وجه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، السبت 12 سبتمبر/أيلول 2020، تحذيراً مباشراً لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بمواجهة "المزيد من المشاكل معه شخصياً"، في أول تعليق له يستهدف ماكرون مباشرة، كما دعا من جهة أخرى اليونان لعدم سلك طرق خاطئة.
تحذيرات الرئيس التركي، جاءت خلال كلمة له، السبت، أثناء مشاركته في فعالية بمناسبة ذكرى الانقلاب العسكري في تركيا بتاريخ 12 سبتمبر/أيلول 1980، في جزيرة "الديمقراطية والحريات" الواقعة في بحر مرمرة.
خطاب مباشر لماكرون: صرح فيه أردوغان قائلاً: "سيد ماكرون سيكون لديك المزيد من المشاكل معي شخصياً".
كما أضاف مخاطباً نظيره الفرنسي: "لا تمتلك معلومات تاريخية وتجهل حتى تاريخ فرنسا، فدعك من الانشغال بتركيا وشعبها".
كما حذره أيضاً من "العبث" مع أنقرة في ظّل تصاعد التوتر بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي.
وقال أردوغان، في المناسبة ذاتها، "لا تعبث مع الشعب التركي، لا تعبث مع تركيا".
تحذير الرئيس التركي، جاء بعد أن انتقد ماكرون أنقرة بشدة في مواجهتها مع اليونان وقبرص في شرق البحر المتوسط على خلفية التنقيب عن موارد الطاقة، وقيادته تحركات أوروبية من أجل فرض عقوبات عليها.
يفتقر إلى المعرفة: وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، السبت، فإن أردوغان، اتهم أيضاً نظيره الفرنسي "بالافتقار إلى الاطلاع التاريخي".
وقال أيضاً إن فرنسا "لا يمكنها أن تعطي تركيا درساً في الإنسانية" داعياً ماكرون إلى النظر إلى سجل فرنسا ولا سيما في الجزائر ودورها في مجازر رواندا العام 1994.
يذكر، أن العلاقات بين تركيا وفرنسا تدهورت بشأن شرق المتوسط، لكن البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي يختلفان بشأن ملفات أخرى بينها النزاع في كل من سوريا وليبيا.
إذ اتهم أردوغان فرنسا بالتدخل في ليبيا "من أجل النفط" وفي إفريقيا "من أجل الألماس والذهب والنحاس".
رسالة إلى اليونان: خطاب أردوغان، توجه أيضاً إلى اليونان، قال فيه إن الأخيرة تخاطب تركيا بالجارة وقتما تشاء، داعياً إياها إلى منح علاقات الجوار حقها، وعدم سلوك طرق خاطئة.
وأردف قائلاً لليونان: "تقومون بأعمال خاطئة فلا تسلكوا هذه الطرق وإلا ستواجهون عزلة شديدة".
أردوغان، حض اليونان على "الابتعاد عن تصرفات خاطئة" تدعمها دول مثل فرنسا في المياه المتنازع عليها بعدما أدت مناورات بحرية أجرتها كل من أثينا وأنقرة في المنطقة الشهر الماضي، بباريس إلى تعزيز وجودها فيها.
خلفيات تصريحات أردوغان: ففي يوم الخميس 10 سبتمبر/أيلول، قال ماكرون إن على الأوروبيين أن "يكونوا واضحين وصارمين ليس مع الشعب التركي بل مع حكومة الرئيس أردوغان الذي قام بتحركات غير مقبولة".
جاءت تصريحات الرئيس الفرنسي خلال قمة لمجموعة "ميد 7" في الاتحاد الأوروبي، التي لوحت بفرض عقوبات على تركيا بسبب تحركاتها هذه.
وهي التصريحات التي رفضتها أنقرة واعتبرتها تحريضية من الجانب الفرنسي، مدافعة عن "حقها الطبيعي في مياهها الإقليمية".
يأتي التوتر الأخير بعدما أرسلت تركيا سفينة تنقيب وسفناً حربية إلى المياه المتنازع عليها في العاشر من آب/أغسطس ومددت هذه المهمة ثلاث مرات.