كأس العالم بها سُمٌّ قاتل! هذا ما بات في حكم المؤكد عندما أطلقت صافرة النهاية وتأكَّد خروج المنتخب الألماني – حامل اللقب – من دور المجموعات، لينضم بذلك إلى فرنسا وإيطاليا وإسبانيا في الخروج من الباب الصغير.
وبحسب صحيفة Daily Mail البريطانية، كانت ألمانيا تتصدَّر سباق الترشيحات والتوقعات للفوز باللقب، بعدما حققت اللقب الرابع في البرازيل قبل 4 أعوام، وبعد الأداء المبهر في التصفيات.
إلا أن هزيمتها أمام المكسيك 0-1 وكوريا الجنوبية 0-2، إلى جانب الفوز المتأخر على السويد 2-1، جعلتها تغادر "روسيا 2018" من المرحلة الأولى للمنافسة.
وقد عانى لاعبو المدرب يواخيم لوف إحراجاً شديداً وخيبة أمل كبيرة بعد ختام جولات المجموعة السادسة، حيث تصدرت السويد المجموعة، وتأهلت المكسيك أيضاً نحو دور الـ 16، بعد جمع كلا الفريقين 6 نقاط من مباريات المجموعة الثلاث.
وبعد أن فازت فرنسا باللقب العالمي في 1998، ودَّعت بطولة 2002 من دور المجموعات بأداء مخيِّب وصادم. وبعدما حصدت إيطاليا اللقب في عام 2006، تذيَّلت الترتيب بمجموعتها في عام 2010، وذلك قبل أن تفشل إسبانيا، التي فازت بالمونديال الإفريقي، في تجاوز المرحلة الأولى من البطولة بالبرازيل.
وكان إخفاق فرنسا، التي حققت اللقب في بطولة 1998، أيضاً، في تخطّي مرحلة المجموعات بمونديال 2002، يعني أن حاملي اللقب السابقين قد فشلوا في تجاوز أوّل مراحل البطولة لرابع مرّة خلال بطولات كأس العالم الخمس الأخيرة.
وكان الاستثناء الوحيد من نصيب البرازيل، التي فازت في بطولة العام 2002، وصعدت إلى الدور ربع النهائي في العام 2006.
وفي العام 2010، تعادل المنتخب الإيطالي مع باراغواي، ومع نيوزيلندا، وذلك قبل الهزيمة التي نالها في نهاية المطاف على يد سلوفاكيا، ليحوز المنتخب نقطتين من مجموع 3 مباريات.
وبعد 4 أعوام؛ شهدت حقبة إسبانيا المجيدة نهاية ساحقة بالهزيمة أمام هولندا بنتيجة 1-5، وبالهزيمة على يد تشيلي بنتيجة 0-2. وعلى الرغم من أنها تغلّبت على أستراليا 3-0 في المباراة الأخيرة بمرحلة المجموعات، فإن مصيرها كان الرحيل من الباب الصغير.
وأعقب نكبتا إيطاليا وإسبانيا مغادرة مارتشيلو ليبي منصبه بالمنتخب الإيطالي، ومغادرة مدرب المنتخب الإسباني فيسنتي ديل بوسكي مهام منصبه أيضاً.
والآن، بعدما ذاقت ألمانيا من الكأس نفسها، سيواجه مدرب المنتخب يواخيم لوف، الذي جدد للتو عقده مع الاتحاد الألماني لكرة القدم حتى العام 2022، المصير ذاته على الأرجح.
ولخّص تغلّب كوريا الجنوبية على ألمانيا 2-0، فظاعة البطولة بالنسبة لألمانيا، التي طاردتها تقارير تفيد بحدوث انشقاقات في صفوف المنتخب، حيث ورد أن الفجوة بين أجيال الشباب والكبار قد تأزّمت جداً في معسكر كأس العالم بروسي،ا إضافة إلى أزمة اللاعبَين القادمَين من أصول تركية؛ إلكاي غندوغان ومسعود أوزيل.
خروج الألمان من كأس العالم سيكون – على الأرجح – لحظة حاسمة داخل الاتحاد الألماني لكرة القدم، الذي سيتعين عليه مواجهة أسوأ أداء لألمانيا بكأس العالم منذ 1938. وفي الواقع، لم تخرج قَط ألمانيا من المنافسة خلال مرحلة المجموعات منذ بطولة العام 1938.
وعندما نأخذ نتائج الفرق الكبيرة في البطولة بعين الاعتبار، يصبح الفشل الألماني هو الأكثر إثارة للصدمة والدهشة.
فقد نالوا مرتبة الوصيف في العام 2002، قبل أن يحتلّوا المركز الثالث ببطولتي 2006، و2010.