صراعات وتوترات بين مستشاري ترامب.. تقرير: خلافات البيت الأبيض تعطل استجابة ترامب لجائحة كورونا

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/09/02 الساعة 19:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/09/02 الساعة 19:10 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب/رويترز

أدّت الصراعات الداخلية بين مُستشاري الصحة إلى انقسام البيت الأبيض على مدار أسابيع؛ إذ دفع مستشارون على غرار فاوتشي وأعضاء آخرون في فريق العمل المعني بفيروس كورونا في البيت الأبيض، بموقفٍ أكثر معارضة لنهج ترامب، بينما ينصبُّ تركيز البيت الأبيض على إعادة فتح أبواب الاقتصاد والتخفيف من وطأة الفيروس على نطاق محدود، أو بما يكفي لتفادي انهيار المستشفيات انهياراً تاماً، قبل الانتخابات الرئاسية.

وفق تقرير لشبكة CNN الأمريكية، الأربعاء 2 سبتمبر/أيلول 2020، فإنه يبدو أن ثمة نهجاً مختلفاً للتعامل مع جائحة فيروس كورونا المستجد يسود البيت الأبيض، إذ يتفوّق نفوذ المستشار الجديد الطبيب سكوت أتلاس في البيت الأبيض على أنتوني فاوتشي، ويرضخ الرئيس ترامب ومساعدوه لانتشار الفيروس الذي لا فكاك منه.

مقرب جداً من ترامب: يضطلع هؤلاء بهذه الجهود بموافقة أتلاس، خبير الأشعة العصبية الذي يطغى رأيه داخل البيت الأبيض على أعضاء فريق العمل الذي عرفه الجمهور ووثق به. صار انعقاد اجتماعات فريق العمل أقل تواتراً، على ما يبدو لأن رئيسه، وهو نائب الرئيس مايك بنس، غالباً ما يكون خارج أعتاب المدينة في رحلات للحملة الانتخابية. وحينما تجتمع اللجنة المختصة، لا يكون حضور فاوتشي مؤكداً، وقد اتُّخذ قرار سياسي ضخم واحد على الأقل في غيابه إبان خضوعه لجراحة إزالة ورم حميد من أحباله الصوتية.

يقول اثنان من كبار المسؤولين في الإدارة، إن هدف البيت الأبيض هو إبقاء الأمور تحت السيطرة إلى حين الوصول إلى لقاح، وإن الاعتقاد السائد داخل الإدارة بشأن الفيروس -حسبما يقول أحد المسؤولين- هو أنه "لا سبيل لإنهائه!".

تحوّلت دفة انتباه الرئيس الأمريكي وكبير موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز إلى أتلاس، الطبيب المعارض ذي الخبرة التي تتمركز حول سلامة ورعاية السوق الحرّة والسياسة الاقتصادية بدلاً من علم الأوبئة. وقد انضم أتلاس، وهو زميل معهد هوفر بجامعة ستانفورد، إلى البيت الأبيض، بعدما لفت انتباه ترامب بظهوره على شبكة Fox News.

قال أشخاص مُطّلعون، إن أتلاس يتحدث إلى ترامب يومياً تقريباً، إذ حلّت لقاءاتهما محل الإحاطات التي كان يتلقاها من قبلُ من خبراء المجال الطبّي، مثل منسقة فريق العمل المعني بفيروس كورونا في البيت الأبيض، ديبورا بيركس. وفي هذه الاجتماعات، لم يكن أتلاس حذراً في الاستعانة بتواصله مع ترامب لنقل ما يقول إنها رغبات الرئيس بشأن الاستجابة لجائحة كورونا، وضمن ذلك جهود إعادة فتح البلاد والمضي قدماً في إيجاد علاجات.

مناعة القطيع: يوم الإثنين 31 أغسطس/آب 2020، نفى أتلاس أنه يدفع باستراتيجية "مناعة القطيع" لمكافحة فيروس كورونا (تلك التي تنطوي على ترك الأغلبية العظمى من السكان يصابون بالفيروس)، ولكن أحد مسؤولي الإدارة قال إن العديد من السياسات التي دفع أتلاس إلى تبنّيها كانت تصب في البوتقة نفسها.

وقال هذا المسؤول، إن أتلاس أنكر الحاجة إلى إجراء فحوصات مجتمعية واسعة النطاق، بحجّة وجوب تركيز الإدارة حصرياً على حماية السكان الأكبر سنّاً وإخضاعهم للفحوص، بالتزامن مع الدفع بعودة الاقتصاد إلى الوضع الطبيعي، وإن "كل ما يقوله ويفعله يشير إلى مناعة القطيع".

تسببت تلك الرؤى في اشتباكات بين أتلاس والخبراء الطبّيين، بالأخص ديبورا بيركس، التي اشتبك معها أتلاس أكثر من مرّة، حسبما أفاد أحد المسؤولين.

وقد سعى فاوتشي وديبورا في بادئ الأمر إلى فهم آراء أتلاس على نحو أفضل، وضمّه إلى فرقة عمل فرعية من الأطباء الذين يناقشون بانتظامٍ استجابة البلاد لجائحة فيروس كورونا، حسبما أفاد مطلعون على الأمر، ولكن سرعان ما اتضح أن آراءه لا تتوافق مع الخبراء الطبّيين الآخرين في البيت الأبيض، وأن تأثيره كان يفوق كثيراً ما توقّعه البعض.

ترديد قناعات ترامب: صارت آراء أتلاس مُحركاً لفريق العمل بالبيت الأبيض على نحو متزايد، غير أن هذه الآراء ليست بجديدة في مقر الرئاسة. 

إذ كان تركيز البيت الأبيض مُنصبّاً بالفعل على إعادة فتح أبواب الاقتصاد في البلاد وحماية الفئات السكانية المعرضة للخطر- بالتزامن مع حث الشباب والأصحّاء على ممارسة حياتهم الطبيعية- قبل انضمام أتلاس إلى الإدارة. وأكد كل من ميدوز كبير موظفي البيت الأبيض، ومارك شورت، رئيس موظفي نائب الرئيس، أن البيت الأبيض يتبنّى نهج "الاقتصاد أولاً" فيما يتعلق بالتعامل مع فيروس كورونا.

ولكن، بينما لا يحظى أتلاس بأيّة خبرة في علم الأوبئة والأمراض المعدية، يعد وجوده- ولقب "الطبيب" الذي يسبق اسمه- محاولة لإضفاء المزيد من المصداقية على الأفكار التي يعارضها مجتمع الصحة العامة مُعارضة ساحقة.

ركز أتلاس ومسؤولون آخرون بالإدارة تركيزاً هائلاً على إجراء الفحوص في دور رعاية المسنين، مع إنكار الحاجة إلى إجراء فحوصات واسعة النطاق في المجتمع الأكبر، وهو ما يصفه علماء الأوبئة بالأمر الخطأ. إذ لا يقتصر وجود الفئات المعرضة للخطر على دور رعاية المسنين، وقد يؤدّي انتشار الفيروس في أماكن أخرى إلى إصابة كبار السن وغيرهم من الفئات المعرضة للخطر بالعدوى.

وأفاد مسؤول بأن أتلاس يؤمن كذلك بالاعتقاد الذي لا أساس له من الصحة، ومفاده أن الأطفال لا يصابون بالعدوى ولا ينقلون الفيروس، مثلما هو الحال مع البالغين.

ومع ذلك، يبدو أن البيت الأبيض يصر على مساواة أتلاس بالخبراء الطبيين الآخرين في الإدارة. وقد شوهِد ذلك يوم الإثنين عندما انضم أتلاس إلى حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس في مؤتمر صحفي، وهي خطوة تضاهي دور ديبورا في مواجهة الجمهور، إذ يسافر عبر البلاد وينضم إلى مسؤولي الولاية والمسؤولين المحليين.

تحميل المزيد