يعاني أغلبنا من تلك البثور الجافة والمزعجة والمؤلمة التي تظهر فجأة دون سابق إنذار على شفاهنا، ولكننا غالباً نعجز عن إيجاد حلول قد تساعدنا في التخلص منها بسرعة أو تخفيها.
عندما يكون جهازنا المناعي يعمل بصورة جيدة، فقد تكون القروح قليلة ومتباعدة، وفي هذه الحالة، قد يكون مرطِّب الشفاه المهدئ كافياً للتعامل مع قرحة البرد العرضية.
لكن إذا تسببت قروح البرد في مزيدٍ من الانزعاج أو كانت مشكلةً متكررة؟ يمكن أن تساعد هذه العلاجات الطبيعية التي سنصفها لكِ في تقليل الأعراض وتقصير مدة تفشِّي المرض وقد تخلصك منها تماماً، دعينا نعرّفك أكثر على طبيعة هذه البثور والطرق الأكثر فاعلية لمعالجتها.
ما هي قروح البرد أو بثور الحمّى وكيف أعالجها؟
قروح البرد هي بثور مؤلمة مليئة بالسوائل على الفمّ أو بالقرب منه. تحدث هذه البثور بسبب فيروس الهربس البسيط (HSV).
وتقدِّر منظمة الصحة العالمية أنّ اثنين من كل ثلاثة بالغين تحت سن الخمسين مصابون بهذا الفيروس، لذا فإن الفيروس شائع بشكل كبير.
ويصعب جداً إزالة الفيروسات بشكل عام من الجسم، ولا يوجد علاج حتى الآن لفيروس الهربس. لكن هناك العديد من العلاجات الطبيعية لقروح البرد التي يسببها الفيروس، والتي تعمل على الحد من تفشي المرض وتقليل الأعراض.
ويظل فيروس الهربس كامناً في الجسم حتى يتسبَّب شيء ما في تفشي المرض، مثل الإنفلونزا أو ضوء الشمس أو الإجهاد. لذلك من المهم خلق بيئة لا تحدث فيها حالات تفشي المرض.
نعرض لك فيما يلي، بعض العلاجات المُثبَتَة لقروح البرد:
1. اعتني بنفسك أولاً
إذا كان الإجهاد وسوء الرعاية الذاتية يؤدِّيان إلى تفشِّي قروح البرد، فإن الراحة والتعافي أمر منطقي لعلاج طبيعي.
ويمكن أن يكون للنوم الأمثل والطعام الصحي والحدّ من التوتر تأثيراتٌ مذهلة على الجسم، ويمكن أن تحسِّن أيضاً جهاز المناعة.
وتعدُّ صحة الأمعاء مهمة أيضاً، لأن ميكروبيوم الأمعاء، وهو عبارة عن مجتمع البكتيريا والفطريات في الجهاز الهضمي، غير المتوازن يمكن أن يتسبب في قمع جهاز المناعة. لذلك نقدم لك بعض النصائح لتحسين صحة الأمعاء:
تناولي الكبدة ذات المصدر الحيواني العاشب واللحوم الأخرى والخضراوات والدهون الصحية (مثل زيت جوز الهند)، وقلِّلي من الأطعمة عالية الكربوهيدرات والسكر الأبيض والدقيق الأبيض وما إلى ذلك.
أضيفي الجلاتين ومرق العظام إلى نظامك الغذائي. واحصلي على قسطٍ وافر من النوم، ومارسي التمارين الرياضية المعتدلة؛ للمساعدة في تعزيز جهاز المناعة في الجسم.
2. استخدمي الزيوت الأساسية (موضعياً)
يمكن أن تكون الزيوت الأساسية علاجاً طبيعياً قوياً عند استخدامها بأمان. فقد وجدت دراسة نشرت عام 1999، أنّ بلسم الليمون وشجرة الشاي والزيوت الأساسية للنعناع لها قدرة كبيرة على مكافحة فيروس الهربس، وفي بعض الحالات، قتله تماماً.
كما يحتوي زيت شجرة الشاي على وجه الخصوص، على خصائص مضادة للحساسية ومضادة للالتهابات ومخففة للآلام، كما أنه يسرِّع من الشفاء.
كما ثبت أيضاً أنّ زيت الليمون يقلِّل من شدة الأعراض ويطيل الفترة الزمنية قبل تفشي المرض مرة أخرى.
ولاستخدام الزيوت الأساسية، قومي دائماً بتخفيفها باستخدام زيتٍ ناقل أولاً مثل زيت الزيتون أو جوز الهند أو دوّار الشمس (عباد الشمس) بهذه المعادلة: 2 إلى 5 قطرات إلى 1 أونصة من الزيت الحامل قد تكون نسبة جيدة للبدء. ضعي الزيوت المخففة على البثور عدة مرات في اليوم.
3. تناولي العناصر الغذائية المعززة للمناعة
نظراً إلى أن نظام المناعة الصحي أفضل طريقة لمحاربة أيّ نوع من العدوى، فمن المفيد دائماً البدء أولاً بنظام غذائي صحي مليء بالعناصر الغذائية الداعمة للمناعة.
يعتبر الزنك والليسين وفيتامين سي على وجه الخصوص، ممتازين لتقوية جهاز المناعة، وقد يكون لهم خصائص مضادة للفيروسات.
ويعتبر الزنك من العناصر الغذائية الضرورية التي يمكن أن تساعد في دعم جهاز المناعة، كما أنه يلعب دوراً في التئام الجروح. فقد ثبت أن الزنك فعال في بعض الدراسات التي أجريت على أنابيب الاختبار ضد فيروس الهربس البسيط.
وأظهرت دراسات بشرية أخرى، أن استخدامه موضعياً على المنطقة المصابة يقلل من الأعراض وطول فترة تفشي المرض.
الليسين هو حمض أميني أساسي لا يستطيع الجسم إنتاجه، لذلك يجب أن يوجد في الطعام أو المكملات الغذائية. وتُظهر بعض الدراسات أن L-Lysine الفموي قد يساعد في تقليل عدد القروح المتكررة. قد يساعد أيضاً في تقصير مدة انتشار المرض.
يعتبر فيتامين سي فيتامين أيضاً أساسياً، ويساعد على تقوية جهاز المناعة وشفاء الجروح. وقد وجد أحد الباحثين، أن الجرعات العالية من فيتامين سي قضت تماماً على فيروس الهربس لدى مرضاه.
ويمكنك شراء هذه العناصر الغذائية كمكملات، ولكن من الأفضل دائماً الحصول عليها من طعام حقيقي.
يعتبر المحار واللحوم والدواجن غنية بالزنك وكذلك البقوليات والكاجو واللبن، كما يوجد الليسين في اللحوم والأسماك والبيض والحلبة.
4. استخدمي الشاي الأسود (موضعياً)
الشاي الأسود علاج سهل وغير مكلف لدى معظم الناس بالفعل في المنزل. تشير الدراسات إلى أن أكياس الشاي الأسود المستخدمة موضعياً يمكن أن تمنع فيروس الهربس. إذ تعمل مادة حمض الطنطاليك الموجودة في الشاي الأسود على إيقاف امتصاص فيروس الهربس إلى الخلية، مما يوقف تكوين القروح.
على الرغم من أن بعض الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية تحتوي على حمض الطنطاليك، فإن كيس الشاي الأسود قد أثبت فاعليته أيضاً.
ضعي كيس شاي أسود دافئاً (يفضّل أن يكون عضوياً – Organic) على المنطقة لبضع دقائق على الأقل عدة مرات في اليوم. كلما كان العلاج مبكراً، زادت احتمالية إيقاف أو تقليل تفشي المرض.
5. العسل والكركم مطهر ومجفف فعال للبثور
يعتبر كل من العسل الخام والكركم من العلاجات الطبيعية الرائعة لقروح البرد. فالعسل مضاد للفيروسات (وكذلك مضاد للبكتيريا والفطريات) وقد استُخدم لعدة قرون دواءً طبيعياً. وقد أثبتت إحدى الدراسات أن العسل وغذاء ملكات النحل يساهمان في تثبيط فيروس الهربس.
كما اكتشف الباحثون أن الكركمين، وهو مركب من الكركم، مضاد فعال للفيروسات ضد فيروس الهربس، ويعتبر أيضاً مطهراً ويمكن أن يساعد في تجفيف القروح بشكلٍ أسرع.
تم استخدام مزيج من هذين العلاجين القويين كعلاج في طب الأيورفيدا الهندي التقليدي القديم لقروح البرد لعدة قرون.
اخلطي قليلاً من الكركم (يفضَّل أن يكون عضوياً – Organic) مع ملعقة صغيرة من العسل الخام ثم ضعيه على البثور.
يعتقد البعض أن عسل مانوكا يعمل بشكل أفضل، لأن العسل المصنوع من أزهار شجرة مانوكا يحتوي على إنزيم ميثيل جليوكسال (MGO) الذي يساعد على التئام الجروح. ومع ذلك، فقد ثبت أن أنواع العسل الخام الأخرى تعمل أيضاً، لذلك إذا لم يكن لديك عسل مانوكا، فإن العسل الخام سيفي بالغرض.
6. عكبر العسل أو البروبوليس، مضاد أكسدة يعزز المناعة
عكبر النحل عبارة عن مادة صمغية ينتجها نحل العسل، وهي مزيج من اللعاب وشمع العسل والمواد الطبيعية التي يجمعونها.
وهو مُحمَّل بمضادّات الأكسدة التي تساعد على تعزيز جهاز المناعة. وتُظهر دراسات مخبرية أن البروبوليس يمكن أن يوقف تكاثر فيروس الهربس. وقد وجدت إحدى الدراسات أن مرهم عكبر النحل قد يساعد في تقليل الألم ومدة قروح البرد، بحسب موقع Healthline.
يفضَّل شراء عكبر النحل الخام، الذي قد يكون لزجاً جداً لكنه بذلك سيبقى على الشفاه بسهولة. يمكن أيضاً وضع مستخلص البروبوليس مباشرة على البثور عدة مرات في اليوم حسب الحاجة.
الخلاصة
طبيعة أجسادنا وأنظمتنا المناعية مختلفة، لذلك قد تعمل إحدى الطرق التي طرحناها بشكل أفضل مع شخص واحد، بينما تعمل طريقة أخرى بشكل أفضل مع شخص آخر. جربي الطريقة التي تبدو مناسبة لك أكثر أو التي لديك مكوناتها أولاً. قد تجدين أن أفضل علاج موجودٌ حالياً في إحدى خزانات منزلك!