كشفت مجلة "ذي لانست" العلمية في دراسة لها، الأربعاء 15 يوليو/تموز 2020، أنه من المتوقع أن يصل عدد سكان العالم في عام 2100 إلى 8,8 مليار نسمة، أي أقل من التقديرات التي نشرتها الأمم المتحدة سابقاً بواقع ملياري نسمة نقلاً عن وكالة الأنباء الفرنسية.
الدراسة توقعت انخفاض عدد السكان بعد عام 2064 نتيجة لمعدل النمو السكاني السلبي وهو ما سيكون له "تداعيات سلبية" على الاقتصاد وتنظيم المجتمعات.
بيد أن الجانب المشرق من هذه الدراسة يشير إلى توقعات بانخفاض انبعاثات الكربون وتقليل الضغط على نظم إنتاج الغذاء.
يأتي هذا بعد أن تنبأ علماء إحصاء السكان لدى الأمم المتحدة العام الماضي بأن تعداد السكان العالمي سيصل إلى ذروة نموه بحلول العام 2100؛ بسبب انخفاض معدلات الخصوبة، مُقدرين تلك الذروةً بنحو 10 مليارات و900 مليون نسمةٍ بنهاية القرن، مقابل تعدادٍ حاليٍ يبلغ نحو 7 ملياراتٍ و800 مليونٍ نسمة تقريباً.
"تداعيات عميقة وسلبية": كما كشفت المجلة، في دراسة أشرف عليها "معهد القياسات الصحية والتقييم" الذي تموله منظمة بيل وميليندا غيتس، أن عدد السكان قد يصل في الكوكب عام 2100 إلى 8,8 مليار نسمة، وهو رقم أقل بملياري نسمة من توقعات الأمم المتحدة، وذلك بسبب معدل النمو السكاني السلبي المتوقع تسجيله خلال النصف الثاني من القرن.
فيما سيصل عدد سكان الأرض ذروته عام 2064 بواقع 9.7 مليار نسمة، ليسلك بعد ذلك مساراً انحدارياً حتى عام 2100.
الدراسة لفتت إلى أن هذا التراجع في النمو الديموغرافي سيكون مصحوباً بانقلاب في هرم أعمار السكان، الأمر الذي ستكون له "تداعيات عميقة وسلبية" على الاقتصاد والنظم المجتمعية.
الأدهى من ذلك أن الدراسة تستنتج أن المسنين قد يُشكلون قطاعاً من إجمالي عدد سكان الأرض أكبر من مما توقعه سابقاً علماء الأمم المتحدة، وقد ينخفض تعداد سكان 23 دولةً، من بينها اليابان، وتايلاند، وإيطاليا، وإسبانيا إلى أقل من النصف.
كما تنبأت الدراسة أيضاً بانخفاضٍ حادٍ في تعداد السكان من الفئة العمرية المؤهلة للعمل في الصين والهند، الدولتان ذاتا التعداد السكاني الأكبر عالمياً، ما سيُشكل أزمةٍ لقوتيهما الاقتصاديتين العالميتين.
تحمل توقعات الدراسة أيضاً، إن صدقت، تبعاتٍ هائلة تصب في صالح الولايات المتحدة، التي يُتوقع أن يأتي اقتصادها تالياً لاقتصاد الصين من حيث الحجم بحلول عام 2035. في الوقت الذي سوف نخفض فيه تعداد القوى العاملة في الصين في النصف الثاني من القرن، تقول الدراسة إن اقتصاد الولايات المتحدة قد يعود لتصدر اقتصادات العالم بحلول عام 2098، في حال استمرت الهجرة في ترميم شريحة القوى العاملة الأمريكية.
توقعات الأمم المتحدة: يشار إلى أن هذه الأرقام تتعارض مع تلك التي توقعتها الأمم المتحدة في آخر تقرير لها، إذ إن المنظمة الأممية توقعت أن يرتفع عدد سكان الأرض من 7,7 مليار نسمة حالياً إلى 9,7 مليار عام 2050 و10,9 مليار عام 2100.
إذ قال مدير "معهد القياسات الصحية والتقييم" كريستوفر موراي الذي أشرف على الدراسة لوكالة الأنباء الفرنسية إن "هذه أنباء سارة للبيئة (ضغط أقل على نُظم إنتاج الغذاء وانبعاثات أقل من ثاني أكسيد الكربون)، لكن انقلاب هرم الأعمار ستكون له تداعيات عميقة وسلبية على الاقتصاد وتنظيم العائلات والجماعات والمجتمعات".