“نيويورك تايمز”: نتنياهو وافق سراً على بيع طائرات “F-35” للإمارات.. فهل سيسمح لأبوظبي بالتفوق عسكرياً عليه؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/09/04 الساعة 10:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/09/04 الساعة 10:51 بتوقيت غرينتش
طائرات F-35 الشبح الأمريكية - رويترز

قالت صحيفة The New York Times الأمريكية الخميس 3 سبتمبر/أيلول 2020، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قبل سراً خطة الإدارة الأمريكية لبيع أسلحة متطورة لدولة الإمارات العربية المتحدة، تشمل طائرات "F35" ولكنه قد يشترط نزع بعض ميزاتها لضمان تفوق سلاح الجو الإسرائيلي. 

الصحيفة نقلت عن مسؤولين إسرائيليين أنَّ نتنياهو فضل عدم عرقلة الصفقة، في ظل مشاركته في جهود أوسع نطاقاً لتحقيق إنجاز دبلوماسي بتطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات، وتوسيعه ليشمل دولاً أخرى في المنطقة. 

 وحين أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مبادرة تطبيع العلاقات الشهر الماضي وسط ضجة كبيرة، لم يأتِ على ذكر مفاوضات الأسلحة التي جرت بالتوازي.  

وتشمل الصفقة التي تطالب بها الإمارات حزمة أسلحة متطورة تضم مقاتلات "إف-35″، وطائرات "ريبر" بدون طيار، و مقاتلات "بوينغ إف-18 غراولر" الحربية الإلكترونية التي تمهد الطريق لهجمات تسلُلية.  

الباحث في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، حسين إيبش، قال إنَّ مسؤولين من الدول الثلاث أخبروه أنَّ نتنياهو وافق على بيع الأسلحة، لكنه ندد بها علناً ​​بعد ذلك بسبب الغضب الذي اندلع في إسرائيل، بما في ذلك من مسؤولي الدفاع.

أضاف إيبش: "لقد سمعت من الأطراف الثلاثة أن نتنياهو أعطى الضوء الأخضر في هذا الشأن"، مضيفاً أنَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي قد أشار سابقاً للإماراتيين والأمريكيين بأنه "لن تكون هناك أية معارضة مطلقة أو جوهرية".

وأوضح أنَّ الإماراتيين اندهشوا من تنصل نتنياهو العلني، بيد أنَّهم هدأوا بعد طمأنتهم إلى أنَّ صفقة البيع ستظل على المسار الصحيح، قائلاً: "لقد فهموا أنَّ هناك الكثير من الاستعراض السياسي المحيط بالمسألة برمتها".

ولم تُخطِر وزارة الخارجية الكونغرس بعد بحزمة بيع أسلحة جديدة مُقترَحة للإمارات، لكن مسؤولين قالوا إنَّ بعض المُشرّعين ألمحوا ضمنياً للإدارة عدم موافقتهم على مثل تلك الصفقة بعدما ذكرت تقارير إخبارية في أغسطس/آب تفاصيل الاقتراح. 

طائرة بلا ميزات: فيما يرى محللون أن إسرائيل لن تقبل بأي حال من الأحوال بيع الطائرة الأمريكية F-35 للإمارات، إلا إذا وافقت واشنطن على اشتراطات محتملة بنزع الكثير من مميزات الطائرة التي توصف بـ"الشبح".

المحلل العسكري، اللواء واصف عريقات، قال للأناضول إن الولايات المتحدة الأمريكية "حرصت دائماً على ضمان ما تسميه التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة"، وأضاف أن إسرائيل "دائماً ما وضعت شروطاً على صفقات الأسلحة الأمريكية في المنطقة، ودائماً ترضخ الولايات المتحدة الأمريكية لها".

تابع اللواء عريقات قائلاً: "عندما يتعلق الأمر ببيع الأسلحة للجيوش العربية فإن إسرائيل تصر على ألا تصل إلى ما هو قريب مما لدى إسرائيل، خاصة في مجال سلاح الجو".

واعتبر أن "السبيل الوحيد" لامتلاك الإمارات لتلك الطائرات يتمثل في "نزع الكثير من الميزات منها، ما يُبقي لإسرائيل احتكار التفوق بامتلاك الطائرة كثيرة التطور والمزايا".

بدوره، قال المحلل السياسي الإسرائيلي يوني بن مناحيم للأناضول كذلك إن "F35 الطائرة الأفضل في العالم، وإسرائيل حريصة على أن تكون المالكة الوحيدة لها في المنطقة".

بحسب رأي بن مناحيم، فإن "إسرائيل تتميز بالمنطقة من خلال امتلاكها لهذه الطائرات، وترفض دائماً أن تكون قوة عسكرية متساوية مع أي دولة بالشرق الأوسط الذي يعيش تقلبات مستمرة، وهذا يؤخذ بالاعتبار في إسرائيل".

ويتفق بن مناحيم مع عريقات بأن إسرائيل "قد توافق على بيعها بعد نزع كثير من ميزاتها"، لكن "نتنياهو سيماطل في هذا الأمر"، وفق المحلل الإسرائيلي.

كما أكد المحلل الإسرائيلي أنه "إذا ما تمت اعادة انتخاب ترامب لولاية رئاسية ثانية في الولايات المتحدة، فإن نتنياهو سيوافق على الصفقة إذا أصر عليها ترامب، لكن بعد نزع الكثير من ميزاتها".

واستدرك بن مناحيم "لكن إذا فاز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات فإن نتنياهو سيسعى إلى إحباط الصفقة من خلال الكونغرس الأمريكي".

الشبح ملك إسرائيل وحدها: فحتى الآن، ما زالت إسرائيل الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط تمتلك تلك طائرات "F35" والتي يطلق عليها اسم "الشبح"، لما تتمتع به من دور هجومي بعيداً عن أعين الرادارات، وغالباً ما يتباهى الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في تغريداته عبر "تويتر"، بامتلاك تل أبيب للطائرة الأكثر تطوراً في العالم، والتي يسميها "حامية إسرائيل".

"الشبح" حلقت للمرة الأولى داخل الأجواء الإسرائيلية في ديسمبر/أيلول 2016، ما جعلها الدولة الأولى خارج الولايات المتحدة الأمريكية التي تحصل عليها، ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن، تلقت تل أبيب 27 طائرة من الطراز ذاته، بموجب عقود شرائية مع شركة "لوكهيد مارتن"الأمريكية للحصول على 50 طائرة "شبح".

وتصل تكلفة الطائرة الواحدة منها إلى نحو 140 مليون دولار أمريكي، لكن إسرائيل تتلقى دعماً عسكرياً من الولايات المتحدة بقيمة تزيد عن 3 مليارات دولار سنوياً، وفق هيئة البث الإسرائيلية (رسمية).

تحميل المزيد