بدلاً من إخفاء علامات التقدم بالسن وصبغ الشعر الرمادي، تحتفي كارولين لابوتشر البالغة من العمر 56 عاماً بتجاعيدها وشعرها الأبيض، وتقدم من خلال عملها كعارضة أزياء رسالةً للنساء حول العالم مفادها: أنت جميلة كما أنت.
كانت كارولين في البداية خاضعةً لمعايير الجمال السائدة في المجتمع، ووفقاً لها لم تكن تعتقد أنها جميلة أو مميزة، وقد مرّت بظروف صعبة قادتها إلى الإفلاس في دبي، قبل أن تبدأ مسيرتها كعارضة أزياء، فكيف استطاعت النهوض من جديد؟
تعرفوا على القصة الملهمة لعارضة الأزياء كارولين لابوتشر.
كارولين لابوتشر والبداية من دبي
في حديث لها مع موقع Goodness، روت كارولين قصة صعودها من امرأة شبه معدمة إلى واحدة من أشهر عارضات الأزياء في العالم.
كانت كارولين تعيش في دبي، وبعد أن فقد زوجها وظيفته أصبح الزوجان غير قادرين على دفع تكاليف المعيشة الباهظة هناك، فاضطرا للمكوث عند أحد الأصدقاء بعد أن أصبحا بلا مأوى، وبدأ الزوجان بالبحث عن عمل وهو أمر لم يكن بتلك السهولة.
وتقول كارولين إنها وصلت لمرحلة لم تعد قادرة فيها على دفع ثمن الأدوية المضادة للاكتئاب التي كانت تستخدمها في تلك المرحلة.
وبعد أن يئس زوجها من إيجاد فرصة عمل في دبي قرر السفر إلى هاواي، الأمر الذي زاد من كآبتها وغضبها وجعلها تستمر بلعب دور الضحية وإلقاء اللوم على زوجها في كل شيء.
حاولت كارولين أن تقاوم وحدها وعملت كجليسة للكلاب، واستطاعت استئجار غرفة صغيرة سكنت فيها مع ابنتها حيث كانتا مضطرتين للنوم على الأرض، ولم يكن لديهما مكيف هواء في مدينة شديدة الحرارة مثل دبي، ولم تستطع كارولين سوى أن توفر ثلاجة صغيرة الحجم وغسالة وفرناً صغيراً.
نقطة التحول
لم تتغير حياة كارولين حتى توقفت عن لعب دور الضحية، وبدلاً من لوم زوجها وانتظاره حتى يحصل على وظيفة لائقة باتت تتساءل لم لا أستلم قيادة حياتي بنفسي؟
كان ذلك بعد أن تواصلت عن طريق الصدفة مع مرشدة نفسية عبر فيسبوك، التي أخبرتها بأنها يجب أن تسيطر على حياتها بنفسها وأن تتولى القيادة ولا تنتظر العون والإنقاذ من زوجها أو من أي شخص آخر.
تقول كارولين إن كلام المرشدة زرع بذور الأمل في روحها، وقد تحسنت أوضاع زوجها بعد فترة من الزمن لكنها بقيت على حالها حتى عام 2017، حيث كانت ابنتها تعمل في لندن لصالح شركة تدعى No1 Rosemary Water، وهي أول مياه نقية من إكليل الجبل في العالم.
كانت الشركة بحاجة إلى عارضة أزياء كبيرة في السن لتكون وجهاً لحملتها الإعلانية، وبالرغم من أن كارولين لم تكن قد عملت في هذا المجال من قبل فإنها قدمت طلباً على اعتبارها تملك شعراً رمادياً بالكامل، وبالفعل تم اختيارها لتكون الوجه الدعائي للشركة، ومن هنا بدأت مسيرتها المهنية الجديدة.
طريق الشهرة لم يكن سهلاً
تقول كارولين إنها شعرت بأنها مميزة للغاية أثناء تصوير الإعلان، إذ لم تشعر طوال حياتها أنها جميلة حتى في يوم زفافها، لكنها أدركت ولأول مرة أنها تملك وجهاً لافتاً للانتباه في تلك اللحظة، الأمر الذي جعلها تعقد العزم على العمل في هذا المجال.
بعد أن صورت كارولين الإعلان في لندن عادت إلى دبي وهي تتوقع أن تطلبها العديد من المجلات للعمل معها، إلا أن آمالها وتوقعاتها كانت مرتفعة بعض الشيء، إذ لم يحدث ذلك على الإطلاق.
فهي في النهاية قد تجاوزت الخمسين من عمرها، ونحن في عصر تسعى فيه النساء لإخفاء علامات التقدم بالعمر وصبغ الشعر الأبيض، بدلاً من عرضه بفخر على أغلفة المجلات.
لكن مع ذلك لم تستسلم كارولين، وأصرت على تقديم نفسها على أنها وجه إعلاني وعارضة أزياء تبلغ من العمر 54 عاماً "آنذاك".
وبالفعل تعاقدت كارولين مع أشهر المصورين في دبي، وبدأت بإرسال صورها لجميع الشركات التي من الممكن أن تعمل معها، وبدأت باكتساب الشهرة ببطء لكن بخطوات ثابتة.
واليوم تعتبر كارولين واحدة من أبرز عارضات الأزياء، وقد ظهرت على أغلفة العديد من المجلات الشهيرة مثل Vogue و Tatlerو Hello و White.
"تعلمت أن أحب نفسي كما أنا"
تقول كارولين لموقع Grazia إنها كانت خاضعة -مثل الكثير من النساء- لمعايير الجمال المجتمعية، وقد صبغت شعرها الرمادي عدة مرات في الأربعينيات من عمرها، لكنها اليوم تفتخر بشعرها الرمادي وبعلامات التقدم بالسن، وتعلمت أن تحب نفسها كما هي وأن تنظر إلى نفسها على أنها امرأة جميلة ومتميزة.
وتضيف أن هناك العديد من الأمور التي ساعدتها لتغير حياتها بشكل جذري، أبرزها أنها باتت تركز على نفسها أكثر وتصمم على تحقيق طموحاتها مهما كلف الثمن، كما أنها باتت تحيط نفسها بأناس إيجابيين يقدمون لها الدعم.
والأهم من ذلك أنها تضع قائمة بالأهداف التي ترغب بالوصول إليها كل ستة أشهر وتحرص على قراءتها يومياً والعمل على تحقيقها.