عيّنت السعودية، الأحد 16 أغسطس/آب 2020، عشر نساء في مواقع قيادية برئاسة شؤون المسجد الحرام، والمسجد النبوي في مكّة والمدينة، وذلك في الوقت الذي تسعى فيه المملكة المحافِظة إلى تعزيز موقع المرأة ودورها بشكل غير مسبوق.
تولي مناصب إدارية: يعدّ تعيين نساء في مواقع قيادية عليا بالمؤسسات الدينية خطوة نادرة في المملكة التي تشهد حملة تحديث واسعة يقودها وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
الرئاسة العامة للحرمين الشريفين قالت في بيان إنه تم تعيين نساء في إدارات مختلفة إدارية وتقنية، مشيرةً إلى أن ذلك يأتي ضمن "رؤية المملكة 2030″، التي تهدف إلى تمكين المرأة السعودية.
بحسب وسائل الإعلام، فقد عيّنت رئاسة الحرمين 41 امرأة في السابق في مواقع قيادية عام 2018، ووصل عدد النساء العاملات في السعودية إلى 1.03 مليون في الفصل الثالث من عام 2019، أي 35٪ من إجمالي القوة العاملة، مقابل 816 ألفاً عام 2015، وفق بيانات رسمية.
كانت القرارات التي اتخذتها القيادة السعودية قد سمحت للمرأة بقيادة السيارة وارتياد دور السينما والحفلات والأماكن العامة، بعدما كانت جميع هذه الأنشطة وغيرها محظورة على النساء بالمملكة.
ملاحقة المعارضين: لكن الإصلاحات ترافقت أيضاً مع حملة على المعارضين في المملكة، فقد اعتقلت السلطات السعودية وحاكمت أكثر من 10 ناشطات قُمن بحملات من أجل المطالبة بتوسيع الحقوق للمرأة بالمملكة، ما أثار موجة شجب عالمية، بحسب الوكالة الفرنسية.
من بين الناشطات المعتقلات لُجين الهذلول، وتم اعتقالها ومعها 10 سيدات أخريات في حملة تمشيط استهدفت النساء الجريئات اللاتي دافعن عن حقهن في قيادة السيارات. وشملت الاعتقالات أيضاً ناشطات مخضرمات مثل عزيزة اليوسف، والمُدوِّنة إيمان النفجان.
شكَّل هذا ذروة ما وصفته جماعات حقوق الإنسان بـ"العام المخزي" للسعودية؛ إذ استُهدِف خلاله شيوخ وناشطون وصحفيون وكُتاب.
فضلاً عن ذلك أحيلت 11 سيدة إلى المحاكمة بتهمة "النشاط المنسَّق لتقويض الأمن، والاستقرار والسِّلم الاجتماعي في المملكة"، وكذلك اتهامات بالتواصل مع صحفيين ودبلوماسيين أجانب. وخرجت 7 منهن بكفالة في وقت سابق من العام السابق، لكن شقيق لُجين يقول إنَّ عائلتها لا تتوقع أن يحدث معها الشيء نفسه.
ذكرت بعض المعتقلات أنهنّ تعرضن للتعذيب ولإساءات جنسية من قِبل المحققين، وتحدَّث وليد الهذلول، شقيق لجين، إلى صحيفة The Guardian البريطانية من كندا، حيث يقيم لتجنُّب حظر سفر مفروض على العائلة بأكملها داخل السعودية، وقال وليد إنَّ سعود القحطاني، المستشار السابق سيئ السمعة لولي العهد محمد بن سلمان، زار لجين الهذلول في محبسها، للإشراف على تعذيبها.