“لسنا خائفين من أحد”.. حميدتي يؤكد رغبة السودان في إقامة علاقات مع إسرائيل ولا يعتبرها تطبيعاً

عربي بوست
تم النشر: 2020/10/03 الساعة 05:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/10/03 الساعة 07:28 بتوقيت غرينتش
نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو "حميدتي"- رويترز

أكد نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو "حميدتي"، الجمعة 2 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أن بلاده ترغب في إقامة علاقات مع إسرائيل، "للاستفادة من إمكاناتها المتطورة"، مشيراً إلى أنه لا يعتبر ذلك تطبيعاً، وأن السودان ماض في ذلك دون خوف من أحد.  

تأتي هذه التصريحات لتحسم الجدل القائم حول تقارير إعلامية متضاربة حول موافقة الخرطوم على التطبيع مع تل أبيب، الذي تربطه الولايات المتحدة بشطب اسم الخرطوم من قائمة "الدول الراعية للإرهاب"، وحصولها على مساعدات من واشنطن.

لا نخشى أحداً: في لقاء مع قناة "سودانية 24″، وهي تلفزيونية سودانية خاصة،  اعتبر حميدتي أن إقامة علاقات مع إسرائيل سيتيح للسودان الاستفادة من إمكاناتها المتطورة، خصوصاً التقنية والزراعية.

قال حميدتي بشكل واضح: "نحن نحتاج إلى إسرائيل بصراحة، لسنا خائفين من أي أحد، نريد علاقات وليس تطبيعاً، وسنبقى مواصلين في هذا الخط"، مشيراً إلى أن إقامة علاقات مع تل أبيب لا تعني تخلي السودان عن دعم القضية الفلسطينية، حسب قوله. 

قائمة الإرهاب: في وقت سابق، الجمعة، أعلن حميدتي أنه تلقَّى وعداً من المبعوث الأمريكي للخرطوم دونالد بوث، برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب في أقرب وقت.

حيث رفعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 6 أكتوبر/تشرين الأول 2017، عقوبات اقتصادية وحظراً تجارياً كان مفروضاً على السودان منذ 1997، لكنها لم ترفع اسمه من قائمة الإرهاب، المدرج بها منذ 1993، لاستضافته آنذاك الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

فقد اشترطت الولايات المتحدة على السودان تطبيع علاقاته مع إسرائيل بشكل رسمي، مقابل رفع اسم الخرطوم من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وفقاً لما ذكره موقع Al-Monitor الأمريكي، الأسبوع الماضي، مؤكداً أن بومبيو طلب من رئيس الوزراء السوداني الاتصال بنتنياهو. 

ضغط ومفاوضات: ومع نهاية شهر سبتمبر/أيلول، خاض المسؤولون الأمريكيون والسودانيون محادثات في الإمارات، تحت رعاية أبوظبي، وذلك بشأن رفع الخرطوم من "قائمة الإرهاب"، في الوقت الذي تقدم فيه واشنطن اشتراطات أساسية لذلك، أهمها تطبيع العلاقات مع تل أبيب. 

لكن صحيفة The Washington Post الأمريكية كشفت الخميس، 1 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أن سبب تعثر المفاوضات بين الولايات المتحدة والسودان لتطبيع الأخير علاقته مع إسرائيل يرجع إلى مخاوف المسؤولين في الخرطوم من أنَّ التسرع بالاعتراف بإسرائيل دون حزمة مساعدات اقتصادية كبيرة بما يكفي لتتويج الصفقة، يمكن أن يؤلِّب الرأي العام السوداني على الحكومة الانتقالية الهشة غير المُنتخَبة. 

مسؤولان طلبا عدم الكشف عن هويتهما، أكدا للصحيفة أنَّ الولايات المتحدة والإمارات وإسرائيل عرضت معاً ما يقلّ إجماليه عن مليار دولار، أغلبها في صورة نفط مُدعَم، ووعود بالاستثمارات وليس عملة صعبة، التي يحتاجها السودان بشدة بسبب مواصلة عملته السقوط الحر وارتفاع التضخم.

أوضحا أيضاً أنّ المفاوضين السودانيين أرادوا ما لا يقل عن ضعف هذا المبلغ في مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

ومنذ إعلان اتفاق التطبيع الإماراتي ثم البحريني مع إسرائيل منتصف أغسطس/آب، تتابع التصريحات الأمريكية والإسرائيلية عن نية واستعداد دول عربية أخرى للتطبيع قريباً جداً مع إسرائيل، كان السودان أحد هذه الدول. 

حيث قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة إن الولايات المتحدة تتوقع الكشف عن صفقة تطبيع أخرى بين إسرائيل ودولة عربية أخرى في الأيام المقبلة، بينما كشفت صحيفة عبرية، الجمعة 25 سبتمبر/أيلول 2020، أن السودان وسلطنة عمان "قد تطبّعان علاقتهما مع إسرائيل خلال الأسبوع المقبل".

تحميل المزيد