كان يُمكن أن تكون سفينة تيتانيك ناقلة جنود في الحرب العالمية الأولى لولا الغرق

في الحرب كل شيء مباح وكل شيء أيضاً ملك للجيش. وبهذه النظرية الحربية كان يمكن أن تكون سفينة تيتانيك ناقلة جنود في الحرب العالمية الأولى، إذ احتاجت البحرية الملكية البريطانية إلى المزيد من ناقلات القوات عندما اندلعت الحرب، لأنها لم يكن لديها ما يكفي من ناقلات الجنود، وكانت سفينة ركاب كبيرة مثل تيتانيك مثالية للأمر.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/07/06 الساعة 08:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/07/06 الساعة 09:38 بتوقيت غرينتش
سفينة تيتانيك - الشبكات الاجتماعية

في الحرب كل شيء مباح وكل شيء أيضاً ملك للجيش. وبهذه النظرية الحربية كان يمكن أن تكون سفينة تيتانيك ناقلة جنود في الحرب العالمية الأولى، إذ احتاجت البحرية الملكية البريطانية إلى المزيد من ناقلات القوات عندما اندلعت الحرب، لأنها لم يكن لديها ما يكفي من ناقلات الجنود، وكانت سفينة ركاب كبيرة مثل تيتانيك مثالية للأمر.

وتاريخياً، كان هناك العديد من الحالات التي تحولت فيها الأدوات والابتكارات المدنية إلى الخدمة العسكرية. من بين الأمثلة الأكثر شهرة "سيارات مارني للأجرة"، التي دفعت فرنسا بها جنودها  إلى الخطوط الأمامية في الحرب العالمية الأولى.

 سفينة تيتانيك ناقلة جنود في الحرب العالمية الأولى.. حال أنها لم تغرق!

لعبت السفن العابرة للمحيطات دوراً هاماً كـ "ناقلات جنود" إلى حد كبير. وفي حين كانت البحرية الملكية البريطانية أكبر قوة بحرية على الكرة الأرضية خلال الحرب العالمية الأولى، إلا أنها في الواقع لم يكن لديها ما يكفي من ناقلات الجنود. وعندما اندلعت الحرب، استخدمت بريطانيا العظمى بعض أشهر -ناهيك عن أفخم- السفن العابرة للمحيطات في الخدمة العسكرية.

وشمل ذلك RMS Olympic، وهي السفينة الشقيقة لسفينة تيتانيك. ولو لم تصطدم السفينة تيتانيك بجبل جليدي في 15 أبريل/نيسان 1912 وتغرق أثناء عبورها الأول عبر الأطلسي، فمن المحتمل جداً أنها كانت ستصبح ناقلة جنود، أو ربما سفينة مستشفى مثل شقيقتها الأخرى RMS Olympic.

بناء السفينة مثالي وقت الحرب

بنيت عابرات المحيطات لخدمة الركاب المسافرين واحتوت على العديد من الميزات التي قد تكون مطلوبة لنقل القوات، وشمل ذلك مراكب التجديف وغرف الطعام والعديد من الكبائن. 

وعند تحويل السفن إلى أدوات حربية، سيكون هناك حاجة لإزالة العديد من الكماليات لزيادة المساحة إلى أقصى حد، ولكن يجب أن نتذكر أنه في فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى، كانت السفن تتميز عادةً بأماكن إقامة من الدرجة الثانية ضئيلة المساحة بينما كانت الكبائن المخصصة للدرجة الثالثة أكبر قليلاً من العنابر المشتركة!

وبالنسبة للسفن التي استخدمها الجنود في الحرب العالمية الأولى، فقد أزيلت جميع الكماليات، مثل الأثاث واللوحات والبيانو وغيرها من العناصر التي لم تكن هناك حاجة إليها. وجُهزت كل مساحة متاحة بأسرة وأسرّة أطفال وحتى الأراجيح. 

فيما ركبت البنادق على سطح السفينة، كما طُليت السفن بألوان تشبه خطوط الحمار الوحشي، وذلك للمساعدة في إخفاء تحديد العدو لحجم السفينة وسرعتها واتجاهها عندما تُرصد من مسافة بعيدة، وفق مجلة The National Interest الأمريكية.

سفن ملكية استخدمت في الحرب

ما يعضد نظرية أنه كان يُمكن أن تكون سفينة تيتانيك ناقلة جنود في الحرب العالمية الأولى حال أنها لم تغرق أن حتى السفن الملكية استخدمت لنقل الجنود في الحربين العالميتين.

فخلال الحرب العالمية الثانية، خدمت كل من RMS Queen Elizabeth و RMS Queen Mary كناقلات جنود، كما استخدمت البارجة HMS Queen Elizabeth من نوع سوبر دريدنوت، لنقل الجنود في الحرب العالمية الأولى والثانية، ما يعني أن سفينتين حملتا اسم الملكة إليزابيث الأولى لعبتا دوراً في الحرب. 

آخر عابرة للمحيطات حُولت إلى ناقلة جنود كانت Queen Elizabeth 2 من صناعة شركة Cunard Line، والتي استولت عليها الحكومة البريطانية خلال حرب فوكلاند في عام 1982. 

كما هو الحال مع عابرات المحيطات الأخرى المحولة، جُردت السفينة -التي سُميت على اسم زوجة الملك جورج السادس ولم يكن المقصود بالتسمية الملكة إليزابيث الثانية الحالية- من جميع الكماليات والأعمال الفنية ووسائل الراحة للركاب، وهُيئت للسماح للمروحيات بالهبوط على السفينة. وكان ذلك ضرورياً لأن جزر فوكلاند تبعد مسافة 12 ألف كيلومتر عن بريطانيا ولم يكن هناك موانئ قريبة متاحة للتزود بالوقود.

سفن نقلت آلاف الجنود، وأخرى ملكية قُصفت وغرقت

لم تنجُ كل السفن من الحرب، حتى الملكية منها. ففي حين أن السفينة البريطانية المعاد تسميتها HMHS Britannic (سفينة مستشفى جلالة الملكة) لم تنج من الحرب، حيث ضربت بلغم وغرقت قبالة اليونان في عام 1917؛ فقد نجحت RMS Olympic في نقل أعداد لا حصر لها من القوات عبر المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط. 

لكن في 12 مايو/أيار 1918، اصطدمت السفينة عن عمد وأغرقت الغواصة الألمانية يو-103، والتي كانت تحاول إغراق عابرة المحيطات.

لكن قصص أخرى كانت ناجحة بالنسبة للبحرية الملكية البريطانية، فقد حملت سفينة Queen Elizabeth 2 أكثر من 3 آلاف جندي مع 650 من طواقم المتطوعين خلال مدة عملها.

وللنجاح في هذه المهمة أخفت البحرية البريطانية موقع السفينة عبر تغطية فتحاتها وإيقاف الرادارات داخلها. وقد تمكنت السفينة من تجنب الالتحام مع العدو وعادت إلى المياه البريطانية عندما انتهت الحرب، ورغم ذلك كانت سفينة Queen Elizabeth 2 من أواخر عابرات المحيطات التي تُستخدم كناقلات جنود.

تحميل المزيد