نظم عشرات اليمنيين، الجمعة 4 سبتمبر/أيلول 2020، وقفة احتجاجية بمحافظة أرخبيل سقطرى، رفضاً لأي وجود إسرائيلي في الجزيرة التي تحتل موقعاً استراتيجياً بالمحيط الهندي.
وحمّل المشاركون في الوقفة الاحتجاجية، التي جرت بمنطقة قبهاتن غربي الجزيرة، المسؤولية الكاملة لأي جهة تعمل على إدخال وتسهيل الوجود الإسرائيلي بسقطرى (في إشارة إلى الإمارات).
ورفع المشاركون أعلام اليمن وصور الرئيس عبدربه منصور هادي، ولافتات كتبوا عليها "ندين بشدة أي وجود للصهاينة وداعميهم في سقطرى، نطالب بعودة السلطة المحلية، نرفض المظاهر المسلحة".
وطالب المحتجون بعودة قيادة السلطة المحلية إلى المحافظة (تقع حالياً تحت سيطرة قوات المجلس الانتقالي)، وبسط سيطرة الدولة على مؤسساتها العسكرية والأمنية والمدنية كافة.
وعبر المشاركون عن رفضهم لاستمرار سيطرة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات على محافظة أرخبيل سقطرى.
لا أحد يدري: الثلاثاء 1 سبتمبر/أيلول، اتهم شيخ مشايخ قبائل محافظة أرخبيل سقطرى عيسى سالم بن ياقوت الإمارات والسعودية بإدخال "إسرائيل" إلى جزيرة سقطرى.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه مصدر حكومي يمني أن سفينة إماراتية جديدة تحمل اسم "إد أسترا" وصلت إلى ميناء سقطرى، مشيراً إلى أن طبيعة الشحنة التي تقلها غير معروفة.
أضاف المصدر لقناة الجزيرة أن سقطرى أصبحت تحت سيطرة الإمارات بشكل كامل، وأن المسؤولين اليمنيين لا يعرفون ما يجري داخلها.
يد إسرائيلية على الجزيرة: كان موقع "ساوث فرونت" الأمريكي المتخصص في الأبحاث العسكرية والاستراتيجية قد كشف، الجمعة 28 أغسطس/آب، عن عزم الإمارات وإسرائيل إنشاء مرافق عسكرية واستخبارية في جزيرة سقطرى، جنوب شرقي اليمن.
الموقع الذي يديره فريق من الخبراء والمتطوعين نقل عن مصادر عربية وفرنسية، لم يسمها، أن "الإمارات وإسرائيل تعتزمان إنشاء بنية تحتية لجمع المعلومات الاستخبارية العسكرية في جزيرة سقطرى اليمنية".
المصادر أخبرت الموقع أن "وفداً ضم ضباطاً إماراتيين وإسرائيليين، قام بزيارة الجزيرة مؤخراً، وفحص عدة مواقع بهدف إنشاء مرافق استخبارية". وأشارت إلى أن انهيار الدولة اليمنية وعدم الاستقرار المستمر مهّدا الطريق للإمارات.
ومنذ يونيو/حزيران الماضي، تسيطر قوات تابعة للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً على محافظة سقطرى، بعد اجتياحها بقوة السلاح، وهو ما وصفته الحكومة اليمنية آنذاك بـ"الانقلاب على الشرعية".
تتهم الحكومة اليمنية الإمارات (الشريك الثاني للسعودية في التحالف) بدعم المجلس الانتقالي الجنوبي لخدمة أهداف خاصة بها في اليمن، الأمر الذي تنفيه أبوظبي.
اليمن يشهد للعام السادس حرباً عنيفة أدت إلى إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، حيث بات 80% من السكان بحاجة إلى مساعدات، ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة.
يزيد من تعقيدات النزاع أن له امتدادات إقليمية، فمنذ مارس/آذار 2015 ينفذ تحالف عربي، بقيادة الجارة السعودية، عمليات عسكرية في اليمن دعماً للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.