هدد رئيس حزب الأمة القومي بالسودان الصادق المهدي، الخميس 22 أكتوبر/تشرين الأول 2020، بسحب تأييده للسلطات الانتقالية في البلاد، إذا أقدمت على التطبيع مع إسرائيل، وذلك في وقت تتزايد فيه التحركات والتصريحات من الجانب الإسرائيلي والأمريكي، للمضي قدماً وبشكل رسمي لتوقيع اتفاق الـ"تطبيع".
تصريح المهدي الذي جاء في وقت تلتزم فيه الحكومة السودانية الصمت، قال فيه إن إسرائيل "تتحدى القرارات الدولية، وتضم أراضي محتلة وترفض تنفيذ القرارات الدولية"، مشدداً على أن العلاقات مع إسرائيل "لا صلة لها بالسلام، بل سوف تدفع نحو مزيد من المواجهات، فلا سلام بلا عدالة".
غير مؤهلة: المهدي أِشار كذلك إلى أن "مؤسسات الحكم الانتقالية في السودان غير مؤهلة لاتخاذ أية قرارات في القضايا الخلافية، مثل إقامة علاقات مع دولة الفصل العنصري إسرائيل".
وعن موقف الحزب في حال تم توقيع اتفاق التطبيع، أكد المهدي أن حزبه "سيسحب تأييده لمؤسسات الحكم الانتقالي، إذا أقدمت على إقامة علاقات مع دولة الفصل العنصري والاحتلال".
كما أوضح أن "حزبه ناشد نقابة المحامين أن تتولى فتح بلاغات ومساءلة الذين يخالفون قانون مقاطعة إسرائيل، وسيقوم محامو حزب الأمة القومي بذلك، فالخيانة ليست وجهة نظر تحميها الحرية"، من وجهة نظره.
اتفاق قريب: كان وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين، قد صرح الخميس، أن تل أبيب "باتت قريبة جداً من إعلان تطبيع علاقاتها مع السودان".
والأربعاء، قالت هيئة البث العبرية (رسمية)، إن وفداً إسرائيلياً زار العاصمة السودانية الخرطوم، على متن طائرة خاصة مباشرة، استعداداً لإعلان تطبيع العلاقات.
ولم تعقب الحكومة السودانية على ما أوردته وسائل الإعلام العبرية بشأن زيارة الوفد الإسرائيلي، أو اعتزامها إعلان التطبيع مع تل أبيب.
رفع العقوبات: من جانب آخر، رحب المهدي بقرار أمريكا رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، واعتبره "متأخراً، لأن السودان استحق إزالة اسمه من القائمة مباشرة، بعد الإطاحة بـ "الرئيس المخلوع" عمر البشير (إبريل/ نيسان 2011)".
لكنه استدرك قائلاً إن "دفع السودان تعويضات لضحايا الأعمال الإرهابية، فهو أمر لا يجوز أبداً، فليس على الضحايا دفع غرامات للجلادين" حسبما قال.
والإثنين، غرد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر تويتر، أنه سيتم رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، بعد أن تدفع الخرطوم 335 مليون دولار لـ"ضحايا الإرهاب الأمريكيين وعائلاتهم".
في اليوم نفسه، أعلنت وزيرة المالية السودانية هبة محمد، تحويل الخرطوم إلى واشنطن التعويضات المالية المستحقة لضحايا تفجيرات المدمرة "يو إس كول"
(2000) والسفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا (1998)، فيما تتهم واشنطن نظام الرئيس المعزول عمر البشير (1989 – 2019) بالمسؤولية عن تلك التفجيرات.
طرحت تغريدة ترامب تساؤلات عدة، بشأن المقابل الذي سيقدمه السودان للخروج من القائمة المدرج عليها منذ 1993، لاستضافته زعيم تنظيم القاعدة آنذاك أسامة بن لادن.
ووفق مراقبين، يعتبر تطبيع العلاقات مع إسرائيل الشرط الأول مقابل مغادرة السودان للقائمة.