هل سمعت يوماً بـ”قدس أوروبا”؟
قدس الغرب أو القدس الثانية
ألقاب لا تنتهي للمدينة الأوروبية الفريدة سراييفو
يمكن لأي مار في أزقة البلدة القديمة داخل سراييفو أن يرى التعايش الديني بها
داخل العاصمة الصغيرة تجد المساجد والكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية والكنس اليهودية على بعد أمتار من بعضها، فيما يتداخل صوت الأذان مع قرع أجراس الكنائس
المساجد.. أحد معالم مدينة سراييفو
مسجد الإمبراطور هو أول مسجد في المدينة بني في عهد السلطان محمد الفاتح عام 1457
دمر تماماً في أواخر القرن الخامس عشر لكن السلطان سليمان القانوني أعاد بناءه عام ألف وخمس مئة وخمسة وستين
ورغم قدم وعراقة مسجد الإمبراطور فإن مسجد الغازي خسرو بك يعتبر الأشهر والأكبر في سراييفو
يحمل اسم الوالي العثماني خسرو الذي بنى سراييفو الحديثة
عند زيارة المسجد تجد أنه عقب صلاة الظهر من كل يوم تقرأ ختمة كاملة من القرآن الكريم على روح الغازي فهو طقس مستمر منذ خمس مئة عام وحتى اليوم تنفيذاً لوصيته
أكبر الكاتدرائيات الكاثوليكية في البوسنة
بالقرب توجد كاتدرائية “القلب المقدس” بمبناها الضخم المتوسط للبلدة القديمة
الكاتدرائية وهي الأكبر في البوسنة والهرسك اكتمل بناؤها عام ألف وثماني مئة وتسعة وثمانين
عند المدخل تمثال بطول ثلاثة أمتار للبابا يوحنا بولس الثاني أحد أوائل من اعترفوا بالدولة البوسنية بعد استفتاء الاستقلال عن يوغوسلافيا السابقة عام ألف وتسعِ مئة واثنين وتسعين ويقدره البوسنيون لمساعيه في وقف الحرب
كنيسة القديس أنطونيوس
هذا المبنى الرائع التشييد ينافس جماله بناء آخر وهو مبنى كنيسة القديس أنطونيوس المميز بلونه الأحمر
بنيت كنيسة القديس أنطونيوس بين عامي ألف وتسع مئة واثني عشر وألف وتسع مئة وثلاث عشر على أسس كنيسة متواضعة كانت لها أساسات حجرية وعليها هيكل خشبي منذ العام ألف وثماني مئة وواحد وثمانين وكانت آنذاك الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في سراييفو
مساهمة عثمانية في بناء أكبرِ كنيسة أرثوذكسية في سراييفو
على بعد عشرات الأمتار من كاتدرائية القلب المقدس تقع الكاتدرائية الأرثوذكسية وهي أكبر كنيسة صربية أرثوذكسية في المدينة ومن الأكبر في البلقان أجمع
بنيت عام 1874 خلال الحكم العثماني لسراييفو بل إن الخليفة العثماني آنذاك السلطان عبدالعزيز تبرع بخمسين قطعة ذهبية لبنائها
أقدم مخطوطة في متحف الكنيسة تعود لعام 1371 وتتعلق بتنظيم قواعد السلوك في الكنيسة إضافة إلى إنجيل مميز يعود إلى القرن الرابع عشر
تاريخ يهودي قديم في سراييفو
سجل أول وصول يهودي إلى سراييفو بين عامي ألف وأربع مئة واثنين وتسعين وألف وأربع مئة وسبعة وتسعين حينها رحب السلطان العثماني بايزيد الثاني باليهود الفارين من محاكم التفتيش في إسبانيا والبرتغال
يقع المتحف اليهودي في أقدم كنيس في البوسنة والهرسك والذي تم بناؤه عام ألف وخمس مئة وواحد وثمانين
تضم سراييفو نسخة قديمة جداً من الـ”هاجادا” كتبت في برشلونة الإسبانية عام 1350 على لحم العجل المبيض والمزين بالذهب والنحاس والـ”هاجادا” هو أحد النصوص التقليدية حول الخروج من مصر تقرأ في بداية عيد الفصح
تجانس حضاريّ دينيّ يعيش في رحاب سراييفو وبالرغم من الحروب التي اندلعت فيها فإنها لا تستطيع أن تحجب تاريخاً وواقعاً لقبت على إثره بـ”قدس أوروبا”