صودِرت عشرات الصقور المهددة بالانقراض والتي تُقدر قيمتها بمليون دولار من مهربين في باكستان، في ظل تنامي الاتجار غير المشروع في الطيور الجارحة الذي يغذيه الطلب من الشرق الأوسط لا سيما من دول خليجية.
مقابل مادي كبير للصقور: صحيفة The Times البريطانية ذكرت الإثنين 19 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أن السلطات الباكستانية، أنقذت مجموعة الطيور التي تضم 74 صقر شاهين وطائراً من طيور الحُبَارى، من محيط ميناء كراتشي، فيما وصفه المسؤولون بعملية لم يسبق لها مثيل على عصابة مسلحة.
الصحيفة أشارت إلى أن هذه الطيور يُعتقد أنها صِيدت في الشمال وكانت مُعدَّة للبيع في الخليج، حيث تحظى تربية الصقور بشعبية كبيرة لكن تجارتها لا تخضع للتنظيم الكامل.
كان صقر شاهين صغير قد تم بيعه الأسبوع الماضي في السعودية بأكثر من 170 ألف دولار، وهو سعر قياسي لطائر من نوعه، خلال مزاد استمر 45 يوماً.
من جانبهم، قال خبراء في الصيد بالصقور، إن موضة مسابقات الصقور الجديدة، التي تعتمد على ملاحقة الصقور لفريسة لمسافة تُقدر بحوالي 400 متر وتسجيل المدة الزمنية التي قطعت هذه المسافة خلالها، أدت إلى ارتفاع أسعارها في الشرق الأوسط.
هذا وتحظى الصقور بالتقدير لدى أفراد العائلات المالكة والأثرياء العرب لسرعتها ومهاراتها في الصيد. ويُسمح لهم من حين لآخر باصطيادها في منطقة بلوشستان الشرقية في باكستان، رغم انتقادات دعاة الحفاظ على البيئة، بحسب الصحيفة البريطانية.
مزادات للصقور: وعادة ما يسافر أغنى مُلاك الصقور في الخليج إلى باكستان والمغرب ومنطقة آسيا الوسطى ويحتفظون بصقورهم في كبائن طائرات مستأجرة، بحثاً عن فرص الصيد.
كذلك تُقام مزادات ومسابقات الصقور في مختلف دول الخليج، حيث تصل أسعار الطيور النادرة أو المعروفة بفوزها في المسابقات إلى 250 ألف دولار.
يقول بن لونغ، مدير مدرسة الصيد بالصقور في هاردويك بمقاطعة غلوسيسترشاير، إنه رغم اعتناء العديد من الصقارين ومربي الصقور بطيورهم، يشتري البعض الصقور بدافع الفوز في سباقات ومنافسات الصيد فقط.
لونغ أضاف أن الصقور كانت دوماً باهظة الثمن، لكنها كانت تُستخدم في الماضي للصيد التقليدي، موضحاً أن "الطلب عليها الآن تضاعف عشر مرات، بل وعشرين مرة عما كان من قبل".
ورغم ذلك تبقى الجوائز المالية التي ينالها الفائزون سفيهة، إذ يقول لونغ: "سمعت بمسابقات يُعرض فيها على الفائز مليون دولار وسيارة فيراري، وأخرى تقدم ثلاث سيارات رينج روفر جديدة تماماً. لقد أدى ذلك إلى زيادة الطلب على الصقور التي يعثر عليها أو تنشأ في بلدان مختلفة، مثل بريطانيا".
كذلك أشار لونغ إلى أن الصقور الكبيرة يمكن أن تصل أعمارها إلى 25 عاماً في الأسر إذا قُدمت لها الرعاية المناسبة مقارنة بالحياة القصيرة والقاسية في البرية.
كما أوضح أن "70% من صقور الشاهين لا تبلغ من العمر سنة واحدة. وللأسف، معظم الطيور التي يجري شراؤها للمشاركة في المنافسات لا تربح، وينتهي الأمر بالتخلص منها. ثم يبحث المشترون بعد ذلك عن الكثير من الطيور الأخرى للعام المقبل. الأمر مؤسف للغاية".
وكانت الطيور التي تم إنقاذها مغطاة الرأس ومربوطة الأجنحة لحماية ريشها من التكسر قبل بيعها. ومن المقرر إطلاق سراحها في البرية.