بومبيو يعِد السعودية بصفقة أسلحة “قوية”.. ويعلن عن بناء سفارة أمريكية جديدة بالرياض

تخطط الولايات المتحدة الأمريكية لبناء سفارة أمريكية جديدة في العاصمة السعودية الرياض، كما أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/10/15 الساعة 11:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/10/15 الساعة 11:40 بتوقيت غرينتش
وزير الخارجية الأمريكي مع نظيره السعودي في الرياض/ رويترز

تخطط الولايات المتحدة الأمريكية لبناء سفارة أمريكية جديدة في العاصمة السعودية الرياض، كما أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الأربعاء 14 أكتوبر/تشرين 2020، أن واشنطن ستواصل مبيعاتها من الأسلحة للرياض، على الرغم من انتقادات المشرعين الأمريكيين.

جاء ذلك على هامش استقبال بومبيو لوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، يوم الأربعاء 14 أكتوبر/تشرين الأول في واشنطن، وإشارته إلى ما سمّاه "براهين" على وجود خطط مشتركة لمواصلة توسيع نطاق الشراكة القائمة من 75 عاماً بين البلدين.

استثمار أمريكي في السعودية: فقد قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إن الولايات المتحدة تعمل على تقوية علاقاتها مع السعودية، معلناً في الوقت نفسه عن خطط لبناء سفارة أمريكية جديدة في العاصمة الرياض.

كما أوضح بومبيو في بيان مُعدٍّ مسبقاً، أن "الولايات المتحدة تستعد لحيازة موقع على مساحة 26 فداناً وتخصيصه لمقر سفارة أمريكية جديدة، تعتزم إنشاءها في الرياض"، وأضاف: "هذا المشروع، إلى جانب الافتتاح الأخير لقنصلية أمريكية جديدة في جدة، والبناء الجاري لقنصلية أخرى في الظهران، يمثل استثمارات تزيد قيمتها على مليار دولار".

بومبيو أضاف أنه سيكون هناك مزيد من مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى السعودية في المستقبل، قائلاً: "الولايات المتحدة تدعم برنامجاً قوياً لبيع الأسلحة إلى السعودية، وهو مسار من الجهود التي تهدف إلى مساعدة المملكة في حماية مواطنيها، والحفاظ على الوظائف وفرص العمل الأمريكية [في مجال الصناعات العسكرية]".

انتقادات المشرعين في أمريكا: يأتي إعلان بومبيو في الوقت الذي يواجه فيه انتقادات مستمرة من بعض نواب الكونغرس، لدفعه المضي قدماً في صفقة بيع أسلحة إلى السعودية، رغم تصويت مجلس الشيوخ بإيقافها في مايو/أيار 2019. 

صوّت مجلس الشيوخ بإيقاف مبيعات الأسلحة إلى السعودية في ذلك الوقت، استناداً إلى الانتقادات المتعلقة بإقدام النظام السعودي على اغتيال الكاتب الصحفي جمال خاشقجي، بالإضافة إلى الانتهاكات الأخرى لحقوق الإنسان، ومعاناة المدنيين المرتبطة بالحرب التي تقودها السعودية في اليمن. 

ورغم كل ذلك، قدمت إدارة ترامب مبيعات أسلحة بأكثر من 8 مليارات دولار إلى الرياض، بموجب إعلان طوارئ قال الوزير إنه ضروري لمواجهة تهديدات إيران.

على الجانب الآخر، دعا نشطاء في مجال حقوق الإنسان وعدد من المشرعين الأمريكيين إلى مراجعة جذرية لعلاقة الولايات المتحدة بالرياض. ومع ذلك، قالت ياسمين فاروق، الباحثة الزائرة في "مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي"، لإذاعة VOA الأمريكية، إن كل ما سمعته من بومبيو يوم الأربعاء 14 أكتوبر/تشرين الأول يرسل إشارة واضحة إلى أن المراجعة الوحيدة التي تجريها إدارة ترامب تتعلق بمدى زيادة وتوسيع نطاق مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى السعودية والعلاقات الثنائية بينهما.

إدارة ترامب مستعدة لتقديم المزيد: تذهب ياسمين إلى أن ذلك "يرسل رسالة بأن الإدارة الأمريكية ستفعل مزيداً، بمعنى أنها ستضاعف مدى تلك العلاقة، ولن تقدم على التراجع عنها".

فيما يتعلق بالتطور الذي تشهده العلاقات الأمريكية السعودية في الفترة الأخيرة، قال بروس ريدل، من معهد بروكينغز، خلال جلسة استماع عُقدت بالكونغرس الشهر الماضي، إن واشنطن تعيش علاقة جديدة ومختلفة مع الرياض اليوم، بطريقةٍ تفوق أي علاقة شهدها الطرفان خلال السنوات الـ75 الماضية.

مع ذلك، أشار ريدل إلى أن "السعودية اليوم، في عهد الملك سلمان، ونجله ولي العهد محمد بن سلمان، قد شرعت في سلسلة من السياسات الخارجية المتهورة والخطيرة. والأهم من ذلك أنها معادية لمصالح أمريكا الحيوية في الشرق الأوسط وفي العالم".

الرياض تدافع عن حربها باليمن: من جانبه، دافع وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، عن العمليات العسكرية لبلاده في اليمن بوصفها عمليات دفاع عن النفس.

كما قال الأمير فيصل إن "النظام الإيراني يستمر في دعم الجماعات الإرهابية بالأموال والمعدات، ومن ذلك الجماعات في اليمن، حيث أطلق الحوثيون أكثر من 300 صاروخ باليستي وطائرة مسيّرة إيرانية الصنع تجاه المملكة".

بعد وقت قصير من اجتماع بومبيو مع الأمير فيصل، يوم الأربعاء 14 أكتوبر/تشرين الأول، أعلن مسؤولون أمريكيون وسعوديون إطلاق سراح أمريكيين اثنين كان قد احتجزهما مسلحون من ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران في اليمن، وذلك ضمن صفقة تبادل مدعومة من الولايات المتحدة وتشمل الإفراج عن أكثر من 200 حوثي وإعادتهم إلى اليمن. 

أسفر الاتفاق عن الإفراج عن ساندرا لولي، وهي عاملة مساعدات إنسانية أمريكية احتجزها الحوثيون رهينةً لنحو ثلاث سنوات، وميكائيل جدادا، وهو رجل أعمال أمريكي احتُجز لمدة عام تقريباً.

تحميل المزيد