تعهد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بقبوله انتقالاً سلمياً للسلطة في البلاد، حال خسارته في الانتخابات الرئاسية المزمعة في 3 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، مجدداً شرطه في أن تكون الانتخابات "نزيهة"، ومدافعاً عن اتهامات وجهها منافسه الديمقراطي جو بايدن حول إدارة أزمة كورونا، وذلك في لقاءين جماهيريين عُقدا عبر التلفاز بشكل متزامن، وذلك بديلاً عن مناظرتهما المفترضة الخميس 15 أكتوبر/تشرين الأول.
مناظرة ملغاة: كان من المفترض أن يتواجه المرشحان الجمهوري والديمقراطي مساء الخميس في مناظرتهما الثانية، لكنها ألغيت بعدما رفض ترامب المشاركة فيها إثر قرار المنظمين تحويلها إلى مناظرة افتراضية بسبب إصابته بكورونا.
بدلاً من أن يتناظرا وجهاً لوجه، أو عبر شاشة، اختار المرشحان أن يردا على أسئلة الناخبين مباشرة على الهواء، لكن كل منهما على محطة تلفزيونية مختلفة، وذلك قبل أقل من ثلاثة أسابيع من الانتخابات.
حيث ظهر ترامب وبايدن في نفس الوقت من ولايات مختلفة، مما أتاح لهم تقديم أنفسهم للناخبين في شكل مختلف بعد مناظرتهم المخزية الشهر الماضي.
التعهد بانتقال السلطة: من جانبه، شدد ترامب في تصريحاته على أنه سيقبل الانتقال السلمي للسلطة إذا خسر الانتخابات، إلا أنه استمر بإلقاء شكوك حول النتائج، موجهاً اتهامات لإدارة الرئيس السابق باراك أوباما بـ"التجسس على حملته الانتخابية".
أضاف ترامب "نعم سأقبل انتقالاً سلمياً للسلطة ولكن أريد أن تكون انتخابات نزيهة وكذلك يريد الجميع.. عندما أرى الآلاف من أوراق الاقتراع ملقاة في القمامة ويصدف أنها تحمل اسمي، فأنا لست سعيداً بذلك".
كان الرئيس الأمريكي قد هدد في عدة مناسبات سابقة بعدم تسليم السلطة بشكل سلمي، في حال خسارته في الانتخابات، مبرراً ذلك بعدم إيمانه بنظام التصويت عبر البريد، الذي تم اعتماده في ظل انتشار فيروس كورونا، معتقداُ أن هذه الخطوة ستكون سبباً في توفر أحداث تزوير.
مواجهة كورونا: كما دافع ترامب عن طريقة معالجته للجائحة وكذلك عن سلوكه الشخصي، بما في ذلك تنظيم حدث في البيت الأبيض لم يضع الغالبية فيه الكمامات أو يلتزموا بالتباعد الاجتماعي، وهو ما أسفر عن إصابة العديد من الحاضرين بالمرض.
قال ترامب على محطة (إن.بي.سي) التلفزيونية أمام جمهور من الناخبين في ميامي "أنا رئيس، يجب أن أرى الناس، لا يمكن أن أجلس في قبو"، كما انتقد بايدن ضمناً بعدما أمضى شهوراً بعيداً عن فعاليات الحملة مع احتدام الجائحة.
يشار إلى أن الرئيس الأمريكي ظهر، الإثنين الماضي، في أول مناسبة عامة له، بعد مكوثه بالمستشفى 3 أيام للعلاج من فيروس كورونا، وذلك على الرغم من استمرار صمت مساعديه بشأن ما إذا كان الرئيس لا يزال مُعدياً، ودون أن يرتدي كمامات واقية.
انتقاد ترامب: فيما سعى بايدن، الذي كان يتحدث إلى الناخبين في فيلادلفيا على محطة (إيه.بي.سي) التلفزيونية، إلى جعل معالجة ترامب للجائحة القضية الرئيسية للقائه، حيث ألقى باللوم على الرئيس الجمهوري بسبب تهوينه من شأن الفيروس الذي قتل أكثر من 216 ألفاً في الولايات المتحدة.
أضاف بايدن "نحن في وضع لدينا فيه أكثر من 210 آلاف وفاة، وماذا يفعل (ترامب)؟ لا شيء. هو ما زال لا يضع كمامة".
كما هاجم بايدن ترامب خلال حديثه، قائلا إن مكانة الولايات المتحدة في العالم تلقت ضربة باحتضان ترامب لزعماء العالم الأشرار، مؤكداً أن "سياسة أمريكا أولا جعلت أميركا أكثر عزلة في عهد ترامب".
أزمة المحكمة العليا: وفي الوقت الذي تطرق فيه ترامب بشكل عاجل وسريع لقضايا مثل الهجرة والمحكمة العليا التي يسعى الرئيس إلى ملء مقاعدها قبل الانتخابات الرئاسية، أكد بايدن إنه على استعداد لاتخاذ موقف قبل حلول الانتخابات في ما يخص فكرة توسيع المحكمة العليا، "اعتماداً على كيفية" تعامل الجمهوريين مع ترشيح القاضية آمي كوني باريت للمحكمة.
وأشار بايدن في هذا الخصوص إلى أنه يعتقد أن الجمهوريين ينتهكون روح الدستور بعملية تأكيد ترشيح القاضية، بينما يقوم الناس بالفعل بالتصويت بالانتخابات الرئاسية.
استطلاعات أخيرة: أظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز/إبسوس أن بايدن يتفوق بفارق كبير على ترامب على المستوى الوطني وإن كان تقدمه في الولايات المرجحة أقل.
كما قال مشروع الانتخابات بجامعة فلوريدا إن قرابة 18.3 مليون أمريكي أدلوا بأصواتهم بصورة شخصية أو بالبريد الإلكتروني حتى الآن، وهو ما يمثل 12.9% من إجمالي الأصوات التي تم حصرها في الانتخابات العامة في 2016.
وخلال الأسبوع الحالي زار المرشحان ولايات حاسمة، حيث عقد ترامب لقاءات جماهيرية في فلوريدا وبنسلفانيا وأيوا، بينما سافر بايدن إلى أوهايو وفلوريدا.
فيما من المقرر إجراء المناظرة الرئاسية الثالثة في 22 أكتوبر/تشرين الأول بمدينة ناشفيل في ولاية تنيسي.