اعترفت محكمة في اليابان للمرة الأولى، بعشرات الأشخاص الذين تعرضوا لـ"مطر أسود" إشعاعي أثناء إلقاء القنبلة النووية على هيروشيما، مع أنهم كانوا "خارج المنطقة الأكثر تأثراً بالهجوم في أغسطس/آب 1945".
وفق ما ذكره تقرير صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 30 يوليو/تموز 2020، قالت محكمة مقاطعة هيروشيما، إن المدعين البالغ عددهم 84 يعانون أمراضاً مرتبطة بالتعرض للإشعاع، ويحق لهم تلقي الإعانات الصحية مثل الناجين الذين كانوا يعيشون على مقربة من موضع سقوط القنبلة.
حكم تاريخي: فقد أمرت المحكمة، يوم الأربعاء 29 يوليو/تموز، حكومة مدينة هيروشيما والحكومة الإقليمية بتوفير العلاج مجاناً للمدعين، الذين تتراوح أعمارهم بين أواخر السبعين والتسعين. وقال أمين مجلس الوزراء يوشيهيدي سوغا للمراسلين، إن الحكومة لم تقرر ما إذا كانت ستستأنف الحكم.
يأتي الحكم التاريخي قبل أسبوع من الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لهجوم هيروشيما في السادس من أغسطس/آب، الذي جعل المدينة أنقاضاً وقتل 140 ألف شخص بنهاية عام 1945. وبعد ثلاثة أيام، ألقت الولايات المتحدة قنبلة أخرى على ناغازاكي، قتلت 74 ألف شخص.
بعد الحرب العالمية الثانية، حددت الحكومة اليابانية عدة مناطق تأثرت بشدة بالقصف النووي، وقدمت الرعاية الصحية مجاناً لمن كانوا يعيشون هناك وقتها. وكان المدعون في مناطق خارج المنطقة المحددة، لكنهم تعرضوا للمطر الأسود الإشعاعي الذي انهمر على المدينة بعد ساعات من الهجوم.
نضال طويل من أجل الحكم: مات عشرات من المطالبين بالاعتراف الرسمي بهم وعلاجهم منذ رفع الدعوى في 2015، وفقاً لمينورو هونكي الذي كان في الرابعة حين تعرض للمطر الأسود. وقال هونكي: "أريد أن أقول لهم إننا فزنا".
قال المدَّعون إنَّ تعرضهم للمطر، والأطعمة والمياه الملوثة أيضاً، سبَّب لهم أمراضاً مثل التي تعرض لها الواقعون داخل المناطق التي حددتها الحكومة، مثل السرطان وإعتام عدسة العين.
اتخذ المدعون تحركات قانونية بعد أن رفضت حكومتا المدينة والإقليم في هيروشيما مطالباتهم بالاعتراف بأنهم رسمياً "هيبوكاشا"، أي ناجين من الانفجارين الذريين.
جادل مسؤولون محليون بأنه لا دليل علمياً على أن المطر الأسود قد سقط خارج المناطق التي حددتها الحكومة.
لكن هيئة المحكمة رأت أن المدعين قدَّموا مزاعم "منطقية" تفيد بتعرضهم للمطر الأسود، وأن "سجلاتهم الطبية تُظهر تعرُّضهم لأمراض يسببها التعرض للإشعاع".
"تُظهر الوثائق الطبية أن السكان تعرضوا لأمراض يُعتقد أنها مرتبطة بالقنبلة الذرية، وهذا يحقق الشروط القانونية للهيبوكاشا". ويبلغ عدد الهيبوكاشا في اليابان 136.682، اعتباراً من مارس/آذار، من بينهم الذين كانوا يعيشون في ناغازاكي.