دعت فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، الخميس 1 أكتوبر/تشرين الأول 2020، إلى وقف فوري لإطلاق النار بين قوات أذربيجان وتلك المنحدرة من أصل أرميني بسبب إقليم ناجورنو قرة باغ، فيما اشترط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنهاء "الاحتلال الأرميني للأراضي الأذربيجانية" مقابل وقف إطلاق النار.
جاءت الدعوة في حين ارتفعت حصيلة قتلى أعنف اشتباكات بسبب الإقليم منذ التسعينيات، إذ كانت أنباء قد وردت عن مقتل العشرات وإصابة المئات في القتال، وكان الإقليم قد انفصل في حرب دارت بين عامي 1991 و1994، وأودت بحياة 30 ألف شخص، لكنه لا يحظى باعتراف دولي بأنه جمهورية مستقلة.
دعوة ثلاثية لوقف إطلاق النار: قال رؤساء فرنسا وروسيا وأمريكا في بيان مشترك بصفتهم رؤساء مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، "ندعو إلى وقف فوري للأعمال القتالية… كما ندعو زعماء أرمينيا وأذربيجان إلى الالتزام دون تأخير باستئناف المفاوضات… بنية حسنة ودون شروط مسبقة، تحت رعاية الرؤساء المشاركين لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا".
في وقت سابق، قال متحدث باسم الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناقش الأزمة مع مجلس الأمن في بلاده. وقال الكرملين إن بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بحثا الخطوات التي يمكن أن تتخذها مجموعة مينسك لوقف القتال.
كما عرضت روسيا أيضاً استضافة وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان لإجراء محادثات بشأن إنهاء القتال الذي اندلع يوم الأحد وأحيا صراعاً يعود لعقود على الجيب الجبلي الواقع في منطقة جنوب القوقاز.
أردوغان له شرط واحد: من جهته، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال مشاركته، الخميس، في افتتاح الدورة التشريعية الـ27 للبرلمان التركي، أن إنهاء الاحتلال الأرميني للأراضي الأذربيجانية شرط لوقف إطلاق النار بين الجانبين.
الرئيس أردوغان قال: "على الغرب المطالبة أولاً بإنهاء الاحتلال الأرميني لأراضي أذربيجان قبل أي وقف لإطلاق النار". وأوضح أن السلام الدائم بالمنطقة يكمن في انسحاب أرمينيا من كافة الأراضي الأذربيجانية التي احتلتها.
كما أضاف أردوغان أن تركيا ستواصل دعم أشقائها الأذربيجانيين بكل إمكاناتها انطلاقاً من مبدأ شعب واحد في دولتين، وأردف: "ترك الإدارة الأرمينية كل شيء يتعلق بجوهر الأزمة الحالية وإصرارها على إطلاق الافتراءات بحق تركيا لن يخرجها من ورطتها".
بينما حذر أردوغان أولئك الذين يدعمون الدولة المارقة (أرمينيا)، من أنهم سيحاسبون أمام الضمير المشترك للإنسانية. وشدد على أن "كل شبر من تراب منطقة القوقاز مهدد باندلاع اشتباكات جديدة، لاسيما أن الاشتباكات التي بدأت باعتداءات أرمينيا على أذربيجان مؤخراً، دليل على ذلك".
سقوط مزيد من الضحايا: قال مكتب المدعي العام في أذربيجان إن القصف الأرميني أودى بحياة مدني في بلدة تارتار صباح، الخميس، وألحق أضراراً بالغة بمحطة القطارات هناك.
بينما قالت متحدثة باسم وزارة الدفاع في أرمينيا إن الوضع لا يزال متوتراً، وإن قوات أذربيجان حاولت إعادة تنظيم صفوفها لكنها مُنعت من ذلك.
كما قالت أرمينيا إن فرنسيين يعملان لصالح صحيفة لوموند الفرنسية أصيبا خلال قصف أذربيجاني لبلدة مارتوني الأرمينية، ونُقلا إلى المستشفى. وقال مصدر بحكومة أرمينيا إنهما في حالة حرجة.
فيما أظهرت لقطات تلفزيونية نشرتها وكالة الأناضول للأنباء التركية، صحفيين يركضون للاختباء خلف جدار في مكان غير محدد في ناجورنو قرة باغ، بعدما قالت إنه قصف أرميني، ويمكن سماع دوي انفجارات مرتفع في اللقطات.
تهديد لاستقرار القوقاز: أدى تجدد الصراع الذي ترجع بداياته إلى فترة انهيار الاتحاد السوفييتي إلى إثارة مخاوف بشأن الاستقرار في جنوب القوقاز، وهو ممر لخطوط أنابيب تنقل النفط والغاز إلى أسواق العالم، وأيضاً مخاوف من جر القوتين الإقليميتين روسيا وتركيا إليه.
إذ قال الكرملين إنه لا بديل عن استخدام "الطرق السياسية والدبلوماسية" لحل الأزمة. وقال مكتب ماكرون إنه وبوتين "عبرا عن قلقهما إزاء إرسال تركيا مرتزقة سوريين إلى ناجورنو قرة باغ".
لكن وكالة تاس للأنباء نقلت عن الكرملين قوله الخميس إن مجلس الأمن الروسي يعتبر أي نشر لمقاتلين من سوريا وليبيا في منطقة الصراع بين أرمينيا وأذربيجان تطوراً خطيراً للغاية. ولدى روسيا قاعدة عسكرية في أرمينيا.