أعلن مايكل روث، وزير الدولة الألماني للشؤون الأوروبية، الثلاثاء 8 سبتمبر/أيلول 2020، أن بلاده ستُبقي جميع خياراتها مفتوحة بشأن عقوبات محتملة على روسيا، المتهمة بتسميم المعارض أليكسي نافالني، وذلك بعد ورود تقارير تشير إلى احتمال تعرضه لغاز نوفاتشوك السام، الذي يعود إلى الحقبة السوفيتية.
الوزير الألماني، وفي ردٍّ له على سؤال لوكالة "فرانس برس" الفرنسية، عن الإجراء الذي قد تتخذه ألمانيا ضد روسيا فيما يتعلق بهذه القضية قال: "لقد أوضحنا أننا سننظر في مجموعة الأدوات بأكملها".
وكانت ألمانيا قد كشفت الأسبوع الماضي، أن هناك "أدلة قاطعة" على أن المعارض الروسي المناهض للفساد نافالني، البالغ 44 عاماً، تعرَّض للتسميم بمادة نوفيتشوك التي تعود إلى الحقبة السوفييتية.
كما صرّحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأن "روسيا وحدها بإمكانها، بل ويتوجب عليها الإجابة" عن الأسئلة المتعلقة بالقضية.
فيما نفت موسكو بشدة تورطها في تسميم نافالني، كما ندّد الكرملين بالمحاولات "العبثية" لتحميل روسيا مسؤولية هذه العملية.
"نورد ستريم 2": الإثنين 7 سبتمبر/أيلول 2020، شدّد المتحدث باسم ميركل على أنها لن تستبعد إجراءات قد تكون لها عواقب على مشروع خط أنابيب "نورد ستريم 2″، الذي تبلغ كلفته مليارات من اليورو، في حال لم تُجرِ موسكو تحقيقاً شاملاً في القضية.
بينما أشار روث إلى أن خط الأنابيب ليس مجرد مشروع ألماني فقط، وأكد "نحن منفتحون على جميع خيارات العقوبات".
وقال الوزير الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، في مقابلة مع فرانس برس، إن أي رد يجب أن يكون "نتيجة محادثات وتنسيق أوروبي وثيق".
كما أشار إلى أن القضية ليست شجاراً بين طرفين، بل هي "نزاع بين روسيا ودول ديمقراطية دستورية، ليس فقط في أوروبا، بل في جميع أنحاء العالم".
وأضاف: "تسميم نافالني انتهاك خطير لاتفاق الأسلحة الكيميائية، وله طبيعة دولية، وليس فقط ثنائية"، مؤكداً أنه كان من الضروري توجيه "إشارة واضحة".
كما أردف قائلاً "لا يمكننا أن نتسامح مع محاولة قتل شخص انتقد النظام والحكومة والرئيس الروسي".
دعوة إلى التعاون: لكن روث لمّح إلى أنه ما زال بالإمكان تجنب هذه العقوبات، وقال "السلطات الروسية لا تزال تملك إمكانية إظهار إشارة واضحة لاستعدادها للتعاون".
فيما يشتبه مساعدو نافالني في أنه شرب كوباً من الشاي المسموم في مطار سيبيريا، قبل أن يتوعك على متن رحلة محلية الشهر الماضي.
إذ عولج نافالني في مستشفى روسي، حيث قال الأطباء إنهم لم يتمكنوا من العثور على مواد سامة في دمه، قبل نقله إلى برلين في 22 أغسطس/آب.
كما قال مستشفى برلين، حيث يتلقى نافالني العلاج، إن المعارض الروسي خرج أخيراً من غيبوبة طبية و"يستجيب للمحفزات اللفظية".
من جهتهم، أعرب زعماء غربيون عن خشيتهم مما اعتبره حلفاء نافالني أول استخدام معروف للأسلحة الكيميائية ضد معارض بارز على الأراضي الروسية.
وتم استخدام نوفيتشوك أيضاً في اعتداء عام 2018، على العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال، وابنته يوليا، في مدينة سالزبوري في إنجلترا.