يذخر الإنترنت بفيديوهات ومقارنات تقارن بين فيلم كرتون سيمبا الأسد الملك من إنتاج شركة ديزني وسلسلة الإنمي اليابانية المعروفة باسم الليث الأبيض (كيمبا). تحظى هذه المقارنات بنسب مشاهدة عالية، فهذا الفيديو على سبيل المثال تمت مشاهدته أربعة ملايين مرة على موقع يوتيوب.
كيمبا الليث الأبيض (1942)
سلسلة الإنمي اليابانية بدأها رسام الإنمي الياباني أوسامو تيزوكا الذي ربما تعرفه من سلسلة الرسوم المتحركة الأشهر الفتي أسترو، بدأت سلسلة إمبراطور الغابة كيمبا أو الليث الأبيض في النسخة العربية كسلسلة مطبوعة ثم تحولت إلى فرع كامل من الرسوم المتحركة بها المانغا والأفلام الطويلة والقصيرة، تم إنتاج آخرها في عام 2009 بواسطة تلفزيون فوجي الياباني. وحولت شبكة "إم بي سي" أحد مواسمه إلى اللغة العربية تحت اسم حكايات الليث الأبيض.
ويتم اتهام شركة ديزني على الدوام بسرقة السلسلة وتحويلها إلى أحد أشهر أفلامها وهو فيلم كرتون الأسد الملك سيمبا الذي أنتجته عام 1994 ثم أتبعته بالجزء الثاني عام 1998، وأخيراً أصدرت الفيلم الحقيقي الذي يعيد حكاية الجزء الأول مؤخراً في عام 2019.
ولقد ظلت المناقشات حول موضوع سرقة الحقوق الأدبية دائرة طوال سنوات، وتجددت مرة أخرى بعدما أصدرت شركة والت ديزني فيلم كرتون الأسد الملك مرة أخرى، ومن أشهر المساهمات في هذه المناظرة كان الفيلم الوثائقي الذي أنتجه اليوتيوبر الأمريكي الشهير آدم جونستون ومدته ساعتان ونصف، فنّد فيها اتهامات ديزني بالسرقة.
إليك أهم 5 دلائل على عدم سرقة ديزني للإنمي الياباني:
1- سيمبا الأسد الملك، كيمبا الليث الإمبراطور.. تشابه مريب في الأسماء
على الرغم من أن الاسم العربي للإنمي الياباني هو "حكايات الليث الأبيض" فإن اسم الإنمي الأصلي باليابانية هو "ジャングル大帝" والتي تُنطق جانغورو تاييتي، وتعني إمبراطور الأدغال. اسما كلتا الشخصيتين متشابه إلى حد كبير: سيمبا وكيمبا كذلك.
ولكن الحقيقة أن تصوير الأسد على أنه ملك الغابة أو حاكمها شيء مشترك في كثير من الثقافات القديمة، فمن الهند حتى إفريقيا ظهر الأسد في أساطير عديد من الشعوب كملك وحاكم للغابة.
أما الاسم نفسه سيمبا فيعني الأسد باللغة السواحلية وهي اللغة الأصلية لعديد من سكان إفريقيا، وهو اسم منتشر لإطلاقه على الأسود عالمياً، وذلك يرجع إلى الطيار المقاتل النازي فرانز فون فيرا، وهو طيار شهير تمت كتابة قصة حياته في كتاب باسم The One That Got Away ثم تحولت لفيلم بعد ذلك يحمل الاسم نفسه في عام 1957.
وكان هذا الطيار يملك أسداً أليفاً يسمى سيمبا. ويمتلئ فيلم الأسد الملك من إنتاج ديزني بعبارات باللغة السواحلية، فأغلب أسماء الشخصيات كلمات سواحلية تحمل صفاتهم، فبومبا تعني المهمل الغبي، أما شعار هاكونا ماتاتا فيعني "لا تحمل همّاً".
2- المشاهد المسروقة فى فيلم كرتون سيمبا
ما لا يلاحظه كثير ممن يقارنون المشاهد، أننا نحاول مقارنة فيلمٍ مدته أقل من ساعتين بفرع كامل من الإنمي الياباني. فأفلام "الأسد الملك" جميعها أقل من 3 ساعات، أما كيمبا فهناك سلسلة المانغا بين 1950 و1954، وكذلك المسلسل التلفزيوني بين 1965 و1966، ثم فيلم طويل عام 1966، ثم سلسلة تلفزيونية أخرى من عام 1966 وحتى عام 1967، ثم سلسلة تلفزيونية جديدة بين عامي 1989 و 1990، ثم فيلم منفصل عام 1991، ثم فيلم إنمي عام 1997، ثم أخيراً فيلم الإنمي من تلفزيون فوجي عام 2009.
لذلك فإن صناع كيمبا قد استنفدوا كل السيناريوهات الممكنة المتعلقة بوجود أسد في غابات إفريقيا، فحلقات كيمبا والمتوافرة بالعربية على الإنترنت تختلف وتتنوع من حيث الشخصيات والمواضيع، فكيمبا يزور المدينة ويصادق البشر أحياناً، وينشر التوعية بالبيئة في أحيان أخرى.
وكذلك فإن كثيراً من المقارنات تقارن فيلم كرتون سيمبا بإصدارات حديثة من كيمبا في الحقيقة، فالصورة في الأعلى تقارن بين فيلم "الأسد الملك" من إنتاج ديزني 1994 وفيلم كيمبا (إمبراطور الغابة ليو) من إنتاج 1997. وكذلك كل المشاهد التالية هي مقارنات في الواقع تتهم كيمبا بسرقة ديزني وليس العكس. فهي تقارن بين "الأسد الملك" وفيلم تم إنتاجه بعده.
3- زازو في فيلم كرتون "الأسد الملك" وبولي في حكايات الليث الأبيض
من منا لا يذكر الببغاء الملكي زازو، المساعد المخلص لموفاسا وسيمبا من بعده، تحاول كثير من فيديوهات ومقالات المقارنة مقارنته بالببغاء بولي من فيلم كيمبا، لكن في الحقيقة لا يوجد أي تشابه بين الشخصيتين سوى كونهما ببغاءين. فبولي في كيمبا طائر غبي وغاضب طوال الوقت عكس زازو في "الأسد الملك".
4- رافيكي ودانال القردة
وكذلك بالنسبة لرافيكي القرد في فيلم كرتون سيمبا "الأسد الملك" ودانال القرد في كيمبا، فعلى الرغم من أن كليهما من الشخصيات الرئيسية، ففي الواقع دانال مجرد رجل كبير في السن وأحد أصدقاء كيمبا وليست له أية قدرات علاجية أو سحرية كرافيكي.
5- دائرة الحياة، الرسالة الأساسية وراء فيلم كرتون الأسد الملك
في الحقيقة إن أبرز أدلة أصالة عمل "الأسد الملك" تأتي من حقيقة أن الغاية والرسالة وراء كلتيهما متناقضة تماماً، فبينما يقرر كيمبا الليث الأبيض تحويل حيوانات الغابة إلى النظام النباتي ووقف الافتراس في الغابة كلها، يقدم لنا فيلم كرتون سيمبا أو "الأسد الملك" تفسيراً مختلفاً تماماً للطبيعة عبر مصطلح دائرة الحياة التي تقتضي بأن تجدد الطبيعة نفسها مع الوقت.
هل تعتقد أن ديزني قامت بسرقة الفيلم؟ اترك لنا رأيك في التعليقات.