قال الصندوق العالمي للطبيعة (WWF)، الثلاثاء 28 يوليو/تموز 2020، إنّ حرائق أستراليا أسفرت عن تلف أو تشريد نحو 3 مليارات حيوان، وذلك في تقرير أعده الصندوق بخصوص الحرائق التي اندلعت بولاية "نيو ساوث ويلز"، في سبتمبر/أيلول الماضي، وامتدت منها إلى ولايات أخرى، واستمرت لنحو 6 أشهر.
في الأرض والسماء: أشار إلى أنه من المتوقع أن الحرائق قتلت وشرّدت قرابة 3 مليارات حيوان، بينها 180 مليوناً من الطيور، و143 مليوناً من الثدييات، و51 مليوناً من الضفادع، و2.46 مليار من الزواحف.
التقرير، وصف تلك الحرائق بأنها واحدة من "أسوأ الكوارث الطبيعية" في التاريخ الحديث.
كما لفت إلى أن الحرائق التي امتدت حتى فبراير/شباط، التهمت 11.46 مليون هكتار من الغابات.
تجدر الإشارة أن معهد هاوكيسبوري للبيئة، التابع جامعة ويسترن سيدني، أوضح في تقرير نشره أواخر فبراير/شباط الماضي، أن الحرائق امتدّت من "نيو ساوث ويلز" إلى كل من ولايات كوينزلاند، وفيكتوريا، وجنوب أستراليا، والتهمت نحو 21% من إجمالي الغابات الأسترالية.
وكان مركز إطفاء "نيو ساوث ويلز" أعلن في 14 فبراير/شباط، بأنه تمت السيطرة على الحرائق المنتشرة بالبلاد لمدة 6 أشهر، بفضل هطول الأمطار الغزيرة خلال الأيام العشرة الأخيرة، لافتاً إلى أنها أودت بحياة 33 شخصاً، والتهمت أكثر من 3 آلاف منزل.
دمار كبير: حرائق أستراليا اتّهمت بداية عام 2020 الأخضر واليابس، فقد دمَّرت مساحةً تُقدّر بنحو ضعف مساحة دولة بلجيكا، وقتلت أكثر من نصف مليار حيوان، في حين تندلع يومياً تقريباً حرائق جديدة بسبب الطقس الحار والعواصف الرعديّة والرياح.
وكانت الحرائق تلتهم منذ عدّة أشهر ملايين الهكتارات من مساحة غابات سيبيريا وغابات الأمازون، وقد وصلت حدة هذه الحرائق إلى درجة أن الأقمار الصناعية في الفضاء الخارجي استطاعت التقاط صور واضحة لها، ولا تزال حرائق أستراليا مستمرة إلى الآن، رغم بدئها منذ أشهر.
تحدُث الحرائق في غابات أستراليا بصورة متكررة خلال أشهر الصيف، التي تمتد من سبتمبر/أيلول وحتى مايو/أيار، وهي الأشهر الأكثر حرارة في نصف الكرة الأرضية الجنوبي.
أسباب حرائق الغابات: كي يحدث الحريق في الغابة بشكل طبيعي، فهو يحتاج إلى ثلاثة عناصر طبيعية تسمى "مثلث النار"، وهي: الحرارة، والوقود، والأوكسجين.
تحدث معظم الحرائق الطبيعية في فصل الصيف، حيث تشجع درجات الحرارة المرتفعة على انتشار الحرائق، وتشكل الأعشاب اليابسة والأوراق الجافة وقوداً ممتازاً لاندلاع الحرائق، أما الرياح فتؤمّن الأوكسجين اللازم لإضرام الحريق.
ومع وجود هذه العناصر الطبيعية الثلاثة بوفرة في الغابة، كل ما تبقى لدينا لحدوث الحريق هو "الشرارة" فقط.
غالباً ما تكون الصواعق هي مصدر هذه الشرارة، التي تُسبب التهام مساحات واسعة من الغابات الخضراء.
إلى جانب الصواعق قد تُسهم الانفجاراتُ البركانية أو الشرار الناتج عن سقوط الصخور واحتكاكها ببعضها في إحداث الحرائق في الغابات.
الحرائق بسبب الاحتباس الحراري: كما نعلم، فإن ظاهرة الاحتباس الحراري تنتج عما يسمى "الغازات الدفيئة"، وهي عبارة عن غازات لها القدرة على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس، وحبسها ومنعها من الانطلاق إلى الفضاء الخارجي، وبالتالي فإن تركيز هذه الأشعة الزائد في الغلاف الجوي يؤدي إلى زيادة درجة الحرارة على سطح الأرض.
وتنطلق هذه الغازات من دخان المصانع وعوادم السيارات وغيرها من مظاهر الحياة المتقدمة.
هذا التغير في درجات الحرارة الناتج عن الاحتباس الحراري يلعب دوراً كذلك في زيادة حرائق الغابات، فكما ذكرنا فإن الحرارة هي أحد العوامل الثلاثة الرئيسية لحصول هذه الحرائق.
أيضاً تلعب الغازات الدفيئة دور الوقود الذي يزيد من حدة اشتعال حرائق الغابات.