يفضل البعض البقاء لساعات في حوض مريح ومليء بفقاعات الصابون، بينما يفضل آخرون الاستحمام السريع المنعش، لكن أيهما أفضل؟
هل يتميز الاستحمام الكامل بفوائد عن الاستحمام السريع؟
يقول الدكتور إريم شودري من منصة العافية Manual، إن الاستحمام الكامل رائع للأشخاص الذين يعانون من أمراض جلدية مثل الإكزيما (أكثر ما يضاف إلى الاستحمام في هذه الحالة هو الشوفان)، لكنه ليس مفيداً بقدر الاستحمام السريع.
ويعتبر أن الاستحمام السريع أفضل فعلياً للبشرة، لأنه يعرّض الجسم للماء بشكل أقل من الاستحمام الكامل.
وسواء كان استحماماً طويلاً أو قصيراً، فإنّ تعريض البشرة للماء بشكل مفرط يمكن أن يجرّدها من زيوتها الطبيعية. ومع كثير من الماء أو تكرار الاستحمام، يمكن أن يتأثر سطح الجلد؛ وهو ما يؤدي إلى التهيج والالتهاب.
ويضيف في تصريح لموقع مجلة Glamour، أنّ الاستحمام السريع أو الاستحمام الكامل المتكرر يمكن أن يضر أكثر مما ينفع.
فتعريض بشرتك لكثير من الماء أكثر مما يجب يمكن أن يُصيبها بالجفاف، ويقتل البكتيريا النافعة، ويترك الجلد متهيجاً وملتهباً، ويزيد من خطر العدوى. إذ يقوم الجلد بوظيفة فعّالة في تنظيف نفسه، لذا لا تحتاج فرك جسمك دائماً لتظل نظيفاً.
والطريقة المثلى للحفاظ على نظافتك هي الاستحمام لوقت قصير، بالماء الفاتر والصابون فقط حول منطقة الفخذ والقدمين والإبطين، وبشكل أساسي في أي مكان تنبعث منه رائحة بعد يوم حار أو تمرين.
وصُممت قطعة الصابون لإزالة الزيوت من الجلد، لذا فإن استخدام هذا الصابون في جميع أنحاء الجسم يعني أنك ربما تزيل عن بشرتك بعض الزيوت الطبيعية المفيدة.
هل هناك حالات محددة يفضل فيها الاستحمام وقوفاً أم في الحوض؟
إذا كان يومك مرهقاً وتحتاج للاسترخاء، فإن الاستحمام الطويل يعتبر مفيداً لك للغاية.
ويمكن أن تكون الحمامات الساخنة قبل النوم رائعة، لأنها تبعث على الدفء، إذ تساعد زيادة درجة حرارة الجسم ليلاً على مزامنة إيقاعات الساعة البيولوجية الطبيعية لدينا، ما يؤدي إلى نوم أفضل وأعمق، إلى جانب الاسترخاء العام.
كما ثبت انخفاض هرمونات التوتر (مثل الكورتيزول) مع الاستحمام الطويل بالماء الدافئ، إذ يساعد في تحقيق التوازن للناقل العصبي الذي يمنحك مزاجاً جيداً: السيروتونين.
وأُجريت دراسة عام 2018 في اليابان حول العلاقة بين الأشخاص الذين يفضلون الاستحمام الكامل والصحة العامة (العقلية والجسدية)، ووجد باحثون من مركز اليابان للصحة والبحوث في جامعة طوكيو وجامعة جيتشي الطبية انخفاضاً كبيراً في التعب والإجهاد والألم لدى هؤلاء الذين يلجأون إلى الاستحمام الكامل مقارنةً بمن يفضلون الاستحمام السريع.
عدد المرات المناسب للاستحمام
هناك كثير من النصائح المتضاربة حول عدد مرات الاستحمام الكامل أو السريع.
إذ يوصي العديد من أطباء الأمراض الجلدية بالاستحمام كل يومين أو مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً.
في الطقس الأكثر حرارة، ربما لا تشعر بالراحة مع هذا العدد، لذا فالاستحمام السريع يومياً بالتأكيد ليس مرفوضاً. وهذا هو الحال خصوصاً لو كنت نشيطاً للغاية.
أما إذا رغبت في تجربة الاستحمام كل يومين، ففي الأيام التي لا تستحم فيها، امنح نفسك حماماً إسفنجياً، واغسل وجهك والإبطين والفخذ بقطعة قماش مبللة.
ولصحةٍ جلديةٍ مُثلى، لا تستحمَّ بالماء الساخن، بل استخدم الماء الدافئ أو الفاتر عوضاً عن ذلك، وحدِّد وقت الاستحمام بـ5-10 دقائق.
وحين يتعلق الأمر بالنظافة والبيئة والبشرة، فالاستحمام السريع الدافئ أو الفاتر هو الأمثل.
وماذا عن الماء البارد؟
الاستحمام بالماء البارد هو خيار عديد من الأشخاص لتنشيط الجسم، لكنهم قد لا يعلمون أنه يحفز الجهاز المناعي، لذا فإن هذه العادة اليومية ستَحول دون الإصابة بأمراض مثل الزكام ونزلات البرد.
إضافة إلى ذلك، فالماء البارد يزيد حالة اليقظة، لذا فإن الأشخاص الذين يستحمون بالماء البارد يضمنون تنشيط أذهانهم والحصول على الطاقة لمواجهة اليوم، لذلك يُنصح بأن يكون ذلك في الصباح.
وعندما يلامس الماء البارد الجسم يتصدى الجسم سريعاً لعامل الضغط، ويزيد من معدل ضربات القلب، والدورة الدموية، ويفرز الأدرينالين.
لذا إذا كنت تبحث عن الصحة العقلية والنوم الجيد، فجرِّب الاستحمام الطويل بالماء الساخن ليلاً؛ لتخفيف توتر العضلات وضبط درجة حرارة جسمك.