيير في هذا البلد العزيز على قلوبنا".
فتح
عباس زكي، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ، قال إن اتفاق التطبيع بين الخرطوم وتل أبيب سيثبّت أقدام إسرائيل لنهب ثروات السودان.
كما أضاف في حديثه لـ"الأناضول"، معقباً على إعلان الاتفاق: "شعب السودان مبدع ومثقف وعظيم، أعلن أنه ضد التطبيع، ويرفض ذلك".
قال زكي: "اللحاق بإسرائيل في هذا الظرف الخطير هو من أجل شرق أوسط جديد، تصبح فيه إسرائيل حاكمة للمنطقة العربية".
كما تابع أن التطبيع أصبح "حالة انتخابية"، وأن "ترامب (الرئيس الأمريكي) وجد من العرب من يستطيع أن يتخلى عن دينه وقضيته المركزية لإنجاحه وإنجاح (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو".
وأضاف: "(المطبّعون) استباحوا شعوبهم وأرضهم، ولن يكون لهذا التطبيع أي جدوى على السودان، ولا على الإمارات ولا البحرين، وإنما ستتثبت أقدام إسرائيل لنهب ثرواتهم والسيطرة على طاقتهم البشرية والمادية".
ووقّعت الإمارات والبحرين، في 15 سبتمبر/أيلول الماضي، اتفاقيتي تطبيع كامل للعلاقات مع إسرائيل، في خطوة اعتبرها الفلسطينيون، بإجماع الفصائل كافة، "طعنة في الظهر وخيانة للقضية".
واستطرد زكي: "الشعوب كلها ترفض التطبيع، التصريحات التاريخية للسودان وشعبه لا تسمح بسيطرة إسرائيل عليه".
المتحدث ذاته اعتبر أن "الشعوب العربية مظلومة، والقيادات المهيمنة والمدعومة أمريكياً تحاول تمرير الحركة الصهيونية".
كما أكد أن "أمريكا تكشف عملاءها (…)، لكنهم (المطبعين) سيندمون في نهاية المطاف".
وأردف أنه ليس بمقدور السلطة الفلسطينية فعل شيء إزاء مسلسل التطبيع، "لكن من الممكن أن تعمّق تحالفاتها مع القوى المناهضة للتطبيع، وأن تمارس دورها على الأرض".
وأوضح زكي أن "السلطة تترك هؤلاء الحكام لشعوبهم، وستمضي بالصمود أمام هذا المعسكر الصهيو عربي أمريكي".