بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار بليبيا.. تركيا تؤكد دعمها لـ”الوفاق”، وواشنطن وموسكو وباريس ترحب

عربي بوست
تم النشر: 2020/08/21 الساعة 20:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/08/21 الساعة 20:30 بتوقيت غرينتش
هل تنحية حفتر عن المشهد وتصدير عقيلة صالح تحل الأزمة ؟ /رويترز

جدد سفير أنقرة في طرابلس سرحات أكسن، الجمعة 21 أغسطس/آب 2020، تأكيد موقف تركيا الداعم لحكومة ليبيا الشرعية وخياراتها، وحرصها على استقرار البلاد، وذلك خلال لقائه مع رئيس المجلس الرئاسي للحكومة الليبية فائز السراج، بالعاصمة طرابلس، حسب بيان لمكتب الأخير الإعلامي.

موقف المسؤول التركي يأتي بعد إصدار السراج ورئيس مجلس نواب طبرق عقيلة صالح، بيانين متزامنين يؤكدان فيهما اتفاقهما على الوقف الفوري لإطلاق النار.

وأضاف البيان أن "الاجتماع تناول تطورات الأوضاع في ليبيا، والعلاقات الثنائية بين البلدين".

من جانبه، أعرب السراج عن "الشكر والامتنان لموقف تركيا التاريخي الداعم للشرعية وللشعب الليبي خلال الأزمة الراهنة"، حسب البيان ذاته.

ترحيب من واشنطن وباريس: الأمم المتحدة رحبت بنقاط التوافق الواردة في البيانين الصادرين عن السراج وصالح، وفق بيان لستيفاني وليامز، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة.

وأضافت أن المبادرتين "تبعثان الأمل مجدداً في إيجاد حل سياسي وسلمي للأزمة الليبية التي طال أمدها، وصولاً إلى تحقيق إرادة الشعب الليبي للعيش بسلام وكرامة".

من جانبها، رحبت واشنطن بالاتفاق، في تغريدة نشرها حساب السفارة الأمريكية لدى ليبيا على تويتر. وقالت إن لدى الولايات المتحدة "المزيد لتقوله قريباً".

وفي موسكو، قال مصدر دبلوماسي بالخارجية الروسية: "نرحب دائماً بمثل هذه التصريحات. وقد سبق ذكر ذلك في القاهرة، ثم أعلنّا رسمياً أننا ندعمه"، بحسب وكالة أنباء "سبوتنيك" المحلية.

فيما اعتبرت الخارجية الفرنسية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا "خطوة إيجابية" يجب أن تطبَّق على الأرض.

في لندن، جاء الترحيب على لسان السفير البريطاني في طرابلس نيكولاس هوبتون، في تغريدة عبر تويتر، أكد فيها أن "لا حل عسكرياً للأزمة الليبية".

أما إيطاليا، فقد قالت وزارة خارجيتها الإيطالية في بيان، إن "هذه التطورات تشكل خطوة مهمة وشجاعة باتجاه حل الأزمة الليبية"، معربة عن أملها في تطبيق الاتفاق بشكل ملموس.

ردود فعل عربية: عربياً، أعربت الخارجية القطرية، في بيان، عن أملها أن تتجاوب كافة الأطراف الليبية مع الإعلان، "والتعجيل باستكمال العملية السياسية، وفك الحصار عن حقول النفط لتستأنف الإنتاج والتصدير".

كما رحبت الجزائر بالدعوة إلى وقف إطلاق النار، والحاجة المُلحة لتطبيق الاتفاق السياسي بسرعة، وذلك في اتصال هاتفي تلقاه وزير الخارجية الليبي محمد الطاهر سيالة، من نظيره الجزائري صبري بوقادوم.

في الكويت، أعلن مصدر مسؤول بوزارة الخارجیة ترحیب بلاده بالاتفاق، معرباً عن أمله في أن يفضي الحوار السياسي الداخلي المزمع إلى حل دائم یكفل استقرار ليبيا وأمنها.

إذ دعا المسؤول الكويتي في بيان نشرته الوكالة الرسمية (كونا)، كافة الأطراف اللیبیة إلى التجاوب مع الدعوة بما یمكّن من الوصول إلى الحل الدائم والشامل.

أما في الرياض، فأعلنت الخارجية السعودية عن ترحيب حكومة المملكة بإعلان المجلس الرئاسي ومجلس النواب وقف إطلاق النار في ليبيا، بحسب وكالة الأنباء الرسمية "واس".

وفي القاهرة، رحب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في تدوينة عبر فيسبوك، بالاتفاق، واعتبره "خطوة هامة على طريق تحقيق التسوية السياسية، وطموحات الشعب الليبي، في استعادة الاستقرار والازدهار بليبيا وحفظ مقدرات شعبها".

بدورها، أكدت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان، أهمية الاتفاق، داعية إلى ضرورة انخراط الأطراف في حوار ليبي ـ ليبي يستهدف إنهاء الأزمة ووقف التدهور وإعادة الأمن والاستقرار وضمان سيادة ليبيا على أراضيها.

كما  شددت منظمة التعاون الإسلامي، في بيان، على أهمية بدء حوار سياسي شامل يؤسس لحل دائم يحقق الأمن والاستقرار، ويضع مصلحة الشعب الليبي في المقام الأول.

اتفاق إطلاق النار: في وقت سابق من الجمعة، اتفق بيانان متزامنان للسراج وصالح على الوقف الفوري لإطلاق النار.

إذ أوضح بيان السراج أن "تحقيق وقف فعلي لإطلاق النار يقتضي أن تصبح منطقتا سرت (شمال) والجفرة (وسط) منزوعتي السلاح، وتقوم الأجهزة الشرطية من الجانبين بالاتفاق على الترتيبات الأمنية داخلها".

كما دعا إلى "إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال مارس/آذار المقبل، وفق قاعدة دستورية مناسبة يتم التوافق عليها بين الليبيبن".

فيما ذكر بيان صالح أنَّ "وقف إطلاق النار يجعل من مدينة سرت مقراً مؤقتاً للمجلس الرئاسي الجديد، يجمع كل الليبيين ويقرِّبهم، وتقوم قوة شرطية أمنية رسمية من مختلف المناطق بتأمينها تمهيداً لتوحيد مؤسسات الدولة".

وخلافاً للجيش الليبي الذي رحب بالاتفاق على وقف إطلاق النار، لم يصدر من طرف الانقلابي خليفة حفتر وميليشياته أي تعليق بهذا الخصوص حتى الساعة الـ18:50 ت.غ.

يأتي ذلك رغم أن حفتر كان السبب الرئيسي في تصعيد الأزمة بالبلاد عندما شن هجوماً على العاصمة طرابلس في 4 أبريل/نيسان 2019، ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب دمار واسع، قبل أن تتكبد ميليشياته خسائر واسعة، وتبدأ دعوات واسعة، حالياً، للحوار والحل السياسي للأزمة المتفاقمة منذ سنوات.

تحميل المزيد