قال موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي، الأربعاء 23 سبتمبر/أيلول 2020، إن مفاوضات استضافتها إمارة أبوظبي بين الولايات المتحدة والسودان بشأن تطبيع الأخيرة مع إسرائيل، انتهت من دون "تحقيق اختراق"؛ لرفض واشنطن منح الخرطوم 3 مليارات دولار كمساعدات اقتصادية.
وكانت الخرطوم، وفق تقارير صحفية غربية، قد أبدت استعدادها في وقت سابق، لتطبيع كامل للعلاقات مع تل أبيب، مع وضع شروط مرتبطة بالدعم الاقتصادي والمالي، إضافة إلى رفع عقوبات عنها.
تفاصيل: الموقع نفسه نقل عن مصادر مطلعة على المفاوضات، أن الوفد السوداني طلب الحصول على 3 مليارات دولار على الأقل كمساعدات اقتصادية أمريكية، على أن تلتزم واشنطن بمساعدات أخرى مستقبلاً.
مبدئياً، وافق الوفد الأمريكي على منح السودان مساعدات اقتصادية مقابل التطبيع مع إسرائيل، لكن ليس بالقدر الذي يطلبه السودانيون، وفق المصدر.
فيما تلتزم الخرطوم الصمت وعدم التعقيب على ما أورده الموقع الإسرائيلي.
موقف ضبابي: في الجهة المقابلة، نفى وزير الإعلام السوداني، المتحدث باسم الحكومة الانتقالية، فيصل محمد صالح، الثلاثاء 22 سبتمبر/أيلول، مناقشة وفد رسمي سوداني كان يزور الإمارات قضية التطبيع مع إسرائيل، خلال لقائه فريق الإدارة الأمريكية الموجود في البلد الخليجي، وفق إعلام محلي.
لكن لدى عودته من أبوظبي إلى الخرطوم، قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق عبدالفتاح البرهان، في بيان، الأربعاء، إن المحادثات مع الوفد الأمريكي تناولت "عدداً من القضايا الإقليمية، في مقدمتها مستقبل السلام العربي الإسرائيلي، الذي يؤدي إلى استقرار المنطقة ويحفظ حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وفقاً لرؤية حل الدولتين".
كما أضاف: "تناولنا في المباحثات الدور الذي ينتظر أن يلعبه السودان في سبيل تحقيق هذا السلام".
وتابع أن المباحثات، التي استمرت 3 أيام، تطرقت إلى قضية رفع اسم السودان من قائمة ما تعتبرها واشنطن "دولاً راعية للإرهاب"، وعملية السلام في إقليم دارفور غربي البلاد.
جدير ذكره، أن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رفعت في 6 أكتوبر/تشرين الأول 2017، عقوبات اقتصادية وحظراً تجارياً كان مفروضاً على السودان منذ 1997.
لكنها لم ترفع اسم السودان من قائمة "الدول الراعية للإرهاب"، المدرج فيها منذ 1993؛ لاستضافته آنذاك، الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة، أسامة بن لادن.
اجتماع رسمي: في السياق نفسه، أعلن الطاهر أبو هاجة مستشار البرهان، الأربعاء 23 سبتمبر/ أيلول، أن اجتماعا سيعقد الخميس 24 سبتمبر/ أيلول لمناقشة نتائج لقاءات عقدت بين رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، ومسؤولين أمريكيين في الإمارات الأيام الماضية.
المتحدث نفسه، قال في تصريحات نقلها إعلام محلي، إن هناك اجتماعا الخميس سيناقش مخرجات اجتماعات رئيس مجلس السيادة في أبو ظبي.
كما أضاف: "ما قام به البرهان ووفده في الإمارات لا يتضمن أسرارا (..) إنما محاولة جادة لإيجاد حلول تخرج علاقاتنا الخارجية من القاع".
وتابع: "لقاءات أبوظبي لها ما بعدها، وهي ليست استسلاماً لأحد ولا بيع للقضية الفلسطينية، وإنما محاولة جادة لتأسيس وبناء علاقات خارجية جيدة تستوعب المستجدات".
بدوره، أكد المتحدث باسم مجلس السيادة محمد الفكي سليمان في تصريحات للأناضول، عقد اجتماع بشأن لقاءات البرهان في الإمارات، مرجحا أن يكون الخميس.
رفض شعبي: إلى ذلك، أعلنت قوى سياسية بالسودان رفضها القاطع للتطبيع مع إسرائيل، في خضم حديث عن تطبيع سوداني محتمل بعد الإمارات والبحرين، اللتين انضمتا إلى الأردن ومصر، المرتبطتين باتفاقيتي سلام مع تل أبيب عامي 1994 و1979 على الترتيب.
إذ وقَّع البلدان الخليجيان، في واشنطن يوم 15 سبتمبر/ أيلول الجاري، اتفاقيتين لتطبيع علاقاتهما مع إسرائيل، وهو ما قوبل برفض شعبي عربي واسع واتهامات بخيانة القضية الفلسطينية، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ عربية.
فيما يذهب مراقبون إلى أن ترامب يضغط على دول عربية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل؛ على أمل أن يساعده ذلك على الفوز بولاية رئاسية ثانية، على حساب الديمقراطي جو بايدن، في انتخابات 3 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.