لم تمضِ ساعات على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل، حتى بدأت إسرائيل تصعيداً عسكرياً كبيراً ما يزال يستمر حتى الثلاثاء 18 أغسطس/ آب 2020 على قطاع غزة، متسببة بخسائر مادية وبشرية.
جاء هذا التصعيد مغايراً لتصريحات المسؤولين الإماراتيين من أن اتفاق التطبيع مع إسرائيل سيصب في صالح القضية الفلسطينية، وأنه "يؤسس للسلام" في الشرق الأوسط، لكن وعلى مدار 5 أيام من اتفاق التطبيع، لم يتوقف القصف الإسرائيلي على غزة.
وفيما يلي أبرز الهجمات التي نفذتها إسرائيل على قطاع غزة من إعلان اتفاق تطبيع العلاقات مع الإمارات يوم الخميس 13 أغسطس/آب 2020:
الجمعة 14 أغسطس/آب: مع حلول الفجر، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات ضد أهداف في أنحاء متفرقة من قطاع غزة، وقالت وكالة الأناضول إن الطائرات استهدفت مواقع يتبع بعضها لكتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
في وقت لاحق، بيّن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أن القصف طال "مواقع تابعة لمنظومة الدفاع الجوي التابعة لحماس، وبنية تحتية تحت الأرض (نفق)، ونقاط مراقبة تابعة لمنظمة حماس".
لكن وزارة الصحة في غزة أعلنت مساء الجمعة 14 أغسطس/آب، أن القصف الإسرائيلي أصاب طفلة فلسطينية، عمرها 3 سنوات.
في نفس اليوم أيضاً، أطلقت قوات البحرية الإسرائيلية النار على صياد فلسطيني، أثناء عمله في عرض البحر قبالة شاطئ شمالي قطاع غزة، وقال نقيب الصيادين الفلسطينيين نزار عياش إن "الصياد غيث عليان أبوعون (20 عاماً) أصيب برصاصة مطاطية، أطلقتها صوبه قوات البحرية الإسرائيلية، بينما كان يمارس عمله بشكل طبيعي".
السبت 15 أغسطس/آب: واصلت القوات الإسرائيلية تصعيدها في القطاع، وأطلق جنود إسرائيليون مساء السبت، نيران أسلحتهم تجاه العشرات من المتظاهرين الفلسطينيين على الحدود الشرقية لمدينة غزة.
وكالة الأناضول فذكرت أن الجيش الإسرائيلي أطلق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيلة للدموع تجاه الشبان المتظاهرين على الحدود الشرقية لمنطقة ملكة شرق مدينة غزة.
تزامن استهداف الشبان الفلسطيني مع قصف لمقاتلات إسرائيلية على أهداف بأنحاء متفرقة من قطاع غزة، وطال القصف مواقع عسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية في بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع، وشرق مخيم البريج (وسط).
الأحد 16 أغسطس/آب: في فجر الأحد استأنفت الطائرات الإسرائيلية غاراتها على مواقع في غزة، وبرر الجيش الإسرائيلي قصفه بأنه "جاء رداً على إطلاق قذيفتين من القطاع باتجاه بلدات إسرائيلية محاذية".
بالموازاة مع ذلك، أعلنت إسرائيل، صباح الأحد، إغلاق البحر بقطاع غزة، وإلغاء مساحة الصيد تماماً، بدعوى الاستمرار في إطلاق البالونات الحارقة والصواريخ تجاه البلدات والمستوطنات القريبة.
وفي وقت لاحق من الأحد، أعلنت سلطة الطاقة والموارد الطبيعية، في قطاع غزة، عن توقف عمل محطة توليد الكهرباء، بكامل قدرتها الإنتاجية، يوم الثلاثاء 18 أغسطس/آب 2020، بسبب المنع الإسرائيلي لدخول الوقود اللازم لتشغيلها؛ في إطار قرارات تل أبيب الأخيرة بتشديد الحصار.
وقالت سلطة الطاقة في بيان تلقت الأناضول نسخة منه: "نعلن توقف محطة توليد الكهرباء بكامل قدرتها الإنتاجية، بسبب نفاد كميات الوقود اللازم تشغيلها، جرّاء إيقاف توريده من الجانب الإسرائيلي، منذ الأربعاء الماضي (12 أغسطس/آب الجاري)".
الإثنين 17 أغسطس/آب: وفي فجر الإثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف عدة أهداف تابعة لحركة "حماس" في قطاع غزة، وقال الجيش في بيان نشر عبر حسابه في موقع تويتر: "قصفت دبابات جيش الدفاع قبل قليل، مواقع رصد، تابعة لحركة حماس".
الثلاثاء 18 أغسطس/آب: وفي أحدث تصعيد عسكري إسرائيلي، شنت طائرات حربية منتصف ليل الثلاثاء غارات جوية على قطاع غزة، وقال الجيش إنه استهدف "بنية تحتية" تابعة لحركة "حماس" في قطاع غزة.
اتفاق التطبيع: يأتي إعلان اتفاق التطبيع بين تل أبيب وأبوظبي تتويجاً لسلسلة طويلة من التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بين البلدين.
قوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع من القيادة وفصائل بارزة، مثل "حماس" و"فتح" و"الجهاد الإسلامي"، فيما عدته القيادة الفلسطينية، عبر بيان، "خيانة من الإمارات للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية".
بررت الإمارات قرارها بالتطبيع بأنه سيتم في المقابل إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية بالضفة، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد في وقت لاحق أن ضم الأراضي لن يتوقف، فيما قال مسؤول وزير المالية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن تجميد ضم الأراضي كان قد بدأ حتى قبل الإعلان عن اتفاق تطبيع العلاقات.