دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة 28 أغسطس/آب 2020، حلف شمال الأطلسي "الناتو" إلى "تحمُّل مسؤولياته تجاه الخطوات الأحادية التي تتجاهل القانون الدولي، وتضر بالسلام الإقليمي شرقي المتوسط"، في إشارة إلى تحركات اليونان وحلفائها وتصاعد حدة التوتر بالمنقطة.
دعوة أردوغان وجهها إلى ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف "الناتو"، خلال مكالمة هاتفية جمعتهما، وفق ما أوردته دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، في بيان رسمي، أعلِنَ فيه أن الجانبين بحثا التطورات شرقي البحر المتوسط.
كما تأتي هذه الدعوة، عقب دعوة ألانيا الاتحاد الأروبي إلى دعم اليونان في أزمتها مع أنقرة شرق المتوسط.
أردوغان أكد أن تركيا ستواصل حماية حقوقها ومصالحها في كل زمان ومكان، وأنها تؤيد حلاً عادلاً يعود بالفائدة دول شرقي المتوسط كافة.
تهديد تركي: تصريح الرئيس التركي جاء بعد ساعات قليلة من تحذير مباشر وجهه وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إلى اليونان قال فيه: "إذا انتهكتم حدودنا فردُّنا معروف"، مؤكداً أن بلاده تدعم الحوار دائماً ولا ترغب في حدوث ذلك.
إذ أفاد أكار بأن تركيا منفتحة على الحوار لحل المشاكل العالقة في بحر إيجة، وأنها تريد السلام والرخاء، ولكنها في الوقت نفسه لا تفرط بحقوقها، موضحاً أن حل المشاكل العالقة بين تركيا واليونان يكون عبر اللقاء والحوار، وليس باللجوء إلى فرنسا والاتحاد الأوروبي، كما أشار أكار إلى أن بلاده ستكون سعيدة بكل قرار إيجابي من الجانب اليوناني.
كما أكد أن بلاده لن تسمح باغتصاب قطرة واحدة من مياهها الإقليمية.
وحذَّر من اختبار قوة تركيا، مشدداً على أن بلاده مصممة على صون حقوقها وحماية مصالحها.
فيما أبدى أكار استغرابه من منح جزيرة ميس مناطق صلاحية بَحرية بمساحة 40 ألف كيلومتر مربع وهي تبعد عن تركيا 2 كم فقط وعن اليونان نحو 600 كم.
من جانب آخر، أشار إلى أن سفينة "أوروتش رئيس" تقوم بأعمال البحث والتنقيب بشكل سلمي وداخل المياه التركية، في إطار حقوق بلاده المشروعة، لافتاً إلى أن عرقلة أعمال القوات التركية عبر إجراء مناوراتٍ شرقي البحر الأبيض المتوسط، حلم بعيد المنال، وأضاف: "ما نفعله هو إجراء مسح سيزمي بشكل سلمي للغاية".
تساءل أكار قائلاً: "ما معنى إجراء مناورات عسكرية والإتيان بالطائرات والسفن لمواجهة ذلك؟"، مؤكداً أن التصعيد لا يخدم أحداً.
دعوات للحوار: في السياق نفسه، قال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، إن الاتحاد يريد منح فرصة للحوار مع تركيا لحل الوضع شرقي البحر المتوسط.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الجمعة 28 أغسطس/آب 2020، مع وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، عقب انتهاء الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية دول الاتحاد في برلين، لبحث العلاقات بين تركيا والاتحاد على جميع الأصعدة.
وبيّن بوريل أن أحد المواضيع التي نوقشت في الاجتماع غير الرسمي، تصميم الاتحاد على حماية مصالحه بشرقي البحر المتوسط.
كما أعرب عن تضامن دول الاتحاد مع اليونان وقبرص الرومية، مشيراً إلى أن تلك الدول تريد أن تمتنع تركيا عن اتخاذ إجراءات أحادية الجانب.
وأضاف: "نريد إيجاد طريق من أجل علاقة سليمة تكون لمصلحة تركيا والاتحاد، لذلك يجب أن نتبع طريقاً جيداً للدفاع عن مصالحنا المشتركة، مع ترك مساحة حقيقية للحوار".
وتابع: "نريد أن نمنح فرصة جدية للحوار، ونشكر ألمانيا على جهودها في هذا الاتجاه، وأنا بصفتي ممثلاً أعلى سأبذل جهوداً لفسح مجال للمفاوضات في علاقاتنا الصعبة والمعقدة مع تركيا".
عقوبات على أنقرة؟ في المناسبة نفسها، أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أن الأخير يدرس فرض عقوبات على تركيا، ستتم مناقشتها في القمة القادمة للتكتل، والمزمع عقدها يوم 24 سبتمبر/أيلول 2020، وهي العقوبات التي قوبلت برفض وانتقاد من أنقرة.
كبير دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي قال إن الإجراءات يمكن أن تشمل الأفراد أو السفن أو استخدام الموانئ الأوروبية، وأضاف أن الاتحاد الأوروبي سيركز على كل ما يتعلق بـ"الأنشطة التي نعتبرها غير قانونية"، وذلك كطريقة للرد على النزاع في شرقي البحر المتوسط مع اليونان.
وازدادت حدة التوترات بين تركيا واليونان في شرقي البحر الأبيض المتوسط، بسبب ما تعتبره أنقرة "اعتداءات من أثينا على حقوقها الإقليمية"، كما أرسلت تركيا سفينة مسح إلى منطقة متنازع عليها بشرقي البحر المتوسط هذا الشهر، في خطوة وصفتها أثينا بأنها غير قانونية.