كشف موقع Middle East Eye البريطاني، السبت 3 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أنَّ مئات الجنود السودانيين بينهم ضباط، دخلوا إلى السعودية في طريقهم إلى اليمن، في إشارة إلى زيادة تورط السودان في حرب اليمن، بعد أن كانت قوات الدعم السريع قد أرسلت مدنيين للقتال في اليمن الأسبوع الماضي.
في يناير/كانون الثاني، أعلن السودان تخفيض وجوده العسكري في اليمن من نحو 5000 جندي إلى مجموعة "ثانوية" من 650 جندياً تقريباً. وكان السودان ينشر في السابق 15 ألف جندي ضمن التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات للقتال ضد الحركة الحوثية.
مئات الجنود السودانيين باليمن: بيد أنَّ مصادر سعودية خاصة كشفت لموقع Middle East Eye أنَّ 1018 ضابطاً وعسكرياً من الجيش السوداني دخلوا إلى المملكة على متن قارب في 22 سبتمبر/أيلول، ومروا عبر مكتب جوازات السفر في مدينة جازان الواقعة جنوب شرقي السعودية بالقرب من الحدود اليمنية.
كما قال مصدر في مركز مرموق، الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع الذي يتحدث فيه، إنَّ طائرتين سودانيتين تحملان 251 فرداً عسكرياً سافرتا أيضاً من الخرطوم إلى مطار نجران في جنوبي السعودية في اليوم السابق.
وفقاً للمصدر، غادرت الطائرتان عائدتين إلى الخرطوم وعلى متنهما 250 عسكرياً. وأضاف المصدر: "جلبت الطائرتان ضباطاً وجنوداً سودانيين للمشاركة في عملية إعادة الأمل"، وهي العملية الأخيرة للتحالف بقيادة السعودية والإمارات في حرب اليمن.
انسحاب سابق من اليمن: تدخل السودان، بقيادة حكومة عمر البشير السابقة، في الحرب اليمنية في عام 2015 للدفاع عن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وكانت قواته نشطة تحديداً على الساحل اليمني على البحر الأحمر.
بالرغم من سقوط حكومة البشير، بقي بضع مئات من القوات شبه العسكرية التابعة لقوات الدعم السريع في عدن التي تسيطر عليها الإمارات وعلى الحدود السعودية اليمنية.
في يناير/كانون الثاني، أخبر يمنيون موقع Middle East Eye أنهم رحبوا بانسحاب المقاتلين السودانيين. وقال أحد سكان مدينة الموخا، بمحافظة تعز، "كانوا (الجنود السودانيون) مثل الكابوس".
مدنيون سودانيون في الحرب: فيما أفادت وسائل الإعلام السودانية الأسبوع الماضي بأنَّ قوات الدعم السريع السودانية شبه العسكرية أرسلت 28 مدنياً من غرب دارفور للقتال في اليمن.
إذ وجد حكام السودان العسكريون والمدنيون، المُكلَّفون بالإشراف على الانتقال إلى الديمقراطية الكاملة، أنفسهم مختلفين حول هذه المسألة، وبالأخص لأنَّ الولايات المتحدة اشترطت رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بمسألة تطبيع العلاقات مع إسرائيل الشائكة، وهي الخطوة التي رحب بها شركاء الخرطوم في اليمن والإمارات وقادة السودان العسكريون.
مثل هذه الصفقة، التي تأتي في أعقاب معاهدات مماثلة توسطت فيها الولايات المتحدة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، وإسرائيل والبحرين، ستشكل انتصاراً مهماً في السياسة الخارجية لإدارة ترامب قبل الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل.
مع ذلك، يعارض الرأي العام السوداني بشدة التطبيع مع إسرائيل؛ مما ترك رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، الذي تعهد بإنقاذ اقتصاد بلاده وتحسين سمعتها الدولية، في موقفٍ صعب.