قال مسؤول أمريكي كبير، إنه من المتوقع إعلان اتفاق على خطوات صوب تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والسودان، في وقت لاحق من الجمعة 23 أكتوبر/تشرين الأول 2020، حسب ما ذكرته وكالة رويترز.
كما أضاف المسؤول الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه، أن قرار الرئيس دونالد ترامب، هذا الأسبوع، رفع السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب ساعد في تمهيد الطريق أمام السودان ليصبح أحدث بلد عربي يتوصل إلى اتفاق بشأن إقامة علاقات مع إسرائيل.
رفع السودان رسمياً من قائمة الإرهاب: قبل ذلك بساعات، أعلن مجلس السيادة الانتقالي السوداني، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، "وقَّع رسمياً على قرار إزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب".
قال المجلس، في بيان مقتضب، إن "ترامب وقَّع رسمياً على قرار إزالة السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب". وأضاف: "سيتم الإعلان بعد قليل (عن ذلك). يوم تاريخي للسودان والثورة المجيدة"، في إشارة إلى الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير، في 11 أبريل/نيسان 2019.
إذ كان وزير الخارجية الأمريكي أعلن، الأربعاء 21 أكتوبر/تشرين الأول، بدء الولايات المتحدة عمليات رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، قائلاً إن ذلك الأمر "سيتم قريباً". كما كشف عن رغبة واشنطن في أن تعترف الخرطوم بإسرائيل "سريعاً".
بينما قال ترامب على "تويتر"، إن حكومة السودان "وافقت على دفع تعويضات بـ335 مليون دولار لضحايا الإرهاب الأمريكيين ولعائلاتهم"، متعهداً برفع اسم السودان من "قائمة الدول الراعية للإرهاب" بمجرد تلقّي واشنطن مبلغ التعويضات.
مخاوف من نتائج عكسية: غير أن المحلل بصحيفة "واشنطن بوست" للشؤون الخارجية إيشان ثارور، حذَّر من أن "بادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانفتاح على السودان، والتي تبدو في ظاهرها نصراً دبلوماسياً، قد تأتي بنتائج عكسية".
الصحيفة الأمريكية ذكرت في مقال كتبه ثارور، أن "إعلان ترامب، الإثنين الماضي، عزمه على رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب يعتبر خبراً ساراً للخرطوم".
وأوضح الكاتب أنَّ "وصم السودان بالإرهاب على مدى 27 عاماً لطالما حرم حكومته من التعامل بالدولار عالمياً، ومنعه من جذب الاستثمارات الأجنبية والمعونات والقروض".
كما سلَّط المقال الضوء على أن "الجائزة التي يضعها البيت الأبيض نصب عينيه مختلفة تماماً، حيث يسعى ترامب وحلفاؤه إلى أن يؤدي تحسُّن العلاقات مع السودان إلى تطبيع علاقاته مع إسرائيل".
أضاف ثارور أن "ترامب حقق الآن انتصاراً جديداً على طراز (أمريكا أولاً)، يروّج له في مناظراته الرئاسية، حيث سيدفع السودان (بموجب اتفاق البيت الأبيض مع الخرطوم) 335 مليون دولار تعويضاً لأسر الضحايا الأمريكيين الذين سقطوا في هجمات إرهابية على سفارتي واشنطن في كينيا وتنزانيا عام 1998، وفي تفجير المدمرة كول عام 2000".
غير أن المقال لفت إلى أن ضغط ترامب على السودان لحمله على تطبيع العلاقات مع إسرائيل سريعاً، يهدد التحول الديمقراطي في هذا البلد الإفريقي.
نقل ثارور عن يوناتان توفال كبير المحللين بالمعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية، أن الزعماء المدنيين السودانيين ربما يفضلون اتخاذ قرار واضح بشأن إسرائيل في وقت متأخر، على الأرجح بعد إجراء الخرطوم انتخاباتها في 2022.