أثارت حادثة قتل مواطنة كويتية على يد شقيقها في المستشفى حيث كانت ترقد في غرفة العناية المركزة، غضباً عارماً على مواقع التواصل الاجتماعي الذي أبدى رواده غضبهم وأسفهم على الجريمة البشعة التي راحت ضحيتها الشابة فاطمة العجمي.
الجريمة وقعت في مستشفى "مبارك الكبير" بالكويت، الأربعاء 9 سبتمبر/أيلول 2020، وراحت ضحيتها فاطمة في العقد الثالث من عمرها وهي حامل، على يد شقيقها الأصغر الذي تسلل إلى غرفة العناية حيث ترقد المجني عليها وأطلق عليها النار ليرديها قتيلة ويلوذ بالفرار، وقفاً لما أفادت به صحيفة "الجريدة" الكويتية.
تفاصيل الجريمة: مصدر أمني كشف للصحيفة الكويتية تفاصيل الجريمة قائلاً إن الأمن تلقى بلاغاً من إدارة المستشفى بحدوث إطلاق نار في غرفة العناية المركزة، وإن الحادث أسفر عن وفاة مريضة.
وفور تلقي البلاغ انتقل رجال الأمن إلى الموقع وتبين لهم أن المجني عليها كانت تعرضت لإطلاق نار من شقيقها الأكبر قبل يومين بالقرب من منزلها، موضحاً أن رجال الأمن تمكنوا من تحديد مطلق النار، مضيفاً أن شقيق الضحية الأصغر توجه إلى قسم العناية المركزة حيث كانت ترقد المجني عليها بحالة حرجة وأطلق عليها النار ولاذ بالفرار، لافتاً إلى أن رجال المباحث تمكنوا من تحديد هوية الجاني من خلال كاميرات المراقبة الموجودة بالمستشفى، وجارٍ البحث عنه.
من جهة أخرى، قالت صحيفة الرأي الكويتية نقلاً عن مصادرها الأمنية، إنه بعدما تم تفريغ كاميرات المراقبة المثبتة في المستشفى، تبين أن الجاني كان يرتدي زياً رياضياً ويعتمر قبعة ويضع على وجهه كمامة، وهرب من المكان، وسط حشد من الناس المتواجدين، بعدما أطلق رصاصتين، من سلاح (مسدس) على الضحية، إحداهما في رأسها، وباطلاع إحدى قريباتها على صورة المتهم، أكدت أنه الشقيق الآخر للمجني عليها، الذي قام بتسليم نفسه لاحقاً إلى رجال الأمن في مخفر الجهراء.
كما أشار إلى أن الجهات الرسمية فتحت تحقيقاً موسعاً بالحادث حول كيفية دخول الجاني وهو مسلح إلى غرفة العناية المركزية، وعدم وجود حراسة على المجني عليها.
غموض حول دافع القتل: حتى الآن لم يصدر أي تعليق رسمي حكومي أو من العائلة حول الدوافع التي أدت لارتكاب هذه الجريمة، إلا أن بعض رواد التواصل الاجتماعي تناقلوا العديد من الروايات.
فقد كشف شاب كويتي يدعى عثمان الصفي قال إنه شقيق زوج الضحية فاطمة علي العجمي التي قتلها شقيقها داخل مستشفى مبارك الكبير في الكويت، عبر حسابه في تويتر، سبب وملابسات الجريمة.
قال الصفي، عبر سلسلة من التغريدات، إن "سبب مقتل فاطمة أن شقيقه (زوج فاطمة) حضر وتزوج من فاطمة برضا والدها، لكن إخوانها لم يقبلوا بهذا الزواج، وظلوا يهددون شقيقتهم طوال عامين، ويخططون لجريمتهم، وعندما لم يفلح الشقيق الأول وهو عبدالهادي في قتل شقيقته أكمل شقيقه الثاني ناصر المهمة، وقتلها بأربع رصاصات في الرأس أمام الهيئة الطبية"، إلا أنه قام بحذف التغريدة في وقت لاحق فيما لم يتمكن "عربي بوست" من التأكد من صحة ما قاله الصفي.
غضب على تويتر: الحادثة أثارت غضب وسخط رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين طالبوا بمحاسبة القاتل، المغردة التي تطلق على نفسها اسم ميلان، قالت في تغريدة على تويتر: "فاطمة شهيدة وراحت مغدورة وهي حامل، ما عليها خوف عند ربي اللي ريحها من حياة القلق، بس عسى ربي يورينا نصرها في الدنيا قبل الآخرة، الله يورينا فيهم عجايب قدرته وقوته، الحين لا تخافي من الغريب، عزيزتي خذي حذرك من اللي عايش معك ومن لحمك ودمك! للأسف وصلنا لهالحال".
المغرد عبدالعزيز اليحيى قال: "جريمة قتل مروعة وبدم بارد بلا إنسانية راحت ضحيتها بنت كويتية عمرها ٣٥ راح شبابها على خلاف "خرطي" قام أخوها وأطلق عليها النار ودوها العناية المركزة في مستشفى مبارك، واهي بالعناية راح ولد أخوها وكمل عليها وقتلها عشان أبوه حبسوه! وين الداخلية وين الطاقم الطبي شلون دخل بالسهولة هذي!".
فيما كتب الحقوقي نواف الهندال تغريدة جاء فيها: "إن صحت هذه التغريدة، فهي كارثة أخلاقية.. كارثة أن يكتب مثل هذا الكلام في عصرنا هذا وليس في العصور الجاهلية".
وأبدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي استغرابهم من تمكن القاتل الذي قيل إنه "شقيقها الآخر" من كيفية الدخول إلى قسم العناية المركزة الذي ترقد فيه منذ يومين بعد تعرضها لإصابة بعدة رصاصات من قبل شقيقها الأول المحتجز حالياً، دون أن تكون هناك حراسة مشددة لها خوفاً على حياتها.
فيما قالت المغردة الجاوي السنافي: "بهذه السهولة يدخل مجرم (مسلّح للمستشفى ويطلق النار وينهي حياة الآخرين! فيلم أكشن على أرض الواقع! يجب فرض تفتيش ورقابة كاملة على جميع المرافق الصحية والمؤسسات المختلفة تفادياً لتكرار مثل هذه الحادثة المؤسفة!".
أما أبوحمزة فكتب قائلاً: "من قتل نفساً كمن قتل الناس أجمعين، ما ذنب طفلها؟ ما ذنب جنينها؟ وما ذنب زوجها الذي فطر قلبه وقتلت شريكة حياته وحياته في أحشائها!! لا تقل شرف فوالله إنك قتلت شرفك ولطخته بسلاحك! اللهم لا تُذهب موتها سدى وخذ حقها وأسكنها فسيح جناتك".