من رصاصات “الدمدم” المتفجرة حتى “المسمارية” الخارقة.. إليك الذخائر الخمس الأشد فتكاً بالتاريخ

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/09/04 الساعة 15:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/12/17 الساعة 12:21 بتوقيت غرينتش
أنواع الذخائر الخمسة الأشد فتكاً، تعبيرية/ رويترز

منذ اختراعها في القرن العاشر الميلادي، حاول المهندسون والجنود والمصلّحون الهواة باستمرار جعل الأسلحة النارية أشد فتكاً. وعادةً ما ينطوي ذلك على الانتقال إلى رصاصات أثقل تُطلقها أسلحة نارية أشد قوة، غير أنها -وإن أثبتت فاعلية- فإنها تكون أعلى صوتاً، وتولّد قوة ارتدادية أكبر، ومن ثم يتطلب الأمر أسلحة نارية جديدة. وهكذا تمثّل أحد الحلول في ابتكار ذخيرة أحدث وأشد فتكاً للبنادق الموجودة بالفعل.

وإليك في هذا التقرير أنواع الرصاصات الخمس الأشد فتكاً، بحسب مجلة The National Interest الأمريكية.

رصاصات "الدمدم" / "الرصاص المتفجر"

طوّر الخبراء رصاصات "الدمدم" لأول مرة لتستخدمها القوات البريطانية والقوات المستعمرة الأخرى على الحدود الشمالية الغربية للهند في تسعينيات القرن التاسع عشر. صُنعت الرصاصة سيئة الصيت في مصنع Dum Dum Arsenal البريطاني، الذي كان يقع على حدود كلكتا الهندية. وتتكون رصاصة الدوم دوم من رصاصة عادية مغطاة بطبقة من النحاس، باستثناء طرف مكشوف، عادةً من خلال حفر عميق على شكل حرف X في هذا الطرف. والفكرة وراء تصميم الرصاصة على هذا النحو هي أن تتمدد سبيكة الرصاص عند الاصطدام، ومن ثم يتوسّع محيطها على شكل فطرٍ إلى قُطرٍ أوسع بكثير من حيز الرصاصة نفسها. يولد هذا التوسع شظايا حادة تسبب جروحاً خطيرة تمرُّ عبر اللحم البشري.

جاء أحد بنود اتفاقية لاهاي لعام 1899 ليتناول على نحو خاص "الرصاصات المتفجرة"، في محاولة لحظر استخدام الرصاص من نوع "دوم دوم" في النزاعات العسكرية، استناداً إلى أنه يتسبب في جروح خطيرة بدرجة تفوق غيره من الرصاص. ونص بند الاتفاق على حظر "استخدام الرصاص المحاط بغلاف من مادة صلبة لا تغطي قلب الرصاصة بالكامل، أو تكون مثقوبة بشقوق". وأشار أحد الاختبارات غير الرسمية إلى أن رصاصات الدوم دوم كانت "على الأرجح" أشد فتكاً، لكن ليست بدرجة الفتك التي باتت عليها الرصاصات الحديثة المغلفة التي يأتي غلافها بنقاط مجوفة. وبحسب ما ورد، فقد استخدم جيش التحرير الشعبي الصيني رصاصات الدوم دوم ضد المدنيين خلال مذبحة ميدان تيانانمن (ميدان السلام السماوي) في عام 1989.

الرصاص المغلف مجوّف الرأس

جاءت الرصاصة المغلفة مجوفة الرأس كتطوير لرصاصات الدوم دوم، وهي عبارة عن رصاصات مغطاة بالنحاس مع فتحة مجوفة عند رأس الرصاصة تكشف عن قلبها. وعند ملامسة الهدف، ينفتح رأس الرصاصة ليتمدد منه قلبها على شكل فطري أكبر بكثير من الرصاصة الأصلية، ما يخلق جروحاً أشد فتكاً بكثير من الرصاص المغلف غير مجوّف الرأس. بالإضافة إلى التمدد، تم تصميم بعض النقاط المجوفة أيضاً لإطلاق شظايا، ما يتسبب في قنوات قطعية متعددة وضررٍ جسدي أكبر.

الرصاصات المغلفة مجوفة الرأس أشد فتكاً من الذخيرة العادية. وفي حين أن تلك الرصاصات لا تستخدمها عادةً القوات العسكرية النظامية، إلا أنها شائعة جداً في سوق الذخيرة المستخدمة للدفاع عن النفس. وتحتوي بعض الرصاصات مجوفة الرأس، مثل ذخيرة هورنادي للدفاع الحرج، على نقطة بوليمر في وسط الفتحة المجوفة لدفع الرصاصة إلى التوسع بعنف.

قذائف "الجورجيت" ذات الدفع الصاروخي عيار 13 ملم

خلال أواخر ستينيات القرن الماضي، طورت مجموعة صغيرة من مهندسي الأسلحة قذائف 13 ملم جورجيت، وهي مقذوفات كبيرة ذات دفع صاروخي، وتأتي بإعدادي المسدس والبندقية. وتحظى القذيفة بمحيط ضخم ويزيد عرضها على نصف بوصة وطولها بوصة وربع، وكانت البندقية تحتوي على فتيل تشعله أربعة معززات ذات دفع صاروخي، ما يؤدي إلى إرسال القذيفة بأكملها إلى الهدف. القذيفة كان وزنها يزيد بنحو 25% على وزن القذيفة عيار 7.62×51، وتبلغ سرعتها القصوى نحو 381 متراً في الثانية.

لكن على خلاف الأعيرة النارية التقليدية، التي تندفع بأقصى سرعة ثم تفقد سرعتها تدريجياً، كانت مقذوفة "جيروجيت" تغادر الفوهة بسرعة بطيئة للغاية عند بداية إطلاقها، ويستغرق الأمر منها نحو 5 أمتار للوصول إلى أقصى سرعة لها. وقد اختبرت "الاستطلاع والمراقبة" الخاصة التابعة لقيادة قوات الخدمة العسكرية الأمريكية المساعدة في فيتنام (MACV-SOG) مسدسات "جيروجيت" خلال عمليات لها، غير أنها لم تحظ بتبنٍّ كبير.

القذائف المسمارية

خلال حرب فيتنام، أنتج الجيش الأمريكي قذائف عيار 90 و105 ملم مضادة للأفراد محشوة بسهام ومسامير صغيرة للقوات المدرعة والمركبات ذات الدروع الخفيفة. وعند إطلاق النار، كان ما يسمى قذائف "السهام الخارقة/المسمارية" تنثر سحابة عالية السرعة من السهام القاتلة. استعانت القوات الأمريكية بها على نحو خاص ضد هجمات الموجات البشرية في الأراضي المكشوفة، رغم أنها تسبب تآكلاً أكبر من المعتاد في فوهات بنادق الإطلاق.

شهد برنامج "سلاح الأغراض الخاصة الفردي" (SPIW) في منتصف الستينيات من القرن الماضي نزول القذائف المسمارية إلى مستوى السلاح المخصص للأفراد، باختبار البندقية التجريبية من نوع M19 والمقذوفة المسمارية من نوع XM645. كانت XM645 مكونة من رأس معدني فولاذي مدبب طوله 0.070 بوصة مغروس في قلب من الألياف الزجاجية، وتشبه إلى حد كبير المقذوفات الحديثة المضادة للمدرعات. يتم تثبيت السهام الخارقة على قاعدة من أربع فراشات في الذيل، ما يجعلها دقيقة للغاية. وتميل المقذوفة أيضاً إلى الانحناء على شكل حرف U عند اصطدامها بلحم الإنسان، ما يتسبب في جروح كبيرة وقاتلة في أغلب الأحيان. غير أنه تم تعليق البرنامج بسبب صعوبة صنع السهام المسمارية بتكلفة معقولة.

ذخيرة الضغط الزائد +P

على خلاف أنواع الذخيرة المتخصصة الأخرى، فإن ذخيرة الضغط الزائد/العالي +P هي ببساطة ذخيرة عادية تصنع بحيث تصبح أشد فتكاً من خلال زيادة ضغط الظرف الحاوي. وعادة ما تطلق الرصاصة من فوهة البندقية عن طريق احتراق البارود. ويؤدي احتراق البارود إلى زيادة الضغط بسرعة كبيرة داخل السلاح الناري، ما يؤدي إلى إخراج الرصاصة من الفوهة بسرعة مئات إن لم يكن آلاف الأقدام في الثانية الواحدة.

عادةً ما يبلغ أقصى ضغط للعيار الناري العادي مقاس 9 ملم نحو 35 ألف باوند لكل إنش مربع (psi). لكن باستخدام مساحيق بارود أقوى وأشد احتراقاً من نوع +P ذات الضغط الزائد، يزيد ضغط الظرف الحاوي للرصاصة عيار 9 ملم، ليصل إلى نحو 38 ألف باوند لكل إنش مربع (psi)، بزيادة قدرها 10%. وهذا يزيد من سرعة الرصاصة وقدرتها على الفتك بالهدف. الجانب السلبي هو أنه ليس كل الأسلحة مصممة بحيث تتحمل الاستخدام المتكرر للذخيرة ذات الضغط العالي جداً، كما أن ذخيرة الضغط الزائد يمكن أن تؤدي إلى زيادة التآكل والتلف للبندقية.

تحميل المزيد