حاوِل أن تتخيل ابتسامة المغازلة. فما الذي ستراه؟ ابتسامة عن أخرى تفرق كثيراً وترسل رسائل قد يتم تفسيرها بغير ما تقصد إطلاقاً!
وفقاً لبحثٍ جديد من جامعة كانساس، فإن ابتسامة المغازلة المزعومة يسهل التعرف عليها -ولها تأثيرها- عالمياً. وفي الدراسة، تمكن الباحثون من تحديد تعبير وجهٍ بعينه، يتم تفسيره باستمرار على أنه غزلي.
المكونات الأربعة لابتسامة المغازلة
بنى الفريق بحثه على نظام ترميز حركة الوجه، الذي يُحدد 23 حركة وجه مميزة والمشاعر المرتبطة بها.
وكان الهدف هو تحديد الإشارات التي تُظهر أن المرأة تغازل وتعابير الوجه التي يُفسرها الرجال على أنها مغازلة.
وأخذوا نحو 500 صورة لنساء تظهر عليهن تعابير سعيدة ومحايدة وغزلية، ورمزوا كل تلك التعابير المختلفة باستخدام النظام، ثم عرضوها على عشرات الرجال من أجل تفسيرها.
وحدد الباحثون أربعة عوامل تُظهِرُ التعابير الغزلية:
- ميل الرأس في أحد الاتجاهين.
- ميل الذقن قليلاً إلى الأمام.
- الابتسامة الخفيفة.
- التفات العيون للتحديق في الهدف الضمني للمغازلة.
وكانت بعض النساء أكثر فاعلية من غيرهن في صُنع هذا الوجه الغزلي كما لاحظ الباحثون، بينما كان بعض الرجال أفضل في التعرف عليه.
ولكن إجمالاً، وصف الباحثون هذا المزيج من الخصائص بأنه "تعابير غزلٍ يسهل التعرف عليها".
إذ قال المؤلف المشارك في الدراسة أستاذ علم النفس أومري غيلاث، في بيان نشره موقع MindBodyGreen الأمريكي: "وجدنا أن غالبية الرجال كانوا قادرين على التعرف على تعابير وجه نسائية بعينها تُمثل الغزل. إذ إن لها تشكيلاً فريداً من نوعه، كما تختلف عن التعابير الأخرى التي تُشاركها الخصائص نفسها مثل الابتسام، ولكن الرجال لا يعتبرونها من التعابير الغزلية".
والجدير بالذكر أن الإطلالة الغزلية لا تتضمن بالضرورة ابتسامة دوتشيني، وهي تلك الابتسامة التي تظهر في العينين وتُعرف بأنها أكثر أصالة.
وتُسمى ابتسامة دوتشيني نسبة إلى عالم التشريح الفرنسي دوشين دو بولوني في عام 1862، والفرق الرئيسي بين هذه الابتسامة السعيدة "الحقيقية" والابتسامة السعيدة "الزائفة".
إذ يتم تفسير ذلك النوع من الابتسامات على أنه يُمثل "سعادةً مفرطة، تُسفر على الأرجح عن تفسير التعبير على أنه ودودٌ تماماً"، وفقاً لما كتبه الباحثون عن النتائج التي توصلوا إليها.
تأثير ابتسامة المغازلة على الرجال
بمجرد تحديد هذه العوامل، أجرى الفريق أبحاثاً إضافية حول تأثير تلك الابتسامة المغازلة. ووجدوا أن الرجال الذين يلاحظون هذا التعبير تحديداً كانوا أكثر ميلاً إلى الكلمات المتعلقة بالجنس، مما يشير إلى أنها لا تُعتبر مظهراً غزلياً فقط؛ بل إنها فعالةٌ أيضاً في دفع الناس إلى التفكير في الجنس.
إذ أوضح غيلاث: "للمرة الأولى، لم نكُن قادرين فقط على عزل وتحديد التعابير التي تُمثل الغزل، بل تمكنا أيضاً من كشف وظائفها في تنشيط الارتباطات المتصلة بالعلاقات والجنس".
وبيت القصيد؟ لغة الجسد غير اللفظية أمرٌ محسوم، وهناك تعابير غزلية شبه عالمية، فضلاً عن استنتاج الدراسة أنها طرق فعالة.
لذا في المرة التالية التي تُغازل فيها شخصاً ما، فكِّر في نوعية الابتسامة التي ستعلو وجهك. فربما ترغب في التخلص من الابتسامة الودودة واللجوء إلى الغزلية!