لا أحد يعرف متى سيخرج للنور فيلم Tenet. فقد كان من المفترض عرضه يوم 17 يوليو/تموز 2020، ثم تأجل إطلاق فيلم كريستوفر نولان الجديد إلى منتصف أغسطس/آب، وذلك بسبب جائحة كورونا.
ولكن ما دامت أمريكا عاجزة عن السيطرة على كوفيد-19، فإن عرض Tenet مؤجل إلى أجل غير مسمى، وفق ما ذكره موقع Mic الأمريكي.
من منّا لا يعرف المخرج كريستوفر نولان، الذي سببت كلّ أفلامه تقريباً ضجة كبيرة، ليس فقط بسبب الموضوعات التي يتناولها عادةً في أفلامه، وإنما أيضاً بسبب التكنيكات الإخراجية الجديدة التي يبتكرها أو يستخدمها دائماً.
وقد أبقى نولان على تفاصيل فيلم Tenet سراً محكماً، على الرغم من أنه كان يتحدث عنه بوصفه الفيلم "الأكثر طموحاً" في حياته المهنية.
وقد صوِّر الفيلم الصيف الماضي في سبع دولٍ مختلفة مع مجموعة ضخمة من طاقم العمل، وميزانية تبلغ 225 مليون دولار، وهو أكثر أفلام نولان كلفةً حتى الآن. وهو من بطولة جون ديفيد واشنطن وروبرت باتينسون.
وكما قلنا إنّ هذا الفيلم هو أضخم أفلامه تكلفةً، وبسبب الوباء والوضع الاقتصادي العالمي، فلن تُنتج أفلام بهذه الضخامة لبعض الوقت، مما يضفي على فيلم Tenet أهمية إضافية بعيداً عن عبقرية نولان الإخراجية، باعتباره الإنتاج الضخم الوحيد الجديد من بين الأفلام ذات الميزانيات المرتفعة والنجاح الجماهيري الكبير.
وقد رتّب موقع Mic الأمريكي أفلام كريستوفر نولان وفق الأهميّة، بما في ذلك بعض الأفلام التي ربما لم تشاهدوها من قبل. وحتى لو شاهدتم إياها من قبل، فبعض أفلامه هي عبارة عن ألغاز معقدة تتطور بشكل أفضل وأكثر تعقيداً مع كل إعادة مشاهدة.
1. The Dark Knight.. فيلم الأبطال الخارقين الأفضل على الإطلاق
يرى الكثير من النقاد أن The Dark Knight هو أعظم فيلم صُنع عن الأبطال الخارقين على الإطلاق. فقد نقل هذا النوع إلى مستوى آخر، وذلك بمزج حس الأفلام التجارية الناجحة مع أجواء التشويق لأفلام الإثارة المنفّذة بحرفة.
الكثير من سلاسل أفلام الأبطال الخارقين تجمع أكبر عدد ممكن من الأبطال والأشرار في فيلمٍ واحد (مثل سلسلة أفلام Avengers)، لكنّ The Dark Knight يبني الدراما حول موضوعين رئيسيين: المواجهة الأخيرة بين باتمان مع عدوه الأكثر شهرة الجوكر، وانحدار الرجل الصالح هارفي دنت إلى شخص مروع وشرير ذي وجهين.
تناول كريستوفر نولان الذكي لشخصيتين من الأشرار وليس شخصية واحدة فقط يجعل من فيلم تود فيليبس Joker 2019 مخيباً، وفق الموقع، إذ مقارنةً بفيلم نولان يبدو وكأنه "هراء خارج من إحدى مدارس تعليم السينما".
أيضاً، سيكون من الخطأ ألا نُشيد بأداء الممثل هيث ليدجر وتملكه لمفاتيح شخصية الجوكر ببراعة شديدة.
إنه واحد من أفضل الأفلام السينمائية في كل العصور، وإعادة مشاهدة The Dark Knight تؤكد مجدداً مقدار الموهبة التي فقدها العالم بموت ليدجر بشكل مأساوي في يناير/كانون الثاني 2008، قبل ستة أشهر من إصدار The Dark Knight.
2. Memento.. لعبة الذاكرة التي أجاد نولان تشكيلها
ثاني أفلام نولان في هذه القائمة، وهو أيضاً واحدٌ من أكثر أفلامه إثارة للإعجاب، والأمر يتعلق هنا ببناء الفيلم المنتمي لنوع الإثارة.
يركز Memento على رجل يعاني من فقدان الذاكرة لفترة قصيرة وهو يحاول تعقب قاتل زوجته. ونظراً لأنه كل يوم يبدأ محاولاته من جديد، فقد ابتكر طريقة بارعة لجمع الأدلة وتعزيز تحقيقه.
إن الأسلوب البارع والمعقّد الذي اتبعه نولان لرواية القصة، بشكلٍ تتحرك معه الأحداث رجوعاً إلى الخلف، هو الشيء الذي يشيد به معظم المشاهدين والنقاد، لقد أظهر المخرج ثقة كبيرة في هذا الأسلوب، وهو الأمر الذي يتطلب خبرة كبيرة في صناعة الأفلام لتحقيقه.
لكن المثير للإعجاب في بنية Memento هو كيف يساهم أسلوب السرد في تطوير الشخصية الرئيسية. ويضع الفيلم الجمهور داخل ذهن بطل القصة، مما يجعل من أحداث نهاية الفيلم المشوقة أكثر تدميراً وتأثيراً عندما تتكشف.
3. Inception.. لعبة الخيال الجامح
مثل العديد من أفلام نولان، هذا الفيلم حافل بصرياً بشكلٍ ضخم، ومن الأفضل الاستمتاع به على شاشةٍ كبيرة، خاصة تلك المشاهد المليئة بالثلوج الكاسحة والمباني الهائلة والتي تنهار وتنطوي على نفسها داخل الفيلم.
الشيء الرائع للغاية في Inception هو كيف سحبه نولان من إطار الفيلم الذي يحكي فقط قصة سرقةٍ جماعية، ليحوله إلى "رحلة داخل هندسة وبنية العقل والذاكرة والأحلام"، ويضيق في نهاية المطاف تركيزه على الدواخل النفسية للشخصية الرئيسية للفيلم: كوب، والذي يلعب دوره بعمق وعاطفة كبيرة، ليوناردو دي كابريو.
4. Batman Begins.. ثلاثية باتمان الخارقة
كان الفيلم الأول من ثلاثية نولان لشخصية باتمان هو أول تجارب المخرج مع هذه النوعية من الأفلام، ومع هذه الرواية الشجاعة والواقعية لقصة البطل الخارق، يمكن القول إنه أحدث انقلاباً في هذا النوع من الأفلام بشكل لا رجعة فيه، وهو ما أدى إلى ظهور عدد كبير من المقلِّدين لاحقاً.
ومن بين الأمور البارزة في الفيلم هو أننا لا نشاهد البطل الرئيسي (الممثل كريستيان بايل) في بدلة باتمان حتى منتصف الفيلم! وقد وقع الجمهور أيضاً في حب مايكل كين في دور ألفريد. وأضاف مورغان فريمان في دور لوسيوس فوكس الجاذبية إلى الجانب المظلم من القصة.
حتى كاتي هولمز كانت مفعمة بالحيوية في دور راشيل -حب بروس الأوحد والرابط الحاسم بماضيه. وقد سرق كيليان مورفي الأضواء بلعبه لدور الشرير. فقد أضفى أداؤه لدور الفزاعة "Scarecrow"، خاصة مع عيونه الزرقاء الجليدية، حيوية للصراع مع البطل الخارق.
5. Dunkirk.. آخر إبداعات نولان الإخراجية
حتّى لو لم تكن معجباً كبيراً بأفلام الحروب. لكن من الصعب إنكار أن ملحمة الحرب العالمية الثانية بهذا الإخراج البديع لن تستحوذ على اهتمامك. وهذا الفيلم هو الأخير لنولان، بالطبع قبل فيلم Tenet القادم.
وهذا هو الفيلم الذي يثبت أن نولان هو الأفضل في عالم صناعة الأفلام في استخدام الصورة كوسيط فني في حد ذاته. فلا أحد من الشخصيات يسرد خلفيته، ولا يوجد الكثير من الحوارات الرسمية. ولكن من خلال إسقاط المشاهدين في ثلاثة جوانب من المعركة والتي تتكشف على طول خطوط زمنية مختلفة -براً وجواً وبحراً- يستخدم نولان كاميرته كجهاز تجريبي لسرد القصص والنتيجة هي عالم آخر، وهو ما يساعد الجمهور على الشعور بقلق وبطولة الحرب من خلال غمرهم فيها.
6. The Prestige.. رغم قلة تأثيره الفوري لكنّ تأثيره ممتد
كان التأثير الثقافي لفيلم The Prestige، بطولة كريستيان بيل وهيو جاكمان في دوري ساحرين مهووسين، ضعيفاً إلى حدٍّ ما، لأنه تزامن مع إصدار فيلم آخر عن السحر في نفس الوقت تقريباً: The Illusionist، وهو هجين بين الرومانسية والغموض من بطولة إدوارد نورتون وجيسيكا بيل.
ولكن بعد أكثر من عقدٍ من الزمان، يبرز The Prestige باعتباره مثالاً مثيراً على براعة نولان في رواية القصص.
فإن كان الهدف من أي فيلم ببساطة هو مفاجأة الجمهور، فسيصلح فقط للمشاهدة لمرة واحدة. لكنّ تجربة مشاهدة The Prestige تصبح أفضل عندما تشاهده مراراً وتكراراً، مع ملاحظة كيف مارس نولان ألعاب التشويق والإخفاء للأسرار في فيلمه.
7. Following.. أول أفلام كريستوفر نولان
على عكس أفلامه الملحمية اللاحقة التي تصل مدتها إلى ما يقرب من ثلاث ساعات، فإن Following قصير وجميل، مدته ساعة وعشر دقائق فقط. وهو فيلم نولان الروائي الطويل الأول، وقد صُوِّر بالأبيض والأسود.
يروي الفيلم قصة متشابكة لكاتبٍ شاب لا يستطيع مقاومة تتبع ومراقبة الغرباء في جميع أنحاء لندن.
ذات يوم، تنقلب الطاولة عندما يجد شخصاً غريباً يتتبّعه هو نفسه. وقد صور نولان الفيلم بنفسه، وكل اللقطات المهتزة بالكاميرا المحمولة باليد تؤكد قلق البطل وارتيابه.
إن فيلم Following هو ظهور أول مُقنع للغاية بالنسبة لنولان، لأنه عمل أصلي بالكامل، مع قصة ديناميكية قدمت نولان كفنان كامل التكوين.
8. Interstellar.. الإبداع الأشهر
عندما نتحدث عن ملحمية أفلام نولان، فإننا لن نجد أفضل من رحلةٍ عبر الكون تغوص في الزمن وفي المجرة ومغامرات حول السعي لإنقاذ الجنس البشري من الانقراض.
قدم ماثيو ماكونهي دوراً ممتازاً، فالطيار يجاهد للاختيار بين رؤية عائلته مرة أخرى أو إنقاذ الجنس البشري، وأتى أداء جيسيكا تشاستين، ابنته التي تركها على الأرض، قوياً ومفجعاً بنفس القدر.
ولكن في حين أن Interstellar هو ملحمة فضائية مثيرة ومذهلة في الغالب، فإنه تعثر بشكل حقيقي في شباك التذاكر، ولم يحقق أبداً ما أنفق عليه.