وجد عدد كبير من الوافدين بدبي أنفسهم أمام أزمة مع تباطؤ الاقتصاد بسبب إغلاقات فيروس كورونا المستجد، إذ تم تسريح عدد كبير من الوافدين الأجانب العاملين في دبي، ودخل العديد منهم في سباق مع الزمن للعثور على وظيفة للبقاء فيها، نقلاً عن وكالة الأنباء الفرنسية.
دبي تمتلك الاقتصاد الأكثر تنوعاً في منطقة الخليج؛ إذ يعمل الأجانب في قطاعات متنوعة من بينها السياحة والمطاعم والتكنولوجيا وغيرها من خدمات الترفيه، فيما يوظف قطاع الخدمات في الإمارة مئات الآلاف من العمال الأجانب الذين يعملون في المراكز التجارية الضخمة وغيرها.
لا فرصة لديهم: الشاب مصطفى لم يبقَ أمامه سوى مهلة شهر واحد فقط للعثور على عمل جديد، وإلا فسيضطر لمغادرة الإمارة الخليجية التي يقيم فيها منذ 2014، كعدد كبير من الأجانب غيره الذين تأثروا بالأزمة الاقتصادية الناجمة عن تفشِّي فيروس كورونا المستجد.
فيما يقول الشاب الباكستاني (30 عاماً) الذي يعمل كمصمم غرافيكي، لوكالة الأنباء الفرنسية: "نعلم جميعاً أن الإمارات مكان مؤقت وأنه عاجلاً أم آجلاً سيتوجب علينا المغادرة".
في حال عدم عثوره على عمل في سوق ينوء تحت ثقل الطلب، لا يملك الشاب "أي خيار آخر" سوى العودة إلى باكستان على الرغم من أنه لا يحبذ هذه الفكرة، مضيفاً: "هنا عملت مع علامات فندقية فاخرة ومطارات وماركات سيارات والرياضات الخطرة. ليست لديهم حصة كبيرة من السوق هناك"، مشيراً إلى أنه حتى لو عثر على عمل في بلده فإن راتبه سيكون "نصف ما أتقاضاه في دبي".
900 ألف وظيفة أُلغيت: دراسة صادرة عن مركز تحليل "أوكسفورد إيكونوميكس" البريطاني، تقول إن العمالة في دول الخليج قد تنخفض بمقدار 13%، مع إلغاء 900 ألف وظيفة في الإمارات.
فيما يقدّر المركز أن رحيل الأجانب أمر "محتمل"، وسيؤدي إلى خفض نسبة السكان بنسبة 4% في كل من السعودية وسلطنة عمان، وحتى نحو 10% من السكان في الإمارات وقطر.
هذا التغيير سيؤدي إلى "عواقب وخيمة" في قطاعات رئيسية، وبينها نقص الأيدي العاملة في قطاع المطاعم والفنادق وتخفيض الاستهلاك وزيادة العرض في سوق العقارات.
فيما يرى سكوت ليفرمور من "أوكسفورد إيكونوميكس" الشرق الأوسط الذي كتب التقرير أن دعم الدولة يركز على المواطنين، فيما أنّ الأجانب "سيعودون إلى بلادهم أو يذهبون إلى بلاد أخرى عندما لا يكون لديهم عمل".
وأكد لـ"فرانس برس": "هذه سياسة واعية مدروسة ليبقى الأجانب وافدين دون أن يصبحوا مهاجرين".
"طيران الإمارات"، أكبر شركة طيران في الشرق الأوسط تدير أسطولاً من 270 طائرة من الحجم الكبير، علقت رحلاتها في أواخر آذار/مارس بسبب فيروس كورونا المستجد.
استأنفت بعد ذلك بأسبوعين نشاطاً مخفضاً، وهي تخطط لتسيير رحلاتها إلى 58 مدينة بحلول منتصف آب/أغسطس، مقابل 157 قبل الأزمة الصحية.
فيما ستقوم الشركة بتسريح عدد كبير من موظفيها. ويقدر عدد موظفي المجموعة بنحو 100 ألف شخص قبل الأزمة.
لا وظائف ولا رواتب: سامي (32 عاماً) الذي عمل مضيفاً جوياً مع الشركة لست سنوات حتى حزيران/يونيو الماضي، أشار إلى أن المسؤول عنه قام باستدعائه إلى "لقاء استمر خمس دقائق"، مضيفاً: "كنا بالمئات، وانتظر كل واحد منّا دوره من أجل اللقاءات الفردية التي استمرت طوال اليوم".
فيما سيضطر سامي الذي يقول إنه حصل على قرض مصرفي من أجل شراء سيارة دفع رباعي، إلى العودة إلى عائلته في القاهرة "وليس لديَّ أي مشروع حالياً".
المضيف قال كذلك إنه اعتاد على "أسلوب حياة جيد" في دبي، موضحاً: "أرغب حقاً بالبقاء في دبي، ولكن لا يوجد أي وظيفة حالياً"، موضحاً أنه يواصل البحث عن عمل، لكن "لا توجد كذلك رواتب مقبولة".
يُشار إلى أن أكثر من 3,3 مليون شخص من الأجانب من جنسيات مختلفة يعيشون في الإمارة ويشكلون نحو 90% من السكان. وتعتمد تأشيرة الإقامة في الإمارات العربية المتحدة على وجود عمل.
فيما يزور دبي أكثر من 16 مليون شخص سنوياً، وهي محطة تجارية مهمة، وموطن لأحد أكبر أسواق العقارات في المنطقة.
الإمارات سجلت رسمياً أكثر من 56 ألف إصابة بفيروس كورونا المستجد، و339 وفاة و49 ألف حالة شفاء.