أعلن رئيس الصندوق السيادي الروسي كيريل ديمترييف، الثلاثاء 11 أغسطس/آب 2020، أن 20 دولة أجنبية طلبت مسبقاً "أكثر من مليار جرعة" من اللقاح الروسي ضد كوفيد-19، مشيراً إلى أن المرحلة الثالثة من التجارب تبدأ الأربعاء 12 أغسطس/آب.
بينما دعت المنظمة إلى احترام "الخطوط التوجيهية والإرشادات الواضحة" في ما يخصّ تطوير هذا النوع من المنتجات.
إنتاج اللقاح في سبتمبر: أوضح رئيس الصندوق المشارك في عملية تطوير اللقاح أن الإنتاج الصناعي سيبدأ في سبتمبر/أيلول. وقال ديمترييف إن اللقاح أُطلق عليه تسمية "سبوتنيك في": "سبوتنيك" تيمّنا باسم القمر الصناعي السوفييتي، وهو أول مركبة فضائية وضعت في المدار، و"في" تمثل أول حرف من كلمة لقاح في عدة لغات أجنبية.
في الوقت نفسه، شددت منظمة الصحة على ضرورة اتباع آليات "صارمة". ودعت المنظمة إلى احترام "الخطوط التوجيهية والإرشادات الواضحة" في ما يخصّ تطوير هذا النوع من المنتجات. وقال المتحدث باسم المنظمة طارق ياساريفيتش خلال مؤتمر صحافي عبر الفيديو: "نحن على تواصل وثيق مع السلطات الروسية والمحادثات تتواصل. المرحلة التي تسبق ترخيص أي لقاح تمرّ عبر آليات صارمة".
كان بوتين قد أعلن أن بلاده طوّرت "أول" لقاح ضد فيروس كورونا، مؤكداً أنه يوفّر "مناعة مستدامة". وأكدت وزارة الصحة الروسية أن التلقيح المزدوج "سيسمح بتشكيل مناعة طويلة" قد تستمرّ "عامين".
سرعة اكتشاف اللقاح "أمر مقلق": في الأسابيع السابقة لهذا الإعلان، أعرب علماء أجانب عن قلقهم حيال سرعة تطوير مثل هذا اللقاح. وأكد الرئيس أن إحدى بناته تلقت اللقاح الذي طوّره مركز نيكولاي غاماليا للأبحاث في علم الأوبئة وعلم الأحياء الدقيقة بالتعاون مع وزارة الدفاع الروسية.
سيتم توزيع اللقاح في يناير/كانون الأول 2021، فيما أعربت نائبة رئيس الوزراء للشؤون الصحية تاتيانا غاليكوفا عن أملها في البدء في الأسابيع المقبلة بتلقيح العاملين في المجال الطبي.
كما قالت وفق ما نقلت عنها الوكالات الروسية "نأمل فعلاً بأن يكون تم إنتاج اللقاح بحلول سبتمبر/أيلول أو حتى في أواخر أغسطس/آب ومطلع سبتمبر/أيلول والفئة الأولى التي ستتلقى اللقاح ستكون العاملين في المجال الطبي". ويُفترض أن يكون أيضاً المدرسون من بين أوائل الأشخاص الذين سيتلقون اللقاح.
سيتم توزيع اللقاح في الأول من يناير/كانون الثاني 2021، وفق ما أفاد السجل الوطني للأدوية التابع لوزارة الصحة لوكالات الصحافة الروسية.
كيف يعمل هذا اللقاح؟ هذا اللقاح هو ناقل فيروسي، إذ يستخدم كركيزة فيروساً آخر تم تحويله وتكييفه لمحاربة كوفيد-19. وتقنية استخدام فيروس غدي هي تلك التي اختارتها أيضاً جامعة أوكسفورد.
تعرّض علماء من مركز غاماليا لانتقادات في مايو/أيار بعد حقن أنفسهم بالنموذج الأولي للقاحهم، في أسلوب ينتهك البروتوكولات الاعتيادية ويهدف إلى تسريع الآلية العلمية إلى أقصى حدّ.
حتى الآن لم تنشر روسيا دراسات مفصلة لنتائج تجاربها التي تسمح بالتثبت من فعالية اللقاحات التي تقول إنها تعمل على تطويرها.
مطلع أغسطس/آب، أعلنت روسيا أن لقاحها بات شبه جاهز في وقت بدت منظمة الصحة العالمية مشككة به. وذكّرت بأن أي منتج صيدلي يجب "أن يخضع لكل التجارب والفحوص المختلفة قبل أن يتم تسجيله تمهيداً لتوزيعه".
كما أن هناك لقاحاً ثانياً يجري تطويره في مركز "فكتور" الحكومي للأبحاث في سيبيريا، ويخضع أيضاً لتجارب سريرية يُفترض أن تنتهي في سبتمبر/أيلول.