يتنقل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوتيرة متسارعة بين الولايات الأمريكية، في حين لا يتحرك منافسه الديمقراطي جو بايدن، ليقدما بذلك استراتيجيتين مختلفتين بشكل جذري بين المرشحين الديمقراطي والجمهوري، في وقت بدأ فيه الرئيس السابق باراك أوباما تحركاً لدعم بايدن.
سباق على الأصوات: ويزور أوباما، الأربعاء 21 أكتوبر/تشرين الأول 2020، ولاية بنسلفانيا التي تعتبر من الولايات الحاسمة في الانتخابات الرئاسية، لعقد أول تجمع دعماً للمرشح الديمقراطي بايدن، الذي ابتعد عن الأضواء قبل أسبوعين من الاقتراع.
الأنظار ستتجه إلى الدعم الذي سيقدمه أوباما في مدينة فيلادلفيا، رغم أنه لم تتضح تفاصيل كثيرة عنه، فإن الأمر الوحيد المؤكد أنه سيأخذ شكل "درايف إن" أي المرور بسيارة أمام مناصريه المتواجدين في سياراتهم، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
كان ترامب قد فاز بفارق ضئيل جداً عام 2016 في بنسلفانيا، الولاية الحاسمة للفوز بالرئاسة الأمريكية التي زارها الرئيس مساء الثلاثاء 20 أكتوبر/تشرين الأول 2020 مجدداً بعدما عقد تجمعين انتخابيين الاثنين في أريزونا.
ترامب في إيري بولاية بنسلفانيا: "كل ما يعرف القيام به (بايدن) هو البقاء في منزله"، مضيفاً أنه أوقف نشاطه "لمدة خمسة أيام"، واصفاً خصمه بأنه "سياسي فاسد".
كان من المفترض أن ترافق ترامب السيدة الأمريكية الأولى ميلانيا ترامب، لكن تم إلغاء ذلك بسبب "سعال" كإجراء احتياطي. وكان ظهورها ليكون الأول في تجمع انتخابي منذ أكثر من سنة.
وأصيبت ميلانيا ترامب بكوفيد-19 في نفس الوقت مع زوجها في 1 تشرين الأول/أكتوبر، وأعلنت منتصف الشهر أنها شفيت من المرض.
تصعيد الهجوم: وقبل أن يتواجه المرشحان ترامب وبايدن مجدداً الخميس المقبل في مناظرة تلفزيونية حاسمة، صعّد ترامب هجماته الشخصية ضد خصمه، وباتت لهجة رجل الأعمال السابق الذي يتخوف أن يكون رئيساً شغل ولاية واحدة فقط، أكثر عدائية من أي وقت مضى.
إذ يكرر الرئيس الأمريكي القول منذ عدة أسابيع لكن بدون أدلة ملموسة، إن عائلة بايدن "مؤسسة إجرامية"، ويركز في ذلك على الأعمال التي قام بها نجل المرشح الديمقراطي هانتر بايدن في أوكرانيا والصين حين كان والده نائباً للرئيس في عهد باراك أوباما بين 2009 و2017.
ويقول ترامب أيضاً إن بايدن الأب استغل نفوذه للتدخل لحماية مصالح ابنه في الصين وأوكرانيا، وفقاً للوكالة الفرنسية.
كانت صحيفة "نيويورك بوست" قد أحيت الأسبوع الماضي الجدل حول الاتهامات بحق نجل بايدن، بتقرير ذكر أنها حصلت على وثائق من كمبيوتر محمول خاص به، أُحضر للتصليح في نيسان/أبريل 2019 لكن لم يقم أحد باستعادته.
مناظرة في ناشفيل: وستجري المناظرة الأخيرة بين الرجلين الخميس المقبل في ناشفيل بولاية تينيسي، وتبدو الأجواء متوترة من الآن بعد المناظرة الأولى التي عمّتها الفوضى وتبادل الاتهامات.
في هذا السياق، قال ترامب: "لا شيء منصفاً في هذه المناظرة"، مكرراً هجماته الشخصية ضد كريستن ويلكر التي ستدير المناظرة وكذلك ضد اللجنة المستقلة المكلفة تنظيمها.
ولتجنب الفوضى التي سادت أول مناظرة، سيتم تعديل قواعد هذه المناظرة، خصوصاً قطع الميكروفون عن المرشّح حين لا يكون دوره في الكلام، وقالت لجنة المناظرات الرئاسية إنه خلال المناظرة سيكون أمام كلّ من ترامب وبايدن مدّة دقيقتين للإجابة عن سؤال يطرحه عليهما أو على أحدهما مدير الندوة، وخلال هذا الوقت سيكون الميكروفون مقطوعاً عن المرشّح الآخر المفترض به أن ينصت إلى إجابة منافسه.
لكن ما أن يُنهي كلا المرشّحين دقيقتيه المخصّصتين للإجابة، يتحوّل الأمر عندها إلى نقاش مفتوح بينهما فيصبح بإمكانهما التحاور مباشرة وتكون تالياً ميكروفوناتهما مفتوحة في نفس الوقت.
لكن هل سيغير ترامب استراتيجيته مقارنة مع المناظرة الاولى التي عمد فيها باستمرار إلى مقاطعة خصمه الديمقراطي؟ يرد الرئيس: "يقول البعض إنه يجب تركه يتكلم لأنه ينتهي به الأمر على الدوام بالإرباك".
يُذكر أن ترامب يحاول منذ أشهر وصف خصمه بأنه رجل متقدم في السن فقد الكثير من قدراته العقلية.
من ناحية أخرى، ورداً على سؤال حول نتائج استطلاعات الرأي التي تظهر تقدم خصمه الديمقراطي عليه، عبر الرئيس الأمريكي عن ثقة، مشدداً على قدرته على حشد أعداد كبرى من الأمريكيين حين يتنقل في البلاد.
وسيعود الرئيس الأمريكي قريباً إلى فلوريدا، حيث بدأت عمليات التصويت المبكر، وقد أدلى حوالي 30 مليون أمريكي في مختلف أنحاء البلاد بأصواتهم عبر البريد أو شخصياً، ما يمكن أن يمثل خمس المشاركة العامة بحسب المنظمة المستقلة "إيليكشن بروجيكت".