سمحت محكمة إسرائيلية بتجريف مقبرة إسلامية في مدينة يافا بعد أن رفضت، الثلاثاء 7 يوليو/تموز 2020، دعوى تطالب بوقف تجريف المقبرة التي يعود تاريخها إلى 200 عام.
حسب تقارير إعلامية عبرية فإن المحكمة المركزية في تل أبيب رفضت التماساً تقدمت به "الهيئة الإسلامية" في يافا ضد هدم وتجريف مقبرة الإسعاف لصالح إقامة مشروع سكني لإيواء المشردين.
احتجاجات ومواجهات: يسمح القرار للبلدية الإسرائيلية باستئناف أعمال تجريف المقبرة، التي فجّرت احتجاجات غاضبة لدى فلسطينيي الداخل الشهر الماضي على مدى أيام عدة، وتحولت إلى مواجهات ليلية مع الشرطة الإسرائيلية.
كان القضاء الإسرائيلي قد أصدر يوم 17 يونيو/حزيران الماضي قراراً بوقف أعمال البناء في المقبرة مؤقتاً لحين حصول البلدية على ترخيص بناء جديد. وقد دنّست البلدية الإسرائيلية المقبرة التي يرجع تاريخها إلى الحقبة العثمانية، ونبشت عشرات القبور فيها.
إمام مسجد حسن بيك في يافا الشيخ أحمد أبوعجوة قال إن للبلدية سجلاً حافلاً في تدنيس المقابر ونبشها وبيعها لشركات استثمارية إسرائيلية، إذ دمرت مقبرة الجماسين لتوسيع حي سكني لليهود بدعم من سلطة الآثار الإسرائيلية، كما بنت إدارة جامعة تل أبيب مساكن للطلبة فوق مقبرة قرية الشيخ مؤنس المهجرة.
اليهود يستهدفون مقابر المسلمين: كما أشار إلى أن تجريف مقبرة الإسعاف سبقه استهداف مقبرة القشلة الملاصقة للمسجد المحمودية الكبير، والتي تعتبر جزءاً من مقبرة البرية التاريخية، حيث دفن المسلمون من الفترة المملوكية حتى الفترة العثمانية، وتمت مصادرة مساحة من المقبرة من أجل إقامة فندق سياحي وشقق سكنية، وتجريف وتدمير عشرات القبور وطمسها بالكامل وإخفاء رفات وجماجم الأموات.
وأوضح الشيخ لموقع "الجزيرة نت" أن اللجنة الشعبية للدفاع عن المقدسات في يافا بالتعاون مع الحركات والقوى الوطنية والإسلامية، أحبطت مخططاً لإقامة مشاريع سكنية على مساحات من مقبرة طاسو، إذ باعت ما تسمى دائرة أراضي إسرائيل المقبرة قبل 35 عاماً لمستثمرين يهود عبر عقود مزورة، إلا أن المجلس الإسلامي وسكان يافا نجحوا في إثبات التزوير أمام المحاكمة واسترجاع المقبرة.
مقبرة تاريخية: مقبرة الإسعاف، التي تقع شمال أسوار يافا القديمة بالقرب من مسجد حسن بك، بُنيت قبل نحو 200 عام. على الرغم من عدم استخدامها بشكل نشط لما يقرب من 90 عاماً، إلا أن المقبرة تحتوي على مئات المقابر الفلسطينية.
كانت يافا ذات يوم مركزاً للاقتصاد الفلسطيني، حيث يعيش حوالي 120.000 شخص في المدينة المزدهرة حول البحر الأبيض المتوسط وحولها عام 1948.
طردت الميليشيات الصهيونية ما يقرب من 95% من السكان الفلسطينيين في يافا والقرى المحيطة بها خلال النكبة، أو الكارثة، في ذلك العام.
على مر العقود، تم هدم الأحياء التاريخية في يافا وتقلصت المدينة إلى بلدة صغيرة تم استيعابها من قبل بلدية تل أبيب.