أعلنت الشرطة النمساوية، الأربعاء 16 سبتمبر/أيلول 2020، أنها اعتقلت سائق شاحنة مبردّة كان بداخلها أكثر من 40 مهاجراً غير شرعي، من السوريين والعراقيين والأتراك، بينهم 6 أطفال، كانوا مكدّسين فوق بعضهم البعض، من دون أي تهوية أثناء محاولتهم عبور حدود شينغن للاتحاد الأوروبي.
تفاصيل القصة: الشرطة النمساوية قالت في بيان لها، وفقاً لما أفادت به وكالة الأنباء الفرنسية، إنّها عثرت على الشاحنة مساء 9 أيلول/سبتمبر 2020 وقد كانت متوقفة على قارعة طريق سريع في ولاية النمسا السفلى (شمال شرق) وبداخلها 38 مهاجراً، بينهم ستّة أطفال.
كما أضاف البيان أنّ المهاجرين أوضحوا لها أنّهم "كانوا يخشون الموت بسبب نقص الأكسجين أثناء الرحلة"، وأنّهم تمكنّوا من إيقاف الشاحنة، ولفتت الشرطة في بيانها إلى أنه عندما توقفت الشاحنة "انتهز بعض (المهاجرين) الفرصة للفرار"، وكذلك فعل سائقها، وهو تركي يبلغ من العمر 51 عاماً، مقيم برومانيا.
فيما أخطر بعض السائقين الذين كانوا يمرّون على الطريق السريع الشرطة بأمر الشاحنة لترسل على الفور مروحية تمكّنت من اعتقال السائق الذي تشتبه السلطات بأنّ شبكة تهريب أكبر تقف خلفه.
محاولة لعبور حدود شنغن: العناصر الأولى للتحقيق تفيد بأن المهاجرين استقلوا الشاحنة في رومانيا، مقابل مبالغ تتراوح بين 6000 و8000 يورو، دفعه كلّ منهم لعبور حدود شنغن الخارجية للاتحاد الأوروبي التي تفصل رومانيا عن المجر، والوصول إلى أوروبا الغربية من بوابة النمسا.
فيما لم تحدّد السلطات الوجهة النهائية لهؤلاء المهاجرين الذين نجح خمسة منهم في الفرار، في حين احتاج آخرون لتلقّي رعاية صحية.
رئيس مكتب التحقيقات الجنائية في النمسا السفلى عمر حجاوي-بيرشنر قال إن البلاد تسجل ارتفاعاً في أعداد المهاجرين غير الشرعيين.
وفي آب/أغسطس 2015 عثرت السلطات النمساوية قرب الحدود مع المجر على شاحنة مبرّدة بداخلها 71 جثّة متحلّلة تعود إلى 59 رجلاً و8 نساء و4 أطفال قضوا جميعاً اختناقاً بينما كانوا مكدّسين فوق بعضهم البعض، في مأساة صعقت العالم أجمع ودفعت بالدول الواقعة على امتداد طريق البلقان إلى فتح حدودها أمام مئات آلاف الفارّين من الحروب والفقر، وخصوصاً من دول في الشرق الأوسط.
كما أصدر القضاء المجري، العام الماضي، أحكاماً بالسجن المؤبد بحقّ أربعة أشخاص اعتبرهم المسؤولين الرئيسيين عن شبكة التهريب التي تقف خلف شاحنة الموت.