أعلنت تركيا، الأربعاء 21 أكتوبر/تشرين الأول 2020، تمديد مهام سفنها في البحث عن مصادر الطاقة شرق البحر المتوسط، أسبوعاً آخر، في الوقت الذي اجتمع فيه قادة دول مصر واليونان وقبرص في نيقوسيا لبحث سبل التنسيق بين الدول الثلاث في مواجهة ما أسموه "الاستفزازات التركية" في شرق البحر المتوسط.
مواصلة العمل: تركيا من جانبها أعلنت في إشعار بحري، الأربعاء، أن السفينتين "أتامان" و"جنكيز خان" ستواصلان العمل إلى جانب "أوروتش ريس" في البحر المتوسط قبالة شواطئها الجنوبية، وبالقرب من شرقي جزيرة رودس اليونانية حتى 27 أكتوبر/تشرين الأول، في الوقت الذي كان من المقرر أن تعمل السفن الثلاث حتى 22 من الشهر الجاري فقط.
يأتي تمديد مهام السفن التركية، بعد 10 أيام من إعلان إبحار السفينة "أوروتش ريس" مجدداً من أنطاليا (جنوبي تركيا)، للقيام بأعمال استكشافية في منطقة بحرية تبعد 15 كلم فقط عن الشواطئ التركية و425 كيلومتراً عن البرّ اليوناني الرئيسي.
كانت أنقرة قد سحبت "أوروتش ريس" من البحر الشهر الماضي، وذلك فيما قالت إنه بهدف الصيانة، وكذلك "لإعطاء فرصة للجهود الدبلوماسية"، ولكنها أعادت السفينة هذا الشهر مما أثار استهجان وغضب اليونان وفرنسا وألمانيا.
وتضغط اليونان على الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على تركيا تشمل النظر في الاتحاد الجمركي رداً على تنقيب أنقرة في شرق المتوسط.
قمة ثلاثية في نيقوسيا: تأتي الخطوة التركية في الوقت الذي عقدت في العاصمة القبرصية نيقوسيا، الأربعاء، قمة ثلاثية جمعت الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والقبرصي نيكوس أناستاسياديس، ورئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس.
الرئيس المصري أكد من جانبه ضرورة الرد على ما وصفها بالسياسات الاستفزازية التي تقوّض الاستقرار في شرق البحر المتوسط، كما ندد ميتسوتاكيس بما سماها "الأوهام الإمبريالية" لتركيا، فيما قال أناستاسيادس إن "العلاقات الثلاثية بين قبرص ومصر واليونان ليست موجهة ضد أي دولة، وإنما تستهدف تحقيق السلام والاستقرار في شرق المتوسط".
من جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية إن القمة الثلاثية تؤكد ضرورة المضي في تنفيذ المشروعات المشتركة في إطار آلية التعاون الثلاثي، والتصدي للتحديات في منطقتي شرق المتوسط والشرق الأوسط.
لن نتنازل عن قطرة: بالتزامن مع قرار تمديد مهمة سفينة الاستكشاف التركية، أكد فؤاد أقطاي نائب الرئيس التركي أن بلاده لن تتنازل عن شبر من أراضيها أو قطرة من مياهها الإقليمية لأي كان، وليس اليونان فقط.
حيث قال أقطاي، في مقابلة مع محطة "سي إن إن تورك" (CNN Türk)، الأربعاء، إن لدى بلاده جرفاً قارياً خاصاً بها في المتوسط تقوم بالتنقيب فيه، مضيفاً أنها لا تحتاج لإذن أو موافقة من أحد، وأنها ستواصل أعمال التنقيب والبحث في المتوسط وكذلك في شمال قبرص.
وأكد أقطاي أن "تركيا لن تتنازل عن شبر من أراضيها أو قطرة من مياهها الإقليمية لأي كان وليس اليونان فقط، خصوصاً فيما يتعلق بحقوق الأجيال القادمة، فهي لن تفرّط فيها لأحد مهما كلفها ذلك".
أزمة شرق المتوسط: تصاعدت حدة التوتر في منطقة شرقي البحر المتوسط، بسبب مطالبات متبادلة بين تركيا من جهة واليونان وقبرص من جهة أخرى بأحقية كل طرف في المناطق البحرية التي يعتقد أنها غنية بالغاز الطبيعي.
تركيا أرسلت سفينتي مسح إلى أجزاء منفصلة في المنطقة، ما أثار احتجاجات شديدة من جانب قبرص واليونان اللتين تقولان إن أنقرة تتعدى على جرفهما القاري. في حين تقول تركيا إن لديها حقوقاً مشروعة في هذه المنطقة.
وليس هناك اتفاق بين اليونان وتركيا على ترسيم جرفهما القاري، في حين تقف تركيا في مواجهة أي مطالبات من جانب قبرص التي لا تربطها بها علاقات دبلوماسية.