عرضت شركة ديزني، أخيراً، الجمعة 4 سبتمبر/أيلول 2020، فيلم Mulan الذي أنتجته والذي اشتغل عليه طاقم آسيوي 100%، للمرة الأولى، إذ أُطلِقَ على خدمة Disney+ للبث المباشر، في رهانٍ جريء على الشاشة الصغيرة، فيما يرى المحللون أنه سيُغير هوليوود إلى الأبد.
وفق تقرير لصحيفة The Raw Story الأمريكية، الجمعة، فإنه كان مقرراً عرض الفيلم الذي تبلغ تكلفته 200 مليون دولار، ويدور حول مُحارِبة صينية أسطورية، بدور السينما في شهر مارس آذار الماضي، لكنه أصبح ضحية مبكرة لوباء كورونا، الذي تسبّب في تأخير عرضه عدة مرات.
تجربة فريدة من عملاق الإنتاج الأمريكي: كانت ديزني ما تزال غير واثقة، الشهر الماضي، بموعد العرض، أو ما إذا كانت الأسر المرتادة للسينما ستشعر بالأمان للحضور. ثم هزت ديزني وطاقمُها صناعةَ الأفلام بإعلانها تخطي الفيلم لدور العرض، وعرضه بدلاً من ذلك في المنازل.
إلى جانب المخاوف الصحية، تأتي المخاوف إزاء تجربة المشاهدة تحت الطلب، التي يمكن أن تُغيّر بقوةٍ الطريقة التي يشاهد بها الجمهور الأفلام.
بينما يأتي إطلاق الفيلم في نفس عطلة نهاية الأسبوع التي يصدر فيها فيلم الخيال العلمي Tenet من إنتاج شركة Warner Bros في دور السينما الأمريكية، أو على الأقل في نسبة 70% من الدور التي أُعيد فتحها بسعة منخفضة.
عكس منافِستها، التي سيتعيّن عليها تقسيم أرباح شباك التذاكر مع دور العرض، ستحتفظ ديزني بنسبة 100% من أرباح الفيلم الذي سيُكلِّف المشاهدين 30 دولاراً، إضافة إلى مبلغ الاشتراك الحالي.
ورغم إنتاج ديزني كثيراً من الأفلام للعرض مباشرةً على الشاشة الصغيرة، فإنها لم تجرب هذا النهج قط مع أيٍّ من الأفلام المشابهة في الميزانية، لذا ستتابع سلسلةُ دور عرض Tinseltown الأمر بقلق.
وما خفف قرار ديزني هو حقيقة إعادة فتح العديد من دور العرض في الصين -حيث لا تتوافر خدمة Disney+ للبث المباشر هناك، وسيُعرض الفيلم في دور العرض بها الأسبوع المقبل.
طاقم آسيوي: في قصةٍ مبنية على أغنية صينية عمرها 1.500 عام، حول فتاة صغيرة حلت مكان والدها المريض في الجيش الإمبراطوري؛ كان متوقعاً أن يصبح Mulan أحد أكبر أفلام ديزني على الإطلاق في هذا المجال.
كما يُعتبر فيلم Mulan رائداً من نواحٍ أخرى.
إذ يتكون طاقم التصوير بالكامل من آسيويين أو آسيويين أمريكيين، وهي فئة ديموغرافية قليلة الظهور في هوليوود، لا سيما بين الأفلام ذات الميزانيات الضخمة.
ولا مجال هنا لرؤية إيدي ميرفي في دور التنين الحكيم موشو، كما حدث في فيلم الرسوم المتحركة عام 1998.
كما ولّى أيضاً زمن أغنيات الأفلام والحبكات الرومانسية، حيث اختارت المخرجة النيوزيلندية نيكي كارو (مخرجة فيلم Whale Rider) نغمةً أكثر نضجاً، مع مشاهد قتالية رائعة، ومناظر طبيعية تُذكرنا بفيلم Crouching Tiger, Hidden Dragon.
كما يتصدر موضوع تمكين المرأة المشهد سواء في الأداء الجسدي للنجمة ليو يي فاي، أو في تقديم خصمةٍ أنثوية جديدة غامضة هي جونغ لي.
وكانت المراجعات الأولية إيجابيةً بحذر، إذ أشاد كثيرون بمشاهد الفيلم المذهلة واستعداده للبُعد عن الرسوم المتحركة، لكن البعض انتقدوا افتقاره إلى عمق الشخصيات وروح الفكاهة.
وبالنسبة للطاقم، بعد شهورٍ قضوها في حالة تيهٍ؛ يُعتبر إصدار الفيلم الذي طال انتظاره سبباً كافياً للاحتفال في حدِّ ذاته.