أعربت مصر والسودان، الإثنين 27 يوليو/تموز 2020 عن تحفُّظهما على بدء إثيوبيا بالملء الأول لسد النهضة، وذلك في الاجتماع الأول للجولة الثانية من المفاوضات برعاية الاتحاد الإفريقي وبحضور مراقبين من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وذلك استكمالاً للمباحثات التي توقفت مطلع الشهر الجاري، دون التوصل إلى اتفاق ملزم بخصوص ملء وتشغيل سد النهضة.
جاء ذلك خلال جلسة عُقدت، عبر تقنية الاتصال المرئي، بين مصر والسودان وإثيوبيا، برعاية الاتحاد الإفريقي، لبحث التوصل إلى اتفاق حول ملء وتشغيل السد الإثيوبي، وفق بيانين صادرين عن وزارتي الري بالبلدين.
ويأتي التحفظ خلال الاجتماع، بعد نحو أسبوع من إقرار إثيوبيا، في 21 يوليو/ تموز الجاري، ببدء ملء سد النهضة.
إعطاء فرصة: وزارة الري المصرية قالت في بيان، إنها "أعربت مع السودان عن تحفُّظها إزاء الملء الأحادي الذى قامت به إثيوبيا".
أكد البيان أن هذا "الملء الأحادي يلقى بظلاله على الاجتماع، وقد أثار تساؤلات كثيرة حول جدوى المسار الحالي للمفاوضات والوصول لاتفاق حول الملء".
إلا أنها أكدت "ضرورة إعطاء الفرصة للدول الثلاث لإجراء المشاورات الداخلية في ظل التطورات الأخيرة (بدء ملء السد)، في إطار السعي نحو التوصل لحلول للنقاط العالقة الفنية والقانونية".
الوزارة أكدت كذلك، أنه تم تحديد 3 أغسطس/آب المقبل، موعداً لعقد الاجتماع الثاني.
خطوة مقلقة: وزارة الري السودانية قالت في بيانها اليوم، إن "وزيرها ياسر عباس نقل خلال الجلسة، تحفُّظ السودان على الإجراء الأحادي الجانب (بدء الملء) من إثيوبيا".
واعتبر عباس، الخطوة الإثيوبية "سابقةً مضرةً ومقلقة في مسار التعاون بين الدول المعنية"، داعياً إلى "وضع أجندة محددة وواضحة لفترة التفاوض المقبلة التي اتفقت (مصر والسودان وإثيوبيا) على أن تستغرق أسبوعين، وإعداد بروتوكولات واضحة لتبادل المعلومات بين كل الأطراف".
وفي 21 يوليو/تموز الجاري، عقد الاتحاد الإفريقي قمة مصغرة، بمشاركة الدول الثلاث، عقب نحو أسبوع من انتهاء مفاوضات رعاها الاتحاد لنحو 10 أيام، دون اتفاق، وأسفرت القمة عن الدعوة مجدداً إلى عقد مفاوضات ثلاثية بعد تعثر أول جولة.
حيث تعثرت المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان، على مدار السنوات الماضية، وسط اتهامات متبادلة بين القاهرة وأديس أبابا بالتعنت والرغبة في فرض حلول غير واقعية.
فيما تقول أديس أبابا، إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر والسودان، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء بالأساس.