كشفت مصادر مطلعة الجمعة 14 أغسطس/آب 2020 أنَّ إسلام آباد تنوي إرسال رئيس أركان قواتها المسلحة إلى السعودية نهاية الأسبوع الجاري؛ لمحاولة تسوية الخلاف الدبلوماسي المتزايد، الذي تطالب فيه الرياض إسلام آباد بسداد مليار دولار كدفعة من قرض بقيمة 3 مليارات قبل موعد الاستحقاق المتفق عليه.
صحيفة "The Financial Times" البريطانية أكدت أن الجانبين الباكستاني والسعودي عالقان في مفاوضات شرسة بشأن رد باقي الدين، الذي أقرته السعودية في 2018، بعدما أُجبِرَت باكستان على رد 1 مليار دولار منه في يوليو/تموز الماضي، وفقاً لمصادر مقربة من الحكومة.
مدير بنك خاص في باكستان أكدت للصحيفة أن السعودية تطالب بسداد مليار دولار آخر فوراً.
كان من المقرر في الأصل سداد القرض السعودي على أقساط في وقت لاحق من هذا العام والعام القادم 2021، في حين كان الهدف من تسهيلات مدفوعات النفط المؤجلة دعم ميزان المدفوعات الخارجية لباكستان.
الصحيفة البريطانية أشارت ايضا إلى أن الرياض جمدت كذلك خط ائتمان لشراء النفط بقيمة 3.2 مليار دولار؛ بسبب خلاف بين البلدين حول كيفية التعامل مع نيودلهي في ملف كشمير.
الملف الكشميري: فقد تجاهلت السعودية مراراً دعوات رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان للتحرك رداً على قرار حكومة نيودلهي القومية الهندوسية المفاجئ بإلغاء الوضع الخاص لشطر إقليم كشمير الخاضع للإدارة الهندية في أغسطس/آب 2019.
عدم تحرك السعودية أجبر خان على حشد الدعم من الدول الإسلامية الأخرى، بما في ذلك تركيا وماليزيا.
حيث قال محللون إنَّ امتناع السعودية عن التحرك في ملف كشمير، وكذلك عرقلتها محاولات إقناع منظمة التعاون الإسلامي ومقرها مكة بالتعليق على القضية، يرجع جزئياً إلى خوف الرياض من إغضاب الهند، أحد شركاء التجارة المهمين للمملكة.
من جانبه، قال عارف رفيق، رئيس شركة Vizier Consulting للاستشارات السياسية والأمنية: "يبدو أنَّ السعودية لا تُقدِّر موقف الباكستانيين الثابت بشأن كشمير".
وظهر التوتر بين باكستان والسعودية إلى العلن الأسبوع الماضي عندما أصدر وزير خارجية باكستان شاه محمود قريشي إنذاراً لمنظمة التعاون الإسلامي للدعوة إلى اجتماع وزاري بشأن كشمير وإلا ستعقد حكومته اجتماعها الخاص للدول الإسلامية.
وعلَّق ساجان غوهيل، الخبير في شؤون جنوب آسيا والأستاذ الزائر في كلية لندن للاقتصاد، قائلاً إنَّ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان "أراد علاقة أكثر توازناً مع الهند؛ مما جعل الباكستانيين حساسين للغاية".
توجه نحو الصين: الأزمة التي فاقمتها المطالب السعودية بتسديد الديون دفعت إسلام آباد إلى التوجه نحو حليفتها القديمة بكين.
مسؤول حكومي كبير قال للصحيفة: "في غضون ساعات، وليس أيام من نقل السعودية طلبها إلى باكستان، عرضت الصين إيداع مليار دولار في بنك الدولة [البنك المركزي]، لقد أثبتت بكين بما لا يدع مجالاً للشك أن لديها التزاماً صارماً نحو مستقبل باكستان وازدهارها ورفاهيتها".