تباينت ردود فعل الدول العربية إزاء إعلان البحرين اتفاقها مع إسرائيل على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة، الجمعة 11 سبتمبر/أيلول 2020، فبينما كانت مصر أول المؤيدين اعترض اليمن واتخذ الأردن موقفاً دبلوماسياً، بينما فضَّلت غالبية الدول الصمت.
أول تعليق للأردن: كان الأردن من الدول التي أعلنت بشكل مبكر، موقفها من التطبيع، إذ قال إن أثر تطبيع العلاقات البحرينية الإسرائيلية، وكل اتفاقات السلام مع إسرائيل، يعتمد على ما ستقوم به تل أبيب.
وأضاف على لسان وزير الخارجية أيمن الصفدي، أنه "في حال بقي الاحتلال واستمرت إسرائيل في إجراءاتها التي تنسف الأسس التي قامت عليها العملية السلمية، وضم الأراضي وبناء المستوطنات وتوسعتها والانتهاكات في المسجد الأقصى المبارك، فسيتفاقم الصراع وسيتعمق ولن تنعم المنطقة بالسلام العادل الذي تقبله الشعوب والذي يمثل ضرورة إقليمية ودولية".
وكان الأردن اتخذ الموقف ذاته من التطبيع الإماراتي قبل نحو شهر، حيث ربط حينها نتائجه بتصرفات إسرائيل.
اليمن الرافض الأول: الحكومة اليمنية كانت أول من أعلن رفضه من غير الفلسطينيين، قيام البحرين بالتطبيع مع إسرائيل، وقالت إنها تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
جاء ذلك في تصريح لوزير الخارجية محمد الحضرمي، نشره حساب الوزارة على تويتر، عقب إعلان التوصل إلى اتفاق تطبيع بين البحرين وإسرائيل برعاية أمريكية.
وقال الحضرمي: "سنظل في الجمهورية اليمنية دائماً إلى جانب أشقائنا في دولة فلسطين حتى نيل حقوقهم غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
وأضاف: "لا تطبيع إلا بإعادة الحقوق لأهلها وفقاً لمبادرة السلام العربية (لسنة 2002)".
مصر أول المؤيدين: الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أعلن عقب خبر التطبيع مباشرةً تأييد بلاده للتطبيع ووصفه بـ"خطوة البحرين وإسرائيل الهامة" لإقامة علاقات دبلوماسية بينهما.
وقال السيسي على تويتر، إن الاتفاق سيساعد في "إرساء الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط وبما يحقق التسوية العادلة والدائمة للقضية الفلسطينية".
"التوحيد والإصلاح" المغربية: ومن المغرب اعتبر عبدالرحيم شيخي، رئيس حركة "التوحيد والإصلاح" المغربية، تطبيع البحرين مع إسرائيل "خيانة للفلسطينيين وغدراً بالشهداء والأسرى".
وأضاف "شيخي"، الذي يرأس الذراع الدعوية لحزب "العدالة والتنمية" المغربي، قائلاً: "في الوقت الذي توحَّد فيه الفلسطينيون لمقاومة صفقة القرن ومختلف متعلقاتها، تأبى بعض الدول إلا أن تغدر بهم في هذه الظرفية الحساسة، وما قامت به البحرين وقبلها الإمارات مرفوض ولا يدخل إلا في خانة الخيانة، ولن تجنيا من هذه الخطوة شيئاً".
واعتبر أن البحرين والإمارات "يقدمان (بتطبيعهما) خدمة مجانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اللذين يواجهان تحديات انتخابية وداخلية".وشدد على أن "البحرين والإمارات يقدمان خدمة دون مقابل لن ينتج عنها لا سلام ولا أرض".
جمعية الوفاق البحرينية: قالت "جمعية الوفاق الوطني الإسلامية"، أكبر جهة معارضة في البحرين، الجمعة، إن نظام المملكة "لا يملك شرعية" لعقد اتفاق تطبيع مع إسرائيل.
وذكر البيان أن "موقف النظام البحريني من التطبيع مع العدو الصهيوني (إسرائيل) من طرفين لا شرعية لهما في ذلك، فلا النظام البحريني يملك شرعية لعقد اتفاق مع الصهاينة، والكيان الغاصب غير شرعي".
وسم في تويتر: كما تصدر وسم "بحرينيون ضد التطبيع" موقع التواصل الاجتماعي تويتر، الجمعة، ردا على إعلان المنامة التوصل إلى اتفاق على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع تل أبيب برعاية واشنطن.
وعبر الوسم، كتب عضو الأمانة العامة بجمعية "الوفاق" المعارضة ماجد ميلاد: "من الأوهام أن يدخل الشعب البحريني نفق التطبيع، فالشعب المصري حتى اللحظة رأسه مرفوع ضد التطبيع".
أبو تريكة: لاعب كرة القدم المصري الدولي المعتزل محمد أبو تريكة كان من أبرز الشخصيات العربية التي أعلنت موقفها من التطبيع ووصف ما قامت بها البحرين مع إسرائيل بال "خيانة".
وقال: "الطبيعي أن يكون الصراع والتنافس على الوصول للقمة لا إلى القاع".وأضاف: "التطبيع (مع إسرائيل) خيانة. فلسطين قضية الشجعان لا قضية أتباع وضعفاء".
الأتراك أول المعارضين من غير العرب: كان هناك أيضا رد فعل من خارج المنطقة العربية من تركيا تحديدا التي قالت عبر وزارة خارجيتها إنها تستنكر بشدة قرار البحرين إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، مضيفة أنه يوجه ضربة جديدة لجهود الدفاع عن القضية الفلسطينية.
وأضافت الوزارة في بيان أن ما قامت به البحرين "سيزيد إسرائيل جرأة على مواصلة ممارساتها غير المشروعة تجاه فلسطين وجهودها لجعل احتلال الأراضي الفلسطينية دائما".