أرسل مسبار شمسي من صنع وكالة الفضاء الأوروبية وإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) أقرب صور التقطت على الإطلاق لسطح الشمس، ليكشف عن مشهد مليء بآلاف التوهجات الشمسية الصغيرة التي أطلق عليها العلماء "نار المخيم" ويقدم دلائل بشأن الحرارة البالغة في الجزء الخارجي من غلافها الجوي.
ديفيد برجمانز، الباحث الرئيسي المختص بالتصوير بالأشعة فوق البنفسجية للمسبار "سولار أوربيتر" في مرصد بلجيكا الملكي، قال للصحفيين، الخميس 16 يوليو/تموز 2020: "عندما وصلت الصور الأولى، كان أول ما فكرت فيه: هذا غير ممكن، لا يمكن أن يكون المشهد رائعاً بهذا الشكل".
ما الذي يمكن أن تكشفه هذه الصور؟ والتقط المسبار، الذي انطلق من فلوريدا في فبراير/شباط، الصور في أواخر مايو/أيار باستخدام جهاز التصوير بالأشعة فوق البنفسجية بينما كان يدور على مسافة حوالي 77 مليون كيلومتر من سطح الشمس، في منتصف المسافة تقريباً بين الشمس والأرض.
من المعتقد أن "نار المخيم" انفجارات صغيرة، تسمى التوهجات الصغيرة، ويمكن أن تفسر السبب في كون درجة حرارة هالة الشمس، أو الجزء الخارجي من غلافها الجوي، أعلى 300 مرة من درجة حرارة سطح هذا النجم.
كما يترقب الباحثون المزيد من المعلومات من أجهزة أخرى بالمسبار لمعرفة السبب على وجه الدقة.
صور لم يسبق لها مثيل: أما دانييل مولر، الباحث بمشروع سولار أوربيتر، بوكالة الفضاء الأوروبية، فقال: "لم يسبق لنا قط الاقتراب بهذا الشكل من الشمس بكاميرا، وهذه ليست سوى بداية رحلة سولار أوربيتر الملحمية الطويلة".
كان العلماء يعتمدون عادة على التلسكوبات الأرضية للحصول على صور مقربة لسطح الشمس. لكن الغلاف الجوي للأرض يحد من كمية الضوء المرئي اللازم للحصول على مشاهدات بمثل وضوح لقطات سولار أوربيتر.
يذكر أن المركبة الفضائية تحمل أيضاً أجهزة لأخذ عينات بلازما لإتاحة مزيد من البيانات للباحثين.
كما ستساعد مهمة المسبار الأساسية المتمثلة في فحص المناطق القطبية بالشمس الباحثين على فهم منشأ الرياح الشمسية، وهي الجسيمات المشحونة التي تنطلق عبر نظامنا الشمسي وتؤثر على الأقمار الصناعية والإلكترونيات على الأرض.