تعهد رئيس وزراء باكستان السابق نواز شريف بإسقاط رئيس الوزراء الحالي عمران خان، الذي قال إنه وصل السلطة عبر تزوير أشرفت عليه المؤسسة العسكرية، وذلك في أول ظهور له منذ عام تقريباً في خطاب وجهه لمناصريه في إسلام آباد عبر الفيديو كونفرانس.
بهذا الخطاب خرج شريف عن صمته المستمر منذ عام، بعد توجهه إلى العاصمة البريطانية لندن للعلاج وعدم عودته مجدداً إلى باكستان، حيث كان معتقلاً بتهم فساد، حسبما نقلت الأناضول عن وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية.
وخاطب شريف المجتمعين في تجمع للمعارضة في إسلام آباد، الأحد، عبر خاصية الفيديو كونفرنس قائلاً: "كفاحنا ليس فقط ضد عمران خان، بل ضد أولئك الذين نصبوه، وتلاعبوا في التصويت لإحضار رجل غير كفء مثله إلى السلطة وبالتالي دمروا البلاد"، في إشارة لعلاقة خان المميزة مع الجيش الباكستاني.
متهم بالفساد: ويتواجد شريف (70 عاماً) في لندن منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2019، عندما تم الإفراج عنه بكفالة لتلقي العلاج الطبي في الخارج، والسماح له بالسفر لمدة 4 أسابيع، إلا أنه لم يعد مجدداً إلى باكستان.
في 15 سبتمبر/أيلول الجاري، أصدرت المحكمة الباكستانية العليا، مذكرة اعتقال بحق نواز شريف، لتخلفه عن حضور جلسة محاكمة له بتهم تتعلق بالفساد، وبذلك تصبح الحكومة قادرة على المطالبة بتسليم شريف بشكل رسمي من بريطانيا، بعد إصدار مذكرة اعتقال.
كان شريف، الذي حُكم عليه بالسجن 7 سنوات في قضية مصنع عزيزية للحديد والصلب، قد نُقل إلى المستشفى أكتوبر 2019، بعد الاشتباه في إصابته بحمى الضنك، وتبين أنه نزيف تحت الجلد بسبب تدمير الجهاز المناعي للصفائح الدموية، أصيب خلالها شريف بنوبة قلبية في المستشفى.
حيث قام فريق مكون من 6 أطباء عينتهم المحكمة لإعداد تقرير طبي حول مسألة إعادة شريف إلى السجن من عدمه، وكشف التقرير أن بعض الفحوصات المطلوبة لعلاج رئيس الوزراء السابق لا يمكن إجراؤها في باكستان.
وبناءً على تقرير الأطباء حكمت المحكمة، في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، على شريف الذي أخلي سبيله لمدة 8 أسابيع للعلاج، بقضاء 4 أسابيع على الأكثر خارج البلاد وتمديد هذه المدة في حال طلب الأطباء ذلك، ولكنه لم يعد إلى الباكستان بعد ذلك.
من جهتها، قللت حكومة خان، الإثنين 21 سبتمبر/أيلول من شأن تصريحات شريف، حيث قال وزير الإعلام شبلي فراز إن المعارضة الباكستانية "موحدة فقط لأنها تخشى أن يتم استهداف أفرادها بقضايا فساد جديدة".
يشار إلى أن انتصار عمران خان، لاعب الكريكيت الأسطوري والرمز العالمي للرجولة، على رئيس الوزراء السابق السياسي نواز شريف في الانتخابات الأخيرة عام 2018 شكل تحولاً في المشهد السياسي الباكستاني، إذ يحظى خان بعلاقة قوية مع الجيش الباكستاني، حسبما أفادت وكالة الأنباء الأمريكية.